طهران ـ العرب اليوم
قال 3 مسؤولين إيرانيين مطلعين لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، الاثنين، إن ممثلين عن إيران والولايات المتحدة يعتزمون إجراء "محادثات غير مباشرة"، السبت المقبل، في سلطنة عمان، فيما أشار الرئيس الأميركي دونالد ترمب، إلى أن البلدين أطلقا "محادثات مباشرة" بشأن برنامج طهران النووي.
وذكر المسؤولون الإيرانيون المطلعون على خطط المحادثات مع الولايات المتحدة، أن الوفدين "سيجلسان في غرف منفصلة، وسيتبادل الدبلوماسيون الرسائل عبر وسطاء عمانيون".
وأعرب المسؤولون الإيرانيون عن "انفتاح طهران على إجراء محادثات مباشرة مع الولايات المتحدة، وهو ما يُمثل تغيراً في الموقف، حال سارت المفاوضات غير المباشرة بشكل جيد".
وأشار المسؤولون، إلى أن "فهم إيران للمحادثات يختلف نوعاً ما عما وصفه الرئيس ترمب للصحافيين في المكتب البيضاوي".
وقال ترمب، في وقت سابق الاثنين، إن الولايات المتحدة وإيران بدأتا محادثات مباشرة بشأن برنامج طهران النووي في إعلان مفاجئ بعد أن كان المسؤولون الإيرانيون يرفضون فيما يبدو الدعوات الأميركية لإجراء مثل هذه المفاوضات.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، الاثنين، إن سلطنة عمان ستلعب دوراً محورياً في إحياء "المفاوضات غير المباشرة" مع الولايات المتحدة بشأن برنامج طهران النووي.
وأضاف بقائي في تصريحات صحافية، نقلتها وكالة أنباء "تسنيم" الإيرانية أن "مشاركة بعض الأطراف الفاعلة في دفع عجلة المفاوضات غير المباشرة كانت واضحة خلال المراحل السابقة. في بعض الفترات، لعب الاتحاد الأوروبي هذا الدور ضمن إطار سياسته الخارجية، لا سيما في سياق الاتفاق النووي".
وحول إمكانية استئناف المفاوضات غير المباشرة مع الولايات المتحدة ودور الوسطاء، قال بقائي: "لقد كانت هناك تجارب سابقة لمشاركة أطراف ثالثة في تيسير هذه المفاوضات، وإذا ما تم استئنافها، فإن سلطنة عمان تُعد المرشح الأبرز للاضطلاع بهذا الدور".
وتابع: "سلطنة عمان أيضاً كان لها دور فعّال في هذا المجال خلال السنوات الماضية، بل وحتى قبل هذه المرحلة الحالية"، مؤكداً أنه في حال انطلاق مسار تفاوضي جديد "يمكن اعتبار عمان أحد أبرز المرشحين للقيام بهذا الدور المحوري".
وفيما يتعلق باتصال وزير الخارجية عباس عراقجي، بالمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسي، قال بقائي: "أعربنا عن مخاوفنا للوكالة في ضوء التطورات الأخيرة، وذكّرناها بالتزاماتها، وقد تم إعطاء الموافقة الأولية على زيارة جروسي إلى طهران، وسيتم الإعلان عن الموعد بمجرد تحديده".
وأكد أن هذا التواصل يأتي في إطار التعاون الطبيعي بين إيران والوكالة، وضمن مساعي حل بعض القضايا العالقة في المجال النووي، مشدداً على أن "الوكالة مطالبة بإدانة أي تهديدات تُوجَّه ضد المنشآت النووية الإيرانية".
وبشأن التهديدات الأميركية والإسرائيلية ضد إيران، قال بقائي: "وكالة رويترز لها نمط ثابت في فبركة الأخبار استناداً إلى ما تسميه مصدر مطّلع خيالي. من الطبيعي أن تكون الدول مستعدة عسكرياً للدفاع عن سيادتها، وإيران تحافظ على جاهزيتها وقدراتها الدفاعية، ولا تحتاج إلى استشهاد بمصادر مجهولة".
وأضاف: "نحن نؤمن بأن أمن الجيران والمنطقة جزء لا يتجزأ من الأمن القومي الإيراني. لم نكن يوماً جزءاً من أي تحالف يستهدف تدمير الدول المجاورة، ونغتنم كل فرصة لتحذيرهم من تداعيات الفتن التي تؤججها أطراف خارجية. فنحن نؤمن أن النار معدية، وندعو جيراننا إلى تجنّب الانقسام الذي قد يضر بعلاقاتهم".
وكانت "رويترز" نسبت لمسؤول إيراني كبير قوله، إن بلاده "تعارض مطالب أميركية بعقد مفاوضات مباشرة بشأن برنامجها النووي أو التعرض للقصف، وتحذر جيرانها الذين يستضيفون قواعد أميركية من أنهم قد يكونون في مرمى النيران إذا تورطوا في ذلك".
