أقدم تنظيم "داعش" المتطرف ، على تفجير جامع النوري ومنارة الحدباء أثناء تقدم القوات الأمنية في أخر معاقله في المدينة القديمة ، في الجانب الأيمن من مدينة الموصل، وتظهر الصورة الأنقاض المتناثرة من المنارة التاريخية بعد تفجيرها برمش البصر من قبل العناصر المتطرفة.
وصف رئيس الوزراء حيدر العبادي ، تفجير "داعش" لمنارة الحدباء بـ"إعلان رسمي لهزيمة التنظيم" ، قائلًا "تفجير داعش لمنارة الحدباء وجامع النوري هو إعلان رسمي لهزيمة التنظيم".
وقال قائد العمليات الفريق الركن ، عبد الأمير رشيد يار الله "أثناء تقدم أبطال جهاز مكافحة التطرف وتحقيقهم الانتصار الساحق على فلول عناصر داعش المتطرفة ، وهم يتقدمون في اتجاه أهدافهم في عمق المدينة القديمة ، وعند وصولهم بمسافة 50 متر عن جامع النوري ، أقدمت عناصر التنظيم المتطرف على ارتكاب جريمة تاريخية أخرى وهي تفجير جامع النوري ومئذنة الحدباء التاريخية ، كما أن قواتنا مازالت تتقدم بكل ثبات وبطولة والتفاصيل لاحقًا".
وجامع النوري أو الجامع الكبير أو جامع النوري الكبير هو من مساجد العراق التاريخية ، ويقع في الساحل الأيمن الغربي للموصل ، وتسمى المنطقة المحيطة في الجامع محلة الجامع الكبير ، وبناه نور الدين زنكي في القرن السادس الهجري أي أن عمره يناهز التسعة قرون ، يُعتبر الجامع ثاني جامع يبنى في الموصل بعد الجامع الأموي، أعيد إعماره مرات عدة كانت آخرها عام 1363هـ/1944م.
ويشتهر الجامع بمنارتهِ المحدَّبة نحو الشرق ، وهي الجزء الوحيد المتبقي في مكانه من البناء الأصلي ، وعادة ما تقرن كلمة الحدباء مع الموصل وتعد المنارة أحد أبرز الآثار التاريخية في المدينة.
وتتهدد المئذنة بسبب إهمالها بالانهيار ، وكانت هناك محاولات عدة لإصلاحها من قبل وزارة السياحة والآثار العراقية ، إلا أن هذه المحاولات لم تكن بالمستوى المطلوب ، وما زالت المئذنة في حالة خطرة ومهددة بالانهيار.
يشار الى أن مسلحي تنظيم "داعش" أقدموا خلال سيطرتهم على مدينة الموصل منذ يونيو/حزيران 2014 ، على تفجير أبرز الشواخص التاريخية في المدينة ومنها تفجير مرقد وجامع النبي يونس "ع" في "24 تموز 2014" ، ومرقد الإمام ابو العلى في ذات التاريخ ، وسبقهما تفجير مرقد الإمام السلطان عبد الله بن عاصم بن عمر بن الخطاب ، في 4 يوليو/تموز 2014 ، ومقام الإمام العباس في قرية الكبة 10 كم شمال الموصل ، في 25 يونيو/حزيران 2014.
وأعلن قائد الشرطة الاتحادية ، الفريق رائد شاكل جودت أن مقاتلي الشرطة الاتحادية يخوضون قتالًا شرسًا ويشتبكون مع الدواعش بالأسلحة الخفيفة والرمانات اليدوية على أسطح المنازل المتراصة والأزقة الضيقة في المدينة القديمة ، لافتًا إلى أن المقاتلين قتلوا 10متطرفين ودمروا دراجتين ملغمتين وتقدموا في رأس الجادة وباب البيض.
وقال الخبير الأمني أمير الساعدي ، إن المدينة القديمة في الجانب الأيمن من مدينة الموصل، تعد محررة عسكريًا ، مضيفًا "من الناحية العسكرية تعتبر الموصل القديمة محررة ، تحذير مكافحة التطرف لعناصر مساء الثلاثاء ، بأنهم محاصرون وأمامهم مهلة حتى المساء لتسليم أنفسهم وبخلافه سيكونوا هدفًا للقوات ، لذا لم يتبق شيء أمام إعلان سقوط الخلافة المزعومة لداعش إلا بضع ساعات".
وتوقع الساعدي إعلان تحرير المدينة القديمة ، مع فجر الغد والوصول إلى جامع النوري الكبير ، ولا يفصلنا إلا أسبوع ومع إطلاله عيد الفطر المبارك يتم إعلان تحرير الساحل الأيمن كاملًا.
وأضاف الساعدي "هناك أكثر من وجهة لقيادة العمليات المشتركة ، بعد تحرير الجانب الأيمن من الموصل ، ويمكن أن تكون النقطة المقبلة القائم مع وعود سابقة للعبادي للحويجة بعد إعلان ولاية الجبل في كركوك للتنظيم المتطرف يمكن أن تستوجب مراجعة أولويات العمليات المشتركة لملاحقة داعش ، في هذه المنطقة فضلًا عن الشرقاط وصحراء حمرين وسامراء".
وأفاد مصدر محلي في محافظة كركوك ، أن انفجارًا عنيفًا لم تعرف طبيعته بعد، هز أحد مقرات التنظيم المتطرف في قرية المدينة قرب قضاء الحويجة "55كم جنوب غربي كركوك" ، مبينًا أن الموقع الذي تعرض للانفجار يتخذه "داعش" مقرًا سريًا له.
وأضاف المصدر أن التنظيم المتطرف كان يفرض على الموقع رقابة ، مشددة قبل تعرضه للتفجير ، وكشف قائم مقام قضاء الخالص في محافظة ديالى عدي الخدران ، أن عدد عناصر "داعش" المتسللين من الحويجة وصلاح الدين إلى منطقة مطيبيجة الحدودية بين ديالى وصلاح الدين والتي هي ضمن حدود الأخيرة ، ارتفع من جديد حيث بلغ نحو 40 عنصر ، بناءً على معلومات دقيقة.
وقال إن ارتفاع عدد عناصر "داعش" المتسللين إلى مطيبيجة ، جاء بسبب عدم إغلاق الثغرات الأمنية بين ديالى والحويجة وصلاح الدين ، فضلًا عن عدم مسك الأرض من قبل القطعات الأمنية عقب تطهيرها مؤخرًا.
وبين المصدر أن منطقة مطيبيجة تتطلب عمليات عسكرية واسعة ، يعقبها خطة مسك أرض لكونها من مناطق الوعرة والواسعة التي تحتاج إلى قوات كبيرة لتأمينها ، مؤكدًا أن بقاء تسلل عناصر "داعش" إلى مطيبيجة بأعداد كبيرة يشكل خطرًا على أمن الجزء الشمالي من محافظة ديالي".
وطالب الخدران القيادات الأمنية في محافظتي ديالي وصلاح الدين بشن عملية عسكرية بشكل عاجل لتطهير مطيبيجة من عناصر "داعش" مرة أخرى ومسك أراضيها ، لدرء مخاطر المخططات المتطرفة عناصر "داعش" فيها ، والتي أصبحت تهدد حياة مئات الأبرياء.
ونفذت القوات الأمنية المشتركة ، خلال الشهرين الماضيين عملية عسكرية واسعة في مطيبيجة ، قتل خلالها العشرات من عناصر "داعش" ، فضلًا عن تدمير العديد من العجلات والمضافات.
أرسل تعليقك