تونس ـ كمال السليمي
دعا رئيس البرلمان التونسي المُجمد راشد الغنوشي، مساء الأحد، رئيس البلاد قيس سعيد إلى الكشف عن مصير نائب رئيس حركة "النهضة"، البرلماني الموقوف نور الدين البحيري، بعد أنباء عن نقله إلى المستشفى "في حالة خطرة جدا".وتوجه الغنوشي إلى سعيد، عبر بيان لرئاسة البرلمان، قائلا: "تبعا لحادثة اختطاف الأستاذ نور الدين البحيري وعدم الكشف عن مكان احتجازه منذ صباح الجمعة 31 كانون الاول/ ديسمبر 2021، وما يروج حول تعكّر وضعه الصّحي، بما يمثّل تهديدا جادا لحياته، فإنّ مسؤوليتكم تقتضي الكشف عن مصيره وطمأنة أهله والرأي العام حول سلامته".كما دعا إلى "تمكين فريق طبي وحقوقي من زيارته والاطّلاع على وضعه. والتعجيل بإطلاق سراحه".
وجدد الغنوشي، رئيس حركة "النهضة"، التأكيد على موقف البرلمان "الرّافض للإجراءات غير القانونية التي اتّبعت ضدّه (البحيري) وضدّ عدد آخر من النواب وإدانتها".فيما أفاد مستشار رئيس "النهضة"، رياض الشعيبي، عبر تدوينة على صفحته بـ"فيسبوك"، بأن “الأستاذ راشد الغنوشي اتصل هاتفيا برئيس الجمهورية، لمطالبته بالكشف عن مصير البحيري، وتحميله مسؤولية تعرض حياته للخطر، لكنه لم يجبه".وكتب الشعيبي، في تدوينة سابقة الأحد: "الآن نُقل البحيري على عجل للمستشفى وهو في حالة خطرة جدا".وتابع: "البحيري يواجه الموت.. جريمة قتل متعمد.. ثلاثة أيام دون طعام.. ثلاثة أيام دون ماء.. ثلاثة أيام دون دواء".
ومضى قائلا إن رئيس البلاد "قيس سعيد يتحمل المسؤولية كاملة عن حياة الأستاذ نور الدين البحيري".ونقل وزير العدل التونسي الأسبق ونائب رئيس حزب النهضة نور الدين البحيري في حالة خطرة إلى مستشفى بنزرت شمال البلاد بعد يومين من توقيفه، بحسب نشطاء بينهم نائب برلمانية عن الحزب.وقالت النائب ووزيرة الدولة السابقة سيدة الونيسي على حسابها على تويتر بالفرنسية "تم نقل نور الدين البحيري للتو إلى مستشفى بنزرت بعد تدهور حالته الصحية إثر توقيفه واحتجازه قبل 48 ساعة".وأضافت أن البحيري كان محتجزا "في مكان غير معلن، بدون أي مذكرة توقيف أو لائحة اتهام أو إذن قضائي".بدوره، قال ائتلاف "مواطنون ضد الانقلاب" المعارض للتدابير التي أعلنها الرئيس قيس سعيّد، عبر تويتر إن البحيري “نقل إلى المستشفى على وجه السرعة في حالة حرجة”.
وبحسب عدد من وسائل الإعلام ومصادر مطلعة، فإن نور الدين البحيري يعاني أمراضا مزمنة عدة وتوقف عن تناول الطعام والأدوية منذ توقيفه.وكانت الهيئة الوطنية للوقاية من التعذيب، وهي هيئة مستقلة تابعة للدولة، وحزب النهضة قد أبديا قلقهما السبت حيال مصير البحيري وكذلك فتحي البلدي الذي عمل مستشارا لوزير داخلية أسبق وأوقف أيضا صباح الجمعة.وقد شجبت الهيئة ولجنة الدفاع عن البحيري التي تشمل زوجته المحامية ومحامين آخرين، التكتم على مكان احتجازه وغياب توضيحات من وزارة الداخلية التي أمرت بالقبض عليه الإثنين.
وكانت وزارة الداخلية قد أفادت في بيان مساء الجمعة أنها أمرت بوضع شخصين في الإقامة الجبرية من دون أن تكشف اسميهما، وبررت الإجراء بأنه جاء "حفاظا على الأمن والنّظام العامّين".ووصفت لجنة الدفاع عن البحيري الجمعة اعتقاله أمام منزله على أيدي عناصر شرطة بملابس مدنية بأنه "اختطاف" و"السابقة الخطيرة التي تنبئ بدخول البلاد في نفق الاستبداد".والنهضة هو أبرز الأحزاب المعارضة للرئيس قيس سعيّد منذ أعلن توليه كامل السلطتين التنفيذية والتشريعية في 25 تموز/يوليو وتعليقه عمل البرلمان. وحظي الحزب بالكتلة الأكبر في المجلس طوال عشر سنوات.
قد يهمك ايضاً
أرسل تعليقك