صنعاء ـ حسام الخرباش
يحاول تنظيم "القاعدة" استعادة السيطرة على محافظة أبين جنوب اليمن، بعد أن سيطر عليها الجيش اليمني بإسناد التحالف في أغسطس /آب 2016، وكان يسيطر التنظيم عليها مستغلًا قتال القوات الموالية للرئيس اليمني، والحوثيين والقوات الموالية لهم.
واستغل تنظيم القاعدة انسحاب آخر كتيبة للحزام الأمني، والتي كانت ترابط شرقي بلدة العين التي تبعد سبعة كيلو مترات عن مدينة لودر في جبل "عكد"، والفراغ الأمني في مديريات المناطق الوسطى بعد انسحاب وحدات الحزام الأمني، ومن المفترض أن يتسلم اللواء115 المواقع التي انسحب منها الحزام الأمني.
ونفذّ تنظيم "القاعدة" عمليات إرهابية مكثفة، في شهر يناير/كانون الثاني الماضي، بهدف الاستنزاف، كان أبرزها اغتيال حسين العلواني، قائد الحزام الأمني في مدينة لودر بابين مع ثلاثة من أفراد حراسته بكمين مسلح، وفي ذات الشهر، استهدفت سيارة مفخخة موكب قائد أمني يدعى "أمين السقاف"، وأصيب السقاف في العملية الإرهابية وقتل أحد أفراد حراسته، وجرح أخرين، وشنّ تنظيم القاعدة هجمات عسكرية على مواقع وحواجز أمنية، إضافة إلى استهداف الدوريات الأمنية بالعبوات الناسفة.
وتسعى عناصر تنظيم القاعدة إلى التوغل في مدينة لودر منذ الخميس الماضي، وهاجم عناصر تنظيم القاعدة المجمع الحكومي في مدينة لودر، وتمكن مسلحون قبليون من صد هجوم لتنظيم القاعدة على المركز. واعدم تنظيم القاعدة عقيد ضمن قوات حماية الرئيس اليمني عبده ربه منصور هادي، وذكرت مصادر محلية بأن سكان عثروا على جثة العقيد" عبد الله الإسرائيلي" ملقاة بالقرب من مفرق طريق مؤدية إلى منزل الرئيس هادي في مديرية الوضيع في أبين بعد أن اختطفه تنظيم القاعدة في مدينة لودر.
وأكد محافظ أبين الخضر محمد السعيدي، أن المؤسسات الحكومية والمرافق الحكومية تعمل بشكل منتظم في مركز المحافظة. وأضاف السعيدي في تصريحات خاصة إلى "العرب اليوم"، قائلًا "إن القوات التي انسحبت ستحل محلها قوات بديلة، وقد وجه بتجهيز قوات لضبط الأمن بلودر، مؤكدًا أن رجال القبائل تصدوا لبعض محاولات تنظيم القاعدة، للسيطرة على مركز لودر، منوهًا أن الاختلالات والاخفاقات الأمنية بصدد المعالجة.
وبيّن السعيدي أنه يكثف من اتصالاته بزعامات القبائل في أبين بهدف رص الصفوف والتكاتف للتصدي للمجموعات الإرهابية الخارجة عن القانون، داعيًا كل شرفاء أبين، للوقوف صف واحد في وجه مخططات الإرهاب وعناصره. وقال الناشط الإعلامي في مدينة لودر، فهد البرشا، إن مواجهات عنيفة اندلعت بين عناصر أمنية مهمتها حماية المجمع الحكومي بلودر، وقد عزز رجال القبائل بمسلحين لحماية المجمع الحكومي بلودر، ما أسفر عن مقتل 14 عنصرًا من تنظيم "القاعدة" وفرارهم.
وأشار البرشا، إلى أن القبائل شكلت حراسات ليلة في عدد من المواقع، إضافة إلى مداخل ومخارج لودر، وسبق وأن شكلت القبائل قوة مماثلة في حرب أبين مع القاعدة خلال 2012-2011م، وتشكلت ايضاً قوة مماثلة بذات الألية خلال الحرب مع الحوثيين بالعام2014 .
ودفع رجال القبائل بلودر ثمن الفراغات الأمنية وهجمات القاعدة في الأعوام السابقة وسقط أكثر من 110من أبناء لودر في معارك مع تنظيم القاعدة. وأوضح البرشا، أن تنظيم القاعدة في أواخر الأسبوع الماضي نصب حاجز تفتيش جنوبي مدينة لودر، وتحديدًا في مثلث الكهرباء وفجر غرفة كانت مخصصة لإقامة جنود حاجز أمني في المكان، وحاولت عناصر القاعدة التسلل للمدينة وتصدى لهم الأهالي وأزال رجال القبائل حاجز تنظيم القاعدة في مثلث الكهرباء.
وطالب البرشا القيادة العليا للجيش وقيادة المنطقة الرابعة، بسرعة الدفع بقوات عسكرية لمدينة لودر مع توفير كافة الإمكانيات، لافتًا إلى أن رجال القبائل يحمون لودر بإمكانياتهم العسكرية البسيطة ويتكفلون بنفقات المتطلبات والغذاء والذخائر، ولا يستطيعون الاستمرار بذلك طويلًا أن لم يتدخل الجيش.
أرسل تعليقك