موسكو ـ حسن عمارة
طالب الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الروس على البقاء متحدين، واتهم الحكومات الغربية بمحاولة تدمير بلده من الداخل.
وقال إن وكالات أجنبية، خاصة وكالة الاستخبارات الأمريكية المركزية، تخطط لشن هجمات مروعة.
وأضاف بوتين، في اجتماع سنوي للمدعين العامين في روسيا، أن الولايات المتحدة وأوروبا تمارسان نوعا غريبا من الدبلوماسية بإرسال أسلحة إلى أوكرانيا.
واشتكى مما سماه عدوان العقوبات على روسيا، لكنه أصر على أن الشركات في بلده تعمل بشكل جيد.
وفي تطور آخر، قالت روسيا الاثنين إنها ستطرد 40 دبلوماسيا ألمانيا.
وقالت وزارة الخارجية في موسكو إن هذه الخطوة تأتي ردا على طرد ألمانيا قبل ثلاثة أسابيع 40 مسؤولا في السفارة الروسية في برلين.
وقالت وزارة الخارجية الألمانية إن طرد هؤلاء المسؤولين جاء ردا على اكتشاف مقابر جماعية في بوتشا شمال العاصمة الأوكرانية كييف.
زيارة بلينكن وأوستن لكييف
كان وزيرا الخارجية والدفاع الأمريكيان استقلا الأحد قطارا من بولندا إلى كييف، والتقيا بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ومسؤولين كبار آخرين.
واستغرق الاجتماع ، بحسب مسؤول أمريكي - ثلاث ساعات ، أو أكثر من ضعف الوقت المخصص له.
وقال وزير الخارجية أنتوني بلينكن إن روسيا تخفق في تحقيق أهدافها الحربية في أوكرانيا.
وأضاف أن الوفد الأمريكي رأى الناس في شوارع كييف، ورأى أن المدينة انتصرت في المعركة.
وأعلنت الولايات المتحدة أثناء زيارة الوفد عن أكثر من 700 مليون دولار مساعدات عسكرية إضافية لأوكرانيا، من بينها أسلحة متطورة.
وقالت وزارة الخارجية أيضا إن الدبلوماسيين الأمريكيين سيبدأون في العودة إلى أوكرانيا هذا الأسبوع.
وقال بلينكن في وقت سابق على تويتر، في الوقت الذي طغى فيه القتال في شرق أوكرانيا على الاحتفالات الدينية بعيد الفصح الأرثوذكسي: "لقد ألهمنا صمود المسيحيين الأرثوذكس في أوكرانيا في مواجهة الحرب العدوانية الوحشية التي شنها الرئيس بوتين".
"روسيا ضعيفة"
وقال وزير الدفاع لويد أوستن الاثنين إن الولايات المتحدة تريد "رؤية روسيا ضعيفة حتى لا تستطيع فعل ما فعلته في غزوها أوكرانيا".
وأضاف خلال المؤتمر الصحفي أنه يعتقد أن أوكرانيا يمكنها الحصول على الدعم المناسب.
وجاءت تعليقاته في أعقاب رحلته إلى كييف مع بلينكن.
وكان مسؤولون أوكرانيون قد أعدوا قبل زيارة بلينكن وأوستن، قائمة بالأسلحة التي تحتاجها بلادهم من الولايات المتحدة بشكل عاجل، ومن بينها الأنظمة المضادة للصواريخ والطائرات، والعربات المدرعة والدبابات، بحسب ما قاله مساعد زيلينسكي إيغور جوفكفا، لشبكة إن بي سي نيوز الأحد.
وأظهرت الولايات المتحدة وحلفاء الناتو استعدادا متناميا لتزويد أوكرانيا بالمعدات الثقيلة وأنظمة الأسلحة الأكثر تقدما.
كما ووعدت بريطانيا بإرسال مركبات عسكرية، وتفكر في تزويد بولندا بدبابات بريطانية لإرسال دبابات وارسو الروسية من طراز تي 72 إس إلى أوكرانيا.
وسلطت الزيارة الأضواء على التحول في الصراع منذ أن واجهت القوات الأوكرانية المزودة بأسلحة هائلة من الغرب، هجوم القوات الروسية على العاصمة كييف.
ولم تنجح روسيا في الاستيلاء على أي مدينة رئيسية منذ بدأ الغزو في 24 فبراير/شباط، بحسب ما تقوله أوكرانيا. وأخذت تركز قواتها، بعد فشلها في الاستيلاء على كييف، في الجنوب والشرق، وبدأت شن هجوم أطلق عليه زيلينسكي معركة دونباس.
