توِّجت محادثات القمة المصرية البحرينية التي عقدت عصر الثلاثاء في قصر الاتحادية بين الرئيس عبد الفتاح السيسي وعاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة ، بتوقيع اتفاقيات تعاون بين البلدين في مجالات الرياضة، ومذكرة تفاهم فى مجال الدفاع. وقد وقعها من الجانب المصرى الفريق محمود حجازي رئيس هيئة الأركان.كما تم توقيع مذكرة تفاهم بين المعهدين الدبلوماسيين التابعين للبلدين وقعها من الجانب المصري السفير سامح شكري وزير الخارجية ووزير الخارجية البحريني خالد آل خليفة. كما وقع كل من وزير المالية عمرو الجارحي، ووزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة على اتفاقية منع الازدواج الضريبي بين البلدين.
وأعرب ملك البحرين، عن سعادته لتلبية دعوة الرئيس السيسي، التي تجسد عمق العلاقات الوطيدة والمتوارثة جيلا بعد آخر، لمواصلة البناء وإضافة لبنات جديدة للعلاقات الراسخة، عبر استمرار التشاور والبحث ومواصلة اللقاءات.
وأوضح الملك حمد بن عيسى في تصريح له أن "مصر لها في البحرين مكانة خاصة وتقدير كبير، فهي صاحبة المواقف البارزة في نصرة قضايا الأمة العربية، وصاحبة الدور الريادي في دعم المملكة وتعزيز نهضتها، وهو دور ليس وليد اللحظة، وإنما يعود لعشرات السنين ولا يقتصر على مجال بعينه، بل يمتد لمجالات عديدة كالتعليم والقضاء وغيرها من المجالات".
وأكد ملك البحرين، "تجديد دعمه لما فيه خير واستقرار مصر، وتضامن بلاