أعلن قضاة متخصصون في مكافحة المخدرات توقيف أكثر من 525 متهماً بتجارة وترويج المخدرات في العاصمة بغداد، فضلاً عن صدور 100 أمر توقيف بحق آخرين مابين متعاطٍ ومروج وتاجر خلال 2018 فقط.
وحذر القضاة من تزايد هذه الظاهرة، مشيرين إلى أن اغلب المتعاطين يتحولون خلال فترة قصيرة إلى مروجين، لما لهذه التجارة من رواج يحقق أرباحا لاسيما للعاطلين عن العمل.
وأكد القضاة تسجيل حالات للتعاطي والترويج للمخدرات في إحدى مدارس بغداد وجامعات أهلية فضلاً عن ترويجها في بعض المقاهي، مرجحين الاستعانة بقوات مكافحة الإرهاب لمواجهة هذا الخطر وضرب تجار المخدرات.
إلى ذلك، قال القاضي عقيل ناظم وهو قاضي تحقيق مختص بقضايا المخدرات في الرصافة "تم القبض على 306 متهمين مابين تاجر مروج ومتعاطي خلال العام 2018 فقط مقسمين بين 216 تاجرا ومروجا و90 متعاطيا وتمت إحالة اغلبهم إلى المحاكم المختصة وقد صدرت بحقهم أحكام وصلت إلى السجن المؤبد ".
وأوضح القاضي عقيل في تصريحات إلى "القضاء" أن "اغلب المتعاطين للمخدرات يتحولون بعد فترة زمنية إلى مروج بهدف الكسب المادي كون الترويج لهذه المواد يدر أرباحا كبيرة وكذلك ليتمكنوا من الحصول على هذه المواد المخدرة ليتعاطوها بسبب الإدمان عليها ".
وعن أنواع المخدرات التي المنتشرة يوضح القاضي المختص "سجلنا تعاطي وتداول أنواع كثيرة من المخدرات، لكن يحتل الكرستال المرتبة الأولى لهذه التجارة، وتليه الحبوب والتي تعرف بـ(الصفر ـ 1) تأتي بعدها مادة الحشيشة فضلاً عن أنواع أخرى".
ويكشف القاضي عقيل عن "شبكات تدير تجارة المخدرات في بغداد وهي تنظيمات خيطية يصعب الوصول إليها"، مؤكداً "تفكيك العديد منها والقبض على أفرادها وغالباً ما يكون تجار المخدرات حذرين في تعاملهم ولا يتم البيع إلى للشخص الموثوق فيه وأن يكون مزكي من شخص آخر"، مشيراً إلى أن "هناك ارتباطا بين الشبكات في بغداد والمحافظات الجنوبية".
ويبين ناظم أن "المخدرات تدخل العراق من بعض الدول منها إيران ولبنان وبعض دول الخليج وان الأهوار تشكل ممراً لعبور هذه المواد بواسطة المشحوف وغالباً ما يخرج التجار من العراق بجوازات رسمية ويدخلون عن طريق التهريب ويتم إدخال المواد عبر أكياس من الرز أو الطحين".
أقرا أيضًا:الحريري مستمر في مهمة تشكيل الحكومة اللبنانية رغم "الشائعات"
وعن أساليب الترويج يوضح القاضي المختص أن "اغلب المتعاطين يتحول الى مروج بعد فترة قصيرة ليقوم بترويج المخدرات الى أصدقائه فضلاً عن قيام بعض المقاهي بترويج المخدرات عبر الأركيلة أو ما يعرف بالشيشة وذلك بخلط مادة الحشيشة مع التبغ او تدخينها بشكل مباشر في أماكن خاصة وعادة لا يتم تقديم هذه العروض لأي شخص إلا من كان مصدر ثقة".
واستطرد أن "هناك طرقا أخرى للترويج عن طريق النوادي الليلية وفتيات الهوى بحجة ان مادة الكرستال مقوٍ جنسي".
وزاد أن "بعض تجار المخدرات يعتمدون في نقل بضاعتهم وترويجها على العنصر النسوي (الفتيات) خصوصاً من محافظة إلى أخرى أو من منطقة الى اخرى لعدم خضوعهن للتفتيش في السيطرات والمفارز الأمنية بالإضافة إلى اعتمادهم على بعض العناصر الأمنية لكونهم يحملون باجات مما يسمح لهم المرور في السيطرات دون تفتيش".
