شنّت قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، 20 غارة، على مواقع ومسلحي "داعش" في العراق وسورية، منهم 12 غارة في العراق بالقرب من البشير والحديثة والموصل وراوة وسنجار، و8 آخرين في سورية، بالقرب من البوكمال والرقة ودير الزور وادلب ومارع".
وأكد المتحدث باسم التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن، الكولونيل جون دوريان، الخميس، أن زعيم "داعش" المدعو أبو بكر البغدادي، يفقد السيطرة على مقاتليه مع وصول القوات العراقية إلى مشارف مدينة الموصل. ونشر داعش، الخميس، رسالة مسجلة للبغدادي يدعو فيها عناصره إلى "الثبات" في المعركة.
وأوضح المتحدث باسم التحالف الدولي، الذي يشنّ غارات على "داعش" في العراق وسورية، أنه لم يتم التحقق من صحة التسجيل لكن من "الواضح" أنهم يحاولون التواصل مع مقاتليهم. وأضاف دوريان، خلال مؤتمر عبر الفيديو من بغداد، أن الرسالة المسجلة "محاولة للتواصل مع مقاتليهم أحد الأمور المهمة التي لاحظناها قول البغدادي "لا تتقاتلوا في ما بينكم".
وأضاف "هذا ما يقوله قائد يفقد السيطرة والقدرة على تجميع قواته، لا نعتقد أن الأمر سينجح، تسري شائعات عن صحة "البغدادي"، وتحركاته لكن مكانه غير معروف، وهناك أنباء عن هرب مقاتلي "داعش" في الموصل، موضحًا "هناك أشخاص يغادرون مواقعهم أو يحاولون الهرب وأنهم لذلك يقومون بتصفية أشخاص".
وبيّنت وزارة الدفاع الأميركية أن قدرات "داعش" على الدعاية، تراجعت بشكل كبير بسبب الغارات، التي أدت إلى مقتل عدد من قادته وجففت مصادر تمويله. وأكدت وزارة الدفاع ،ان القوات الأمنية لا تزال تواصل التقدم في اتجاه قلب مدينة الموصل، لتحريرها من عناصر"داعش" المتطرف.
وقالت الوزارة في بيان لها، إن "القوات اقتحمت حي الانتصار الواقع على المداخل الشرقية للمدينة بعد وقت قصير على دخول حي الكرامة المجاور، مشيرة إلى أن قوات الجيش تقاتل الآن في الموصل للمرة الأولى منذ سقوطها بقبضة "داعش" قبل أكثر من عامين. وأكد البيان "تمكن القوات من السيطرة على أربع قرى سيد حمد والذيباني والجرف والخرطة، ضمن محور الجنوبي الغربي لنهر الزاب من مدينة الموصل.
وأشار البيان إلى أن "عناصر قيادة طيران الجيش تمكنت ضمن عمليات الإسناد المقدمة للقوات البرية المشاركة بعملية "قادمون يا نينوى"، من قتل أكثر من 30 مسلحًا من "داعش"، وتدمير ثلاث مركبات مختلفة ومنصة صواريخ. وأضاف أن "طائرة مسيرة لعناصر "داعش" المتطرف تم إسقاطها من قبل لواء المشاة ٦٦ قيادة عمليات صلاح الدين في منطقة الخانوكة قضاء الشرقاط". وأعلن قائد الشرطة الاتحادية، الفريق رائد شاكر جودت في بيان له ، تم "قتل أكثر من 1000 متطرف وتحرير74 قرية من تعداد 84 قرية". وأضاف كما تم "إجلاء4500 عائلة وتدمير 130 عجلة ملغمة منذ انطلاق العمليات في المحور الجنوبي للموصل".
وعد قائد قوات جهاز مكافحة الإرهاب، الخميس، أن تحرير منطقة كوكجلي، شرقي الموصل، أفشل مخطط "داعش" الرامي لمنع تقدم القطعات العسكرية نحو باقي أحياء المدينة، وعزا التأخر بحركة قواته إلى حرصها على حياة المدنيين، وحثّ الأهالي على البقاء في منازلهم والابتعاد عن مقرات "داعش"، ضمانًا لسلامتهم وسرعة تحرير مناطقهم.