وقال المسؤول، إن إيران "أرسلت تحذيرات للعراق والكويت والإمارات وقطر وتركيا والبحرين من أن أي دعم لهجوم أميركي على إيران، بما في ذلك استخدام الجيش الأميركي المجال الجوي أو أراضي هذه الدول أثناء الهجوم، سيعد عملاً عدائياً"، محذراً من أن مثل هذا الإجراء "سيكون له عواقب وخيمة عليهم"، بينما تنفي طهران صحة تلك التصريحات.
ونقل تلفزيون "العالم" عن بقائي قوله، إن طهران"تنتظر قراراً أميركياً، بعد الرد الإيراني على رسالة الرئيس الأميركي في وقت سابق".
وأضاف: "لم نتسلم رداً من واشنطن بخصوص المفاوضات غير المباشرة"، واصفاً اقتراح طهران بشأن التفاوض غير المباشر مع واشنطن بأنه "منطقي وسخي، وننتظر الرد الأميركي".
وكانت القيادة الإيرانية أبلغت ترمب بانفتاحها على محادثات "غير مباشرة"، تتوسط فيها دولة أخرى، إذ أشار مستشار كبير للمرشد علي خامنئي إلى أن طهران قد تكون منفتحة على مفاوضات مباشرة مع واشنطن في وقت لاحق.
لكن مسؤولاً أميركياً قال إن إدارة ترمب تسعى إلى محادثات مباشرة بين كبار المسؤولين من كلا الجانبين، وتريد تجنب وضع يكون فيه المفاوضون في طوابق مختلفة من الفندق نفسه، يتبادلون الرسائل، لشهور أو سنوات متواصلة.
وإذا وافقت إيران على المشاركة، ستكون هذه المحادثات أول مفاوضات مباشرة بين البلدين منذ انسحاب ترمب من الاتفاق النووي في عام 2018.
بدوره، جدد عراقجي التأكيد على استعداد بلاده لـ"مفاوضات غير مباشرة" مع الولايات المتحدة بشأن برنامج طهران النووي، معتبراً أن الرد الإيراني على رسالة الرئيس الأميركي، كان "متناسباً مع مضمونها ونبرتها، مع الحفاظ على فرصة استخدام الدبلوماسية".
يأتي ذلك، بعد أن هدد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأحد الماضي، إيران بـ"قصف لم تره من قبل" إذا لم تعقد اتفاقاً بشأن برنامجها النووي، وهو ما رد عليه المرشد الإيراني علي خامنئي، بأن الولايات المتحدة ستتلقى "صفعة قوية" إذا تصرفت بناء على تهديدات ترمب.
وأرسل ترمب رسالة إلى إيران في النصف الأول من مارس الماضي، تسلمها خامنئي تضمنت منح طهران مهلة شهرين من أجل التوصل إلى اتفاق نووي جديد، قبل أن ترد إيران برفض المفاوضات المباشرة بين الجانبين، مشيرة إلى أن "طريق المفاوضات غير المباشرة مفتوح".
وقال مسؤولون أميركيون، إن الولايات المتحدة تضغط لعقد محادثات نووية مباشرة مع إيران، في ظل سعي إدارة الرئيس دونالد ترمب لتحقيق هدف طموح هو "تفكيك برنامج طهران النووي".
قال مسؤولون أميركيون إن الولايات المتحدة تضغط لعقد محادثات نووية مباشرة مع إيران، في ظل سعي إدارة دونالد ترمب لتحقيق هدف طموح هو "تفكيك برنامج طهران النووي".
وتوصلت إيران إلى اتفاق مع الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا في عام 2015، وافقت بموجبه على الحد من برنامجها النووي مقابل رفع العقوبات الدولية، لكن ترمب انسحب من الاتفاق في عام 2018 خلال ولايته الأولى.
وبعد انسحاب ترمب في عام 2018 وإعادة فرض العقوبات، انتهكت إيران تلك القيود، وتجاوزتها بكثير في إطار تطوير برنامجها النووي.
وتنفي طهران دوماً رغبتها في صنع سلاح نووي، ومع ذلك، حذرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية من أن إيران تُسرع وتيرة تخصيب اليورانيوم "بشكل كبير" إلى درجة نقاء تصل إلى 60%، وهي نسبة قريبة من درجة 90% اللازمة لصنع أسلحة نووية.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
وزير الخارجية الإيراني الجديد يُؤكد على حق بلادة في الرد على إسرائيل بعد إغتيال هنية
وزير الخارجية السعودي يبحث مع نظيره الإيراني مستجدات حرب غزة
أرسل تعليقك