مقاتلو داعش يظهرون في مخيمات النزوح مقابل رشوة لإطلاق سراحهم
آخر تحديث GMT06:25:16
 العرب اليوم -

مدربون على المراوغة خلال عمليات الاستجواب نظرًا لخلفياتهم العسكرية

مقاتلو "داعش" يظهرون في مخيمات النزوح مقابل رشوة لإطلاق سراحهم

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - مقاتلو "داعش" يظهرون في مخيمات النزوح مقابل رشوة لإطلاق سراحهم

مقاتلو "داعش"
بغداد - نجلاء الطائي

كشف المتحدث باسم حشد نينوى زهير الجبوري، أن رشوة الـ7 آلاف دولار وراء إطلاق سراح مفتي تنظيم "داعش" المدعو (أبو عمر) والشهير بـ"اللحية البيضاء"، مؤكدا أن هناك الكثير من حالات إطلاق سراح المتطرفين بسبب الفساد. وقال الجبوري "كنت في منطقة بالموصل عندما اعتقلت قوة من استخبارات الشرطة "مفتي داعش"، وبعد نحو الساعة علمنا بإطلاق سراحه لدفع 7 آلاف دولار". وأضاف أن هناك الكثير من حالات إطلاق سراح المتطرفين بسبب الفساد رغم أن معدله تراجع عما كان عليه قبل احتلال "داعش" لمدينة الموصل.

في غضون ذلك، أكدت "الحشد الشعبي"، وجود عدد من عناصر داعش في سهل نينوى لكن قائد محور الشمال في منظمة بدر والقيادي بالحشد، محمد البياتي نفى الأنباء التي تحدثت عن وجود 1000 متطرف في محيط قضاء الحويجة التابع لـ"محافظة كركوك"، لكنه أقر بوجود الدواعش في هذه المنطقة على شكل عصابات متناثرة بين قرى وأرياف الحويجة.

وسلّم قائد عشائري في نينوى مجموعة من "فلول داعش" في جنوب الموصل، بعد أشهر من تحرير المدينة إلى الجهات الأمنية، كان يعتقد بأنهم أُعدموا أو أنهم يقبعون في السجون الحكومية على أقل تقدير. ولكنّ القائد، الذي يقود مئات المقاتلين من أبناء عشيرته المناهضين للتنظيم، يؤكد أنه سمع بأنّ المعتقلين عادوا الى مخيمات النازحين في الموصل، من دون أن يعرف سبب إطلاق سراحهم. ويقول الأهالي في الموصل والانبار بأنهم باتوا يشاهدون أعضاءً في داعش يتجولون بحرية في المدن بعد عمليات التحرير، مؤكدين أن من بينهم أُمراء في التنظيم.

ويعتقد مسؤولون محليون أن مقاتلي التنظيم المعتقلين مدربون على المراوغة خلال عمليات الاستجواب نظراً لخلفياتهم العسكرية. كما يتحدث المسؤولون عن فساد يشوب عمل بعض الجهات التحقيقية، أدى الى خروج عدد من المتهمين بعد إلقاء القبض عليهم. واستناداً لتقرير منظمة هيومن رايتس ووتش، الذي صدر خلال شهر كانون الأول/ديسمبر الماضي، فهناك ما يقارب 20 ألف شخص محتجز لدى الحكومة العراقية، للاشتباه بارتباطهم بداعش.

وقتلت القوات العراقية، خلال عملية تحرير الموصل، 30 ألف مسلح، بحسب بيانات عسكرية. لكن المسؤولين المحليين يؤكدون وجود ما لايقل عن 50 ألفاً من المسلحين والمتعاونين معهم، مازالوا طلقاء في المدينة. وقال محمد المرعيد، قائد حشد شهداء القيارة في الموصل، إن قواته تتلقى يومياً بلاغاً عن وجود مسلحين تابعين لـداعش في أحد الاحياء بالمدينة.

ويؤكد المرعيد، "في الغالب ينكر المعتقلون صلتهم بالتنظيم، ويتذرعون بأنهم كانوا مجبرين على تلك الأعمال أو أنهم كانوا يعملون مخبرين سريين للقوات العراقية".

