دمشق - العرب اليوم
أعلنت حكومة الرئيس السوري بشار الأسد، أمس (السبت)، مقتل 4 عسكريين جراء قصف إسرائيلي استهدف مواقع في وسط سوريا وغربها، في ثاني استهداف من نوعه خلال أسبوع. وجاءت الضربة الجديدة بعد أيام من غارات استهدفت «قافلة إيرانية» تنقل وقوداً، وربما أسلحة، على الحدود السورية - العراقية، وهو أمر ردت عليه -كما يبدو- ميليشيات مرتبطة بإيران، بقصف صاروخي استهدف قاعدة للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في شرق سوريا. ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) الرسمية عن مصدر عسكري، أنه «نحو الساعة السادسة والنصف من صباح اليوم (أمس) نفَّذ العدو الإسرائيلي عدواناً جوياً من فوق البحر المتوسط من اتجاه بانياس، مستهدفاً بعض النقاط في المنطقة الوسطى والساحلية، وتصدت وسائط دفاعنا الجوي لصواريخ العدوان». وأضاف المصدر أن القصف الإسرائيلي أدى إلى مقتل 4 عسكريين وإصابة عسكري واحد و«وقوع بعض الخسائر المادية».
وأشارت الوكالة إلى أن عسكريين اثنين قُتلا، و3 أصيبوا بجروح في 13 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري، جراء هجوم جوي إسرائيلي من اتجاه طرابلس - الهرمل بشمال لبنان، على مطار الشعيرات بريف حمص الشرقي. ولم يذكر الإعلام الرسمي السوري المواقع التي طالها القصف الإسرائيلي الجديد صباح السبت؛ لكن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أفاد بأن القصف استهدف مواقع تابعة لمجموعات موالية لإيران في محافظتي حمص وحماة (وسط)، ما أسفر عن تدمير أسلحة وذخائر. وأضاف أن القصف طال أيضاً موقعاً للقوات السورية يضم بطارية للدفاع الجوي في ريف جبلة، في محافظة اللاذقية (غرب).
ولم يصدر أي تعليق رسمي عن إسرائيل بشأن الضربات. واكتفى متحدث عسكري بالقول: «لا نعلّق على تقارير ترد في إعلام أجنبي»، حسبما ذكرت وكالة «الصحافة الفرنسية».
وخلال الأعوام الماضية، شنّت إسرائيل مئات الضربات الجويّة في سوريا، طالت مواقع للجيش السوري وأهدافاً إيرانيّة وأخرى لـ«حزب الله» اللبناني. ونادراً ما تؤكّد إسرائيل تنفيذ الضربات؛ لكنها تكرّر أنّها ستواصل تصدّيها لما تصفها بمحاولات إيران ترسيخ وجودها العسكري في سوريا. من جهتها، نقلت وكالة «رويترز» عن مصادر إقليمية واستخباراتية أن إسرائيل كثفت هجماتها على مطارات وقواعد جوية في سوريا في الشهور القليلة الماضية، لتعطيل استخدام إيران المتزايد لخطوط الإمداد الجوي لتوصيل أسلحة إلى حلفائها في سوريا ولبنان، بما في ذلك «حزب الله» اللبناني المدعوم من إيران.
وتأتي الضربات الإسرائيلية الجديدة في وقت أعلنت فيه القيادة المركزية للجيش الأميركي (سنتكوم) أن صواريخ استهدفت ليل الخميس - الجمعة قوات التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن في أحد أبرز قواعدها في شرق سوريا، من دون أن تسفر عن سقوط ضحايا. وقالت «سنتكوم» في بيان، إن الصواريخ «استهدفت قوات التحالف في قاعدة القرية الخضراء» التي تقع في حقل العمر النفطي بمحافظة دير الزور (شرق سوريا). وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن الصواريخ انطلقت من موقع تابع للمجموعات الموالية لإيران في مدينة الميادين القريبة، لافتاً إلى استنفار الطرفين لقواتهما في المنطقة. وتعد هذه المنطقة طريقاً مهماً للكتائب العراقية ولـ«حزب الله» اللبناني والمجموعات الأخرى الموالية لإيران، لنقل الأسلحة والمقاتلين. كما تستخدم أيضاً لنقل البضائع على أنواعها بين العراق وسوريا.
وفي التاسع من الشهر الحالي، تعرّضت قافلة تضم صهاريج محروقات وأسلحة لمقاتلين موالين لإيران لقصف جوي، بعد عبورها من العراق إلى شرق سوريا، ما أودى بحياة 14 شخصاً، وفق حصيلة لـ«المرصد السوري». ونفى التحالف أن تكون قواته مسؤولة عن تنفيذ الغارة. على مرّ السنوات، تعرّضت شاحنات كانت تقلّ أسلحة وذخائر، ومستودعات ومواقع عسكرية تابعة للمجموعات الموالية لطهران إلى ضربات جوية؛ خصوصاً في المنطقة الممتدة بين الميادين والبوكمال. وقد تبنت القوات الأميركية بعضها، ونُسبت أخرى لإسرائيل التي تؤكد دائماً عزمها منع «التجذر الإيراني» في سوريا. ولا يزال نحو 900 جندي أميركي منتشرين في شمال شرقي سوريا، وفي قاعدة التنف الواقعة قرب الحدود الأردنية والعراقية.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
الأسد يمنح العطار "وسام أمية الوطني ذا الرصيعة"
الولايات المتحدة تحمّل إيران مسؤولية الهجوم على ناقلة نفط قبالة عمان
أرسل تعليقك