ويكشف القاضي المختص عن القبض على مجموعة من المروجين يقومون بالترويج للمخدرات أمام إحدى المدارس المتوسطة في بغداد ليقوم البعض من الطلاب بالخروج من المدرسة واخذ منهم المواد لتعاطيها فضلاً عن وجود معلومات تشير إلى وجود حالات للتعاطي والترويج داخل جامعتين أهليتين في العاصمة بغداد، بحسب ناظم.
وعن مناطق العاصمة بغداد التي سجلت انتشاراً أكثر للمخدرات يذكر القاضي أن "مناطق الرصافة وتحديداً مدينة الصدر والمناطق المحيطة بها حيث احتلت المرتبة الأولى تليها مناطق الشعب وحي اور والزعفرانية وشارع فلسطين والجادرية والكرادة حيث سجلت هذه المناطق أعلى نسبة لترويج وتعاطي المخدرات".
ويستكمل القاضي المختص "فككنا العديد من الشبكات المختصة بالمخدرات أبرزها شبكة في منطقة الزعفرانية مكونة من سبعة أفراد يتولاها شخصاً يدعى (القائد) والذي قام بقتل احد افراد مفرزته لمحاولته الهرب وبصحبته مواد مخدرة"، مؤكدا "وجود شبكات تديرها عائلات وغالباً ما يطلق لقب (الحجي) او (السيد) على التجار الكبار وان هذه الشبكات تواجه صراعا فيما بينها لكنها تسجل حوادث مشاجرة او شروع بالقتل في مراكز الشرطة ".
ودعا قاضي تحقيق المحكمة المركزية المختص بقضايا المخدرات في الرصافة تعديل قانون المخدرات والمؤثرات العقلية رقم 20 لسنة 2017 لتشديد العقوبات لاسيما ان البعض من مروجي المخدرات سبق وان افرج عنهم بموجب قانون العفو ثم عادوا مجدداً للتعاطي او الترويج والمتاجرة كما دعا الى تشديد عقوبة المتاجرين والمروجين للمخدرات لتصل إلى الإعدام".
ودعا ناظم أيضا وزارة الداخلية إلى توفير الدعم وتطوير قسم مكافحة المخدرات مرجحاً الاستعانة بقوات مكافحة الإرهاب وسوات لضرب عصابات المخدرات والقبض عليهم .
وقال القاضي سعد طاهر القاضي المختص بقضايا المخدرات في الكرخ أن "محكمة تحقيق الكرخ سجلت القبض على 220 متهماً بقضايا المخدرات مابين تاجر ومروج ومتعاط خلال عام 2018 اغلبهم تمت إحالتهم على المحاكم المختصة فيما لا يزال قسم منهم رهن التحقيق".
وكشف طاهر عن القبض على عصابة للمخدرات في العاصمة بغداد بكمين محكم ضبطت بحوزتهم 4 كيلوغرامات من مادة الحشيش المخدرة فضلاً عن نصف كيلوغرام من مادة الكرستال.
ويضيف القاضي أن "مناطق الدورة والبياع والإسكان والشعلة هي المتصدرة في انتشار المخدرات في جانب الكرخ من العاصمة".
وأكد أن "تجار المخدرات حذرون جداً في تعاملاتهم ولا يتم البيع لأي شخص ما لم يكن مصدر ثقة وقد يلجأ المتاجر إلى تقسيم المادة إلى كميات صغيرة خشية القبض عليه".
ويبين طاهر "تم تفكيك إحدى الشبكات في بغداد والتي كانت تتولاها إحدى الفتيات إذ غالباً ما يتم الترويج للمخدرات من قبل فتيات فضلاً عن القبض على فتيات بتهمة التعاطي".
ويعزو القاضي المختص أسباب انتشار المخدرات إلى إغراء الضحية عن طريق رفاق السوء فضلاً عن ضعف الوضع الاقتصادي لبعض الشباب والبطالة بالإضافة إلى قلة الثقافة والوعي.
ودعا إلى ضرورة تعديل قانون المخدرات والمؤثرات العقلية رقم 50 وتشديد العقوبات بحق المروجين والمتاجرين وإنشاء مصحات ومراكز خاصة للمتعاطين.
وقد يهمك أيضًا
المهدي يلتقي مبعوثة الأمم المتحدة لدى العراق "يونامي"
بغداد تعود الى الحياة الطبيعية تدريجياً بعد تحرير العراق من تنظيم "داعش"
أرسل تعليقك