وواصل الفريق الركن عبد الغني الأسدي، في حديث صحافي، أن "تمكن قوات جهاز مكافحة الإرهاب من تحرير قرية كوكجلي ضمن المحور الشرقي الموصل، أفشل مخطط داعش الرامي منع وصول القطعات العسكرية إلى مشارف أحياء القدس والكرامة وشقق الخضراء في المدينة برغم محاولاته المستميتة في ذلك". وأضاف الأسدي، أن "القوات الأمينة تستعد حاليًا لاقتحام الأحياء السكينة في الموصل من عدة محاور"، عازيًا تأخر تقدم القوات الأمنية إلى "حرصها على عدم إلحاق الأذى بالعوائل المتواجدة في الأحياء السكنية في المدينة ووقوع ضحايا بين المدنيين"، مبينًا أن "القائد العام للقوات المسلحة، حيدر العبادي، أكد على ضرورة حماية المدنيين في الموصل".
وحثّ قائد قوات جهاز مكافحة الإرهاب، أهالي الموصل على عدم الخروج من منازلهم والابتعاد عن مقرات عصابات "داعش"، والتعاون مع الأجهزة الأمنية، ضمانًا لسلامتهم وسرعة تحرير مناطقهم، كاشفًا عن تمكن القوات الأمنية من تدمير مفارز مسلحي "داعش"، التي حاولت قصّف أهالي قرية كوكجلي بمدافع الهاون بعد تحريرها. وكشفت منظمة الأمم المتحدة للطفولة والأمومة "اليونيسف" أن عدد النازحين منذ بدء العمليات العسكرية لاستعادة السيطرة على الموصل بلغ 20 ألفًا و700 نسمة، بينهم 9700 طفل بحاجة ماسة إلى مساعدة.
وأكدت رئيس البرامج الميدانية في فرع المنظمة في العراق، بيرنيلا أيرونسايد، في بيان صحافي، الخميس، أن "اليونيسف تتواجد لاستقبال هؤلاء الأطفال والأسر عند وصولهم إلى مواقع مراكز التدقيق". ونقل البيان الذي وزعه المكتب الإقليمي للمنظمة ومقره عمان، عن رئيس البرامج الميدانية في منظمة اليونيسف/ العراق، في أعقاب زيارة قامت بها إلى مركز نركيزيليا للتدقيق، قولها "التقيت الأمهات والأطفال الذين أبدوا ارتياحهم العميق لخلاصهم وخروجهم على قيد الحياة، فقد كان واضحًا أنهم قد عانوا الكثير".
وأضافت أنه فور وصول الوافدين يتم تلقيح الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و15 عامًا ضد شلل الأطفال والحصبة، من قبّل الفريق الحكومي الصحي المؤلف من أربعة كوادر طبية، بدعم من اليونيسف، وبالنسبة لكثير من الأطفال، تُعدّ هذه المرة الأولى، التي يتلقون فيها التلقيحات خلال العامين الماضيين. وأوضحت بيرنيلا أيرونسايد أن الأسر تقضي نصف يوم تقريبًا في مركز التدقيق قبل أن يتم نقلها إلى مخيم النازحين حيث يتم تخصيص مأوى لها، وتعمل اليونيسف على ضمان توافر الماء، ومرافق الاستحمام والصحيات والحمامات النظيفة".
وتابعت المسؤولة الأممية "كما يتم فحص الحالة التغذية للأطفال ومعالجتها، وتقوم فرق اليونيسف الجوالة أيضا بتوفير الرعاية النفسية للأطفال، كما تتولى اليونيسف كذلك إقامة أماكن التعلم المؤقتة، وساحات اللعب والأنشطة الترفيهية للأطفال في المخيمات". ولفتت رئيس البرامج إلى أن اليونيسيف قامت، خلال تشرين الأول الماضي، "بتوفير المياه المعبأة ولوازم النظافة الصحية لأكثر من 1500 أسرة، وتم تلقيح الأطفال ضد شلل الأطفال في اثنتين من القرى والبلدات التي تمت استعادة السيطرة عليها".
أرسل تعليقك