نفذ تنظيم "داعش" حملة اعتقالات واسعة طاولت عشرات النازحين من الرقة، فيما أقدم مسلحون موالون للقوات النظامية على حرق بعض الخيم في مخيم "الكرنك" وسرقوا مقتنيات النازحين بعد تفجيرات مراكز لهم في طرطوس، كما أصدر تنظيم "داعش" تعميمًا أمهل المواطنين حتى قبيل مطلع شهر رمضان لإزالة "الستلايت" .
وفي محافظة اللاذقية تجددت الاشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وعربية وآسيوية من طرف، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من طرف آخر في محور عين عيسى - الصراف في جبل التركمان، ومحور الحدادة في جبل الأكراد بريف اللاذقية الشمالي، ومعلومات عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين، بالإضافة لأنباء عن تمكن الفصائل من أسر عدد من عناصر قوات النظام.
أما في محافظة دمشق، فقد استمرت الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام وحزب الله اللبناني والمسلحين الموالين لها من جانب، والفصائل الإسلامية وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) من جانب آخر في حي جوبر عند الأطراف الشرقية للعاصمة، بالتزامن مع قصف متبادل بين الجانبين، حيث كانت قوات النظام قد استهدفت صباح اليوم مناطق في الحي، واتهم نشطاء قوات النظام باستخدام غازات في القصف.
وفي الريف الدمشقي، قصفت قوات النظام مناطق في بلدتي المحمدية وبيت نايم بغوطة دمشق الشرقية، ما أسفر عن سقوط عدد من الجرحى، وأضرار في ممتلكات مواطنين.
أما في محافظة حلب، فقد سقط عدد من الجرحى بينهم طفل ومواطن كما دمرت أجزاء من مسجد جراء الضربات الجوية التي استهدفت مناطق في بلدة كفرناها بريف حلب الغربي وبلدة كفر حمرة بشمال غرب مدينة حلب، في حين سقطت قذيفتان أطلقتهما فصائل إسلامية ومقاتلة على مناطق سيطرة قوات النظام في حي جمعية الزهراء بالأطراف الغربية من مدينة حلب، كما ارتفع إلى 5 بينهم سيدة مسنة عدد المواطنات اللواتي استشهدن جراء قذائف استهدفت مناطق سيطرة قوات النظام في الأحياء الشرقية لمدينة حلب، فيما أصيب رجل بطلق ناري في منطقة حي الفرقان، دون معلومات عن مصدر الطلقة، كذلك استهدفت الفصائل الإسلامية بعدة قذائف تمركزات لقوات النظام والمسلحين الموالين لها في محيط بلدة خان طومان بالريف الجنوبي لحلب.
وفي محافظة الحسكة، نفذت قوات الأمن الداخلي الكردية "الأسايش" حملة مداهمات لمنازل مواطنين في 5 قرى بريف رميلان و3 قرى بريف مدينة عامودا، حيث قامت بمصادرة أسلحة قالت أنها "غير مرخصة"، بالإضافة لاعتقال شبان، واقتيادهم لأداء "واجب الدفاع الذاتي"، ويشار إلى أن قوات الأسايش نفذت في الأسابيع والأشهر الفائتة عمليات اعتقال متكررة لشبان واقتادتهم لأداء "واجب الدفاع الذاتي".
أما في محافظة الرقة، فقد نفذت طائرات حربية عدة ضربات جوية استهدفت منطقة الحديقة البيضاء ومناطق أخرى في مدينة الرقة، دون معلومات عن الخسائر البشرية إلى الآن، في حين علم نشطاء المرصد أن تنظيم "الدولة الإسلامية" أبلغ ذوي 6 عناصر في صفوفه من أبناء مدينة الرقة، من بينهم اثنان من "أشبال الخلافة"، بأنهم قتلوا في القصف والاشتباكات والعمليات العسكرية ضد قوات النظام والمسلحين الموالين لها في بادية حمص الشرقية والجنوبية الشرقية، في حين كان قد قضى سائق جرافة تابعة للتنظيم، جراء استهدافه من قبل طائرة حربية عند الفرقة 17 بمحيط مدينة الرقة، كانت تقوم بأعمال حفر في المنطقة.
وفي محافظة دير الزور، ألقت طائرات الشحن مجدداً دفعة من المظلات التي تحمل مساعدات، حيث سقطت المظلات على مناطق سيطرة القوات النظامية في مدينة دير الزور، في حين قصف الطيران الحربي مناطق في حي الرصافة بمدينة دير الزور، دون معلومات عن خسائر بشرية.
