تتواصل اليوم الثلاثاء أعمال القمة العالمية للعمل الإنساني في إسطنبول، التي انطلقت أمس بمبادرة من الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة بان كي مون، وبإشراف مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، ويشارك فيها 60 رئيساً ورئيس حكومة، وأكثر من 6 آلاف من المسؤولين وممثلي الهيئات الدولية، ومنظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام.
وتهدف القمة التي تختتم أعمالها ببيان شامل، إلى البحث عن تعهدات دولية لتطوير خطة عمل في مجال تقديم المساعدات المالية والإنسانية للمجتمعات المنكوبة، فضلاً عن وضع سياسات فعالة لمواجهة الحالات الطارئة.
وتتخلل القمة الإنسانية عدّة جلسات من المقرر أن يعلن خلالها الزعماء تعهداتهم، لتطوير "خطة عمل من أجل الإنسانية"، واجتماعات طاولة مستديرة رفيعة المستوى، لتقديم تعهدات قوية في ما يتعلق بالأزمات الإنسانية حول العالم، بالإضافة إلى اجتماعات خاصة تتناول العناصر الأخرى في أجندة العمل الإنساني العالمي.
وأعلن أمير الكويت، صباح الأحمد الجابر الصباح، أن "ما يتعرض له الشعب السوري من معاناة مستمرة نتيجة الغارات المتواصلة، وعجز المجتمع الدولي عن وضع حد لها، يؤكد حتمية قيام الأخير بدور إنساني على الأقل".
وقال في كلمة له خلال افتتاح أعمالها إن "القمة العالمية للعمل الإنساني" في إسطنبول التركية، أن الكويت "شاركت في مواجهة أكبر كارثة إنسانية يشهدها العالم وهي الأزمة السورية، باستضافتها ثلاثة مؤتمرات للمانحين، والمشاركة في المؤتمر الرابع في لندن مع إنكلترا وإيطاليا والنرويج، وقدمت مليارا و٦٠٠ مليون دولار كمساعدات".
وبيّن أن الكويت "انتهجت تقديم المساعدات الإنسانية للشعوب المحتاجة، حيث تخطى إجمالي ما قدمته من مساهمات خلال السنوات الخمس الماضية أكثر من ملياري دولار أميركي، تبوأت معها المرتبة الأولى عالمياً في تقديم المساعدات بالنسبة لإجمالي الدخل القومي وفق إحصاءات دولية".
وأوضح أن القمة الإنسانية جاءت "بعد أن تصاعد التوتر في أرجاء العالم، وزادات الصراعات وتنامت الكوارث الطبيعية التي ساهمت بمضاعفة أعداد اللاجئين حتى فاق عدد اللاجئين ٦٠ مليون لاجئ، وأعداد من يعيش أوضاعا اقتصادية صعبة تحت خط الفقر ٢,٢ مليار شخص".
واعتبر أن " هذا الحوار سيقود حتما إلى توصيات واضحة تضمن لنا استجابة إنسانية وفعالة، وتمكننا من التعاون مع الأمم المتحدة لابتكار آليات وأفكار خلاقة، لتحقيق الاستجابة المطلوبة للتعامل مع الأزمات المتعاظمة والكوارث المتلاحقة".
وأعلن وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرولت، أن القمة العالمية للعمل الإنساني، المنعقدة في إسطنبول، يجب أن تقدم خارطة طريق جديدة للمجتمع الدولي، تشمل خطة عمل دولية، ليتمكن من مواجهة الأزمات الإنسانية.
جاء ذلك في بيان لـ "إيرولت"، مساء الاثنين، حول القمة العالمية للعمل الإنساني، التي بدأت أعمالها في اسطنبول، أعرب فيه عن سعادته بانعقاد قمة عالمية بخصوص العمل الإنساني للمرة الأولى.
وأوضح البيان، أن الأزمات تسببت في نزوح نحو 60 مليون شخص في العالم، مضيفًا أن وزيرة الطاقة والبيئة الفرنسي، سيغولين رويال، والتنمية أندريه فاليني، يمثلان بلاده في القمة.
ولفت الى أن القمة يجب أن تكون فرصة لحماية المدنيين، و"لتأكيد إلتزامنا بتعزيز العمل الإنساني والتنمية"، متمنيًا أن تتيح القمة فرصة لتجديد التزاماتهم بقراراتهم المتعلقة بالتدابير ضد الاحتباس الحراري والكوارث الطبيعية.
ونوّه البيان، أن 80% من المساعدات الإنسانية في العالم تذهب للمناطق التي تشهد صراعات مسلحة، خصوصًا للأطفال والمدنيين، مشيرًا أن فرنسا كدولة حشدت جهودها فيما يتعلق باظهار الاحترام للقانون الإنساني.
وفي هذا الإطار، أكد إيرلوت، أن بلاده ستترأس في مجلس الأمن الدولي في 10 يونيو/ حزيران المقبل، جلسة حول حماية المدنيين في عمليات قوات حفظ السلام، مشيرًا أنها ستستضيف مؤتمرًا دوليًا في 2017، حول حماية الأطفال في مناطق الصراعات المسلحة.
أرسل تعليقك