وعندما بدأت القوات المشتركة عمليات التحرير، في تشرين الأول/أكتوبر 2016، شنّ داعش حملة انتقامية أعدم خلالها من يشتبه بتعاونهم مع الحكومة. كما نفذ عمليات إعدام بحق المدنيين الذين حاولوا الهروب من المدينة. ويشعر المرعيد، بعد 5 أشهر من تحرير الموصل، بالإحباط لأنه يسمع عن عودة بعض المسلحين الذين تم اعتقالهم في وقت سابق إلى مناطقهم الاصلية.

ويقول القيادي في الحشد العشائري "بعد أشهر من تحرير الموصل، ألقيت القبض على 11 مسلحاً في جنوب الموصل، اعترفوا أمامي بالانتماء الى التنظيم وارتكاب جرائم بحق السكان". وسلم المرعيد المجموعة بعد ذلك الى جهاز الأمن الوطني في الموصل. واعترف المسلحون أمام الجهة الامنية بارتباطهم بالتنظيم لينقلوا بعد ذلك الى بغداد.

لكنّ القيادي العشائري يقول "بعد أسابيع نقل لي بعض السكان، بأن المجموعة موجودة في مخيم الدعوة جنوب الموصل، ولا أعرف كيف تم إطلاق سراحهم". وفي الموصل يصعب الوصول الى حقيقة عدد المعتقلين. إذ يقول المسؤولون ان الاجهزة الامنية تتكتم على تلك المعلومات. وتتعدد الاجهزة الامنية، التي تعمل داخل الموصل، إذ تقوم كل جهة باحتجاز المشتبه بهم في مكان مختلف، الامر الذي يعقّد إجراء إحصاء لعدد الموقوفين. ويعتقد القيادي في الحشد أن "هناك فساداً في لجان التحقيق في بغداد وراء خروج عدد من المعتقلين التابعين لتنظيم داعش". وتبقى أغلب تلك الاحاديث شفوية من دون أدلة بحسب الجهات الامنية التي تطالب أهالي المناطق المحررة بتقديم صور أو شهود، وتؤكد أنها تتحرى عن كل شكوى تصلها.

ويقول هاشم البريفكاني، نائب رئيس اللجنة الامنية في مجلس نينوى، بأن "السكان يتحدثون عن وجود أمراء من داعش، لكن المحاكم تريد أدلة". وتتطلب عملية الإبلاغ عن المشتبه بهم سلسلة من الإجراءات الطويلة كإحضار الشهود. وأحيانا يتعرّض "المُبلّغ" للتهديد بالقتل من الخلايا النائمة قبل صدور أمر الاعتقال، بحسب مسؤولين.

ويؤكد البريفكاني أنّ"القيادات الأمنية تنفي، خلال لقاءاتنا معهم، وجود مثل هكذا حالات، كما يؤكدون أنهم يتحرّون عن كل بلاغ يقدم لهم". وبدأ السكان، بحسب المسؤول المحلي، يترددون في الابلاغ عن وجود المتطرفين ، بعد تناقل اخبار عودة عناصر داعش الى الموصل، والظهور بشكل علني في الشوارع. ونفت قيادة عمليات نينوى، ما نشرته صحيفة سعودية قبل يومين حول إطلاق سراح مفتي وسفاح داعش في الموصل، الذي اعتقل مطلع العام الجديد.

وذكر بيان لعمليات نينوى، أن "عز الدين طه أحمد وهب، 70 عاماً، الذي عمل الى حين تحرير مدينة الموصل مفتياً لها، مازال في التوقيف بانتظار المحاكمة أصولياً". ونفى زهير الجبوري، عضو مجلس قضاء الموصل، ما نقلته الصحيفة السعودية عن لسانه، من إطلاق "المفتي" مقابل فدية قدرها 7 آلاف دولار.