وفي محافظة حمص، قصف الطيران الحربي مناطق في مدينة الرستن بريف حمص الشمالي، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية.
على صعيد متصل رصد نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان فتح تنظيم "داعش" بشكل متكرر لنيران رشاشاته الثقيلة والمضادات الأرضية، على طائرات التحالف وطائرات الاستطلاع التي تحلق باستمرار في سماء المدينة، في محاولة لمنعها من مراقبة المنطقة، بينما لا تزال حركة النزوح مستمرة لعشرات العائلات من مدينة الرقة إلى منطقة المنصورة بريفها الغربي ومناطق أخرى أخرى في ريف دير الزور الشرقي ومنطقة البوكمال الحدودية مع العراق، حيث رصد نشطاء المرصد نزوح عائلات تضم فقط الأطفال والمواطنات، واختار الرجال والشبان البقاء في المدينة ومتابعة أعمالهم، في حين اختارت عائلات أخرى النزوح بشكل كامل من المدينة، كما تبين أن من بين العائلات النازحة، عشرات العائلات التي عادت إلى قراها ومناطقها في محافظة دير الزور، بعد نزوحها في وقت سابق إلى مدينة الرقة.
وعُلم أن تنظيم "داعش" أنذر أصحاب المحال التجارية المختصة ببيع وإصلاح أجهزة "الستلايت والريسيفر" بالإضافة للتفزيونات، بوجوب إغلاقها، وأمهل الأهالي في "ولاية الخير" حتى قبيل بدء شهر رمضان لإزالة أجهزة "الريسيفر والستلايت" من منازلهم.
وأفادت مصادر مطلعة أن القوات النظامية نفذت اعتقالات بحق عشرات المواطنين من النازحين من أبناء محافظتي حلب وإدلب ومناطق سورية أخرى ممن يقطنون في مدينة طرطوس ومحيطها، عقب اعتداءات من قبل موالين للنظام على مخيم الكرنك للنازحين قرب ضاحية الأسد التي تبعد مئات الأمتار عن مكان التفجيرات بالمدينة، كما جرى توجيه الشتائم والسباب إلى نازحين وتفتيش آخرين من قبل حواجز أهلية في أحياء بالمدينة، وعمد مسلحون موالون للنظام وشبيحة إلى إحراق عدد من الخيم وسرقة مقتنيات مواطنين آخرين في مخيم الكرنك، ولا صحة حتى الآن لقتل أي مواطن من النازحين في مدينة طرطوس ومخيم الكرنك.
وجاءت الاعتقالات بعد أن قضى أكثر من 145 بينهم 10 من عمال كهرباء إضافة لأفراد من الكادر الطبي وأطفال ومواطنات وفتيان جراء التفجيرات السبعة التي استهدفت مدينتي جبلة وطرطوس بالساحل السوري صباح اليوم، والتي وردت معلومات عن تفجيرين إضافيين وقع أحدهما في جبلة والآخر في طرطوس، حيث قضى 97 على الأقل في مدينة جبلة بريف اللاذقية جراء تفجير عربة مفخخة بالقرب من كراج مدينة جبلة، تبعه تفجير رجل لنفسه بحزام ناسف داخل الكراج بالتزامن مع تفجير رجلين لنفسيهما عند مديرية الكهرباء بالمدينة وعند مدخل الإسعاف بأحد مشافي المدينة، في حين قضى 48 إثر تفجير عربة مفخخة في كراج مدينة طرطوس، وتفجير رجلين لنفسيهما بأحزمة ناسفة بعد تجمع أشخاص في مكان الانفجار بالمدينة، كذلك أسفر التفجيران عن سقوط أكثر من 200 جريح، بعضهم لا تزال جراحه خطرة، ما قد يرشح عدد الذين قضوا للارتفاع.
وعلم نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان في مدينة الميادين الواقعة في ريف دير الزور الشرقي، في الفترة ذاتها، أن تنظيم "الدولة الإسلامية" أمر جميع عناصره بإخراج أجهزة "الرسيفير" من منازلهم والإبقاء على التلفاز، لمتابعة "إصدارات الدولة الإسلامية والدروس الدينية"، كما علم نشطاء المرصد حينها أن أحاديث كثيرة كان يتم تداولها بين عناصر التنظيم بالمدينة، عن أجهزة التقاط البث الفضائي " الستلايت الرسيفر ومفاسده وأثره السلبي في الأخلاق والمجتمع ونظرة الشرع إليه"، بالإضافة لـ "فتاوى" بثت عبر إذاعة البيان الخاصة بتنظيم "الدولة الإسلامية"، تتحدث عن "حرمة استعمال الرسيفر".
أرسل تعليقك