وكانت الضربات الروسية قد أصابت عددا من المحطات في وسط أوكرانيا وغربها.
ومن بين ضحايا تلك الضربات بلدة كراسن الواقعة شرقي لفيف.
ونشر ماكسيم كوزيتسكي، رئيس منطقة لفيف، على قناة تيلغرام يقول إن صاروخا أصاب محطة كهرباء فرعية حوالي الساعة 8:30 بالتوقيت المحلي.
وكتب يقول: "لا توجد معلومات عن وقوع إصابات حتى الآن". ولا تزال خدمات الطوارئ موجودة في مكان الحادث وتعمل على إخماد حريق.
وتُظهر اللقطات المنشورة على الإنترنت عمودا كثيفا من الدخان الأسود يتصاعد من الموقع.
و قالت وزارة الدفاع البريطانية في التحديث اليومي الذي تصدره بشأن النزاع، إن روسيا لم تحرز سوى تقدم طفيف في بعض أجزاء دونباس.
وأضافت الوزارة أن "روسيا مازالت بحاجة إلى المزيد من الدعم اللوجستي والقتال حتى تحقق اختراقا مهما".
كما قدم وزير الدفاع البريطاني، بن والاس، تقديرا جديدا لخسائر الجيش الروسي في معاركه في أوكرانيا، بينما شرح تفاصيل المعدات العسكرية المُرسلة إلى أوكرانيا.
وقال والاس إن ما يقرب من 15000 من عناصر الجيش الروسي قد قُتلوا ودمرت قُرابة 2000 مركبة أو تم احتجازها، ويشمل هذا العدد 530 دبابة على الأقل، و530 ناقلات جند و560 عربات مشاة قتالية.
وأضاف والاس أن روسيا فقدت أيضا ما يزيد على 60 مروحية وطائرة قتالية.
كما قال وزير الدفاع البريطاني: "فشلت روسيا في كل أهدافها حتى الآن تقريبا"، ولكن الأوكرانيين لا يزالون "يحاربون للحفاظ على حياتهم".
وقد أعلنت روسيا اليوم الاثنين وقف إطلاق النار بدءا من الساعة 11 صباحا، بحسب توقيت غرينتش، في مصنع الصلب المحاصر الذي يتعرض لقصف شديد في مدينة ماريوبول الساحلية، للسماح للمدنيين بالمغادرة.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن بإمكان المدنيين مغادرة موقع آزوفستال لأي اتجاه يختارونه. لكن السلطات الأوكرانية قابلت ذلك بارتياب.
وقالت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني، إيرينا فيريشوك، لإن إجلاء المدنيين يجب أن يكون مدعوما بضمانات دولية.
ومن المتوقع أن يزور الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، روسيا وأوكرانيا هذا الأسبوع.
وقال زيلينسكي في وقت سابق في خطاب مؤثر بمناسبة عيد الفصح الأرثوذكسي في كاتدرائية القديسة صوفيا في كييف التي تبلغ من العمر 1000 عام إن بلاده ستتغلب على "الأوقات العصيبة".
وبدأت بعض مظاهر عودة الحياة الطبيعية إلى العاصمة في الظهور، إذ أعادت عدة دول فتح سفاراتها في الأيام الأخيرة، وعاد بعض السكان الذين فروا من القتال للاحتفال بعيد الفصح.
وسيعود دبلوماسيون أمريكيون إلى أوكرانيا في الأسابيع المقبلة، مع إعلان واشنطن تعيين سفير جديد.
وقال حاكم منطقة بولتافا، التي تبعد 320 كيلومترا جنوب شرقي كييف، إن ضربات صاروخية روسية استهدفت مصفاة نفط ومحطة كهرباء في كريمنشوك، مما أسفر عن مقتل شخص وإصابة سبعة.
وتنفي موسكو، التي تصف أعمالها في أوكرانيا بأنها "عملية عسكرية خاصة"، استهداف المدنيين، وترفض ما تقول أوكرانيا إنه دليل على ارتكابها فظائع، قائلة إن كييف دبرتها لتقويض محادثات السلام.
وأفادت صحيفة التايمز البريطانية الاثنين بأن الاتحاد الأوروبي يعد "عقوبات ذكية" على واردات النفط الروسية، ربما تتمثل في شكل من أشكال الحظر النفطي نقلا عن نائب الرئيس التنفيذي للمفوضية الأوروبية، فالديس دومبروفسكيس.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أرسل تعليقك