وأكد الجبوري، أن "المتطرف  مازال قيد التحقيق، لكن مختار منطقة حي القادسية الذي ساعد في إلقاء القبض عليه تم استهدافه بعبوة ناسفة، وقد نجا منها بأعجوبة". واعتقلت القوات، قبل أكثر من أسبوع، رجلا مسنا من تنظيم داعش، كان قد ظهر في لقطات سابقة اشتهر بلحيته البيضاء الكثة، وهو يعطي أوامر بقتل بعض المواطنين رجماً بالحجارة أو بقطع الرأس.

وفي آذار/مارس 2015، ظهرت صور لثلاثة رجال متهمين بالمثلية الجنسية وهم يجثون على ركبهم، قبل أن يعطي "مفتي الموصل" أوامره بقطع رؤوسهم بالسيف أمام حشد من الناس الذين تجمهروا في ساحة عامة. وكما ظهر أبو عمر مرة أخرى وهو يتلو قائمة تهم على أحد الضحايا وسط حشد كبير، قبل أن يتقدم أحد الجلادين بسيفه ويقطع رأس المضحية. ويعتقد نعيم الكعود، رئيس اللجنة الامنية في مجلس الأنبار، أن "هناك خللا في قاعدة البيانات التي تعتمد عليها الأجهزة الأمنية لمتابعة المسلحين".

ويقول الكعود، إن "قاعدة المعلومات التي تضم أسماء المسلحين، فيها نقص كبير، كما تضم أسماء وضعت من جهات بتهم كيدية". ووجّه زعماء قبائل ومسؤولون محليّون في الأنبار، بعد تحرير الرمادي قبل أكثر من عامين، أصابع الاتهام لضباط وجهات أمنية بـ"الإفراج" عن قيادات في داعش مقابل رشاوى تصل أحيانا إلى مليون دولار. وتحدث ناشطون من الرمادي وقتها عن "صفقات سياسية" تقف وراء إطلاق سراح قادة في داعش بعد تحرير المدينة.

ويعزو الكعود، الذي يقود فصيلا مناهضا لداعش من أبناء عشيرته، سبب خروج معتقلي داعش الى أنّ"بعضهم محترف بالافلات من الاسئلة في الاستجوابات، نظرا لأن أغلبهم من العسكر ورجال الامن في النظام السابق". وكانت جهات عشائرية وأمنية في الانبار قد أعلنت، قبل تحرير الرمادي، إعداد قوائم بأسماء المنتمين لداعش. وتضمنت القوائم 10 آلاف اسم مطلوب.

ويتمنى الكعود ان تكون هناك محكمة خاصة في الأنبار تضم منتسبين من بغداد للتحقيق مع المتهمين، مؤكداً أنه "لايثق باللجان التحقيقية الموجودة في الانبار". ونشرت الجهات العشائرية مطلع 2015، قائمة تضم 50 اسماً عن شخصيات منتمية لداعش، بينهم سلمان عزيز أحمد النوفل، مدير المخابرات في النظام السابق، فضلا عن أسماء أخرى لموظفين في الصحة والكمارك ومعلمين وأساتذة جامعات.

وحتى الآن مازالت العشائر تتلقى اتصالات وبلاغات عن وجود مسلحين في المناطق المحررة بالانبار. ويقول الكعود "قبل أيام كان لدي أشخاص أبلغوني بأسماء 20 عنصرا ينتمون الى داعش في مدن الانبار، قمت بإبلاغ القوات الامنية عنهم".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مقاتلو داعش يظهرون في مخيمات النزوح مقابل رشوة لإطلاق سراحهم مقاتلو داعش يظهرون في مخيمات النزوح مقابل رشوة لإطلاق سراحهم



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 21:12 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
 العرب اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
 العرب اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 19:32 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما
 العرب اليوم - رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما

GMT 02:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
 العرب اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 02:40 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 06:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

GMT 10:19 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 16:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 02:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

11 شهيدًا في غارات للاحتلال الإسرائيلي على محافظة غزة

GMT 06:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 03:09 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

عدوان جوي إسرائيلي يستهدف الحدود السورية اللبنانية

GMT 07:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 07:53 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ "حماس"

GMT 06:54 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

النموذج السعودي: ثقافة التحول والمواطنة

GMT 07:10 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

تحذير أممي من تفشي العنف الجنسي الممنهج ضد النساء في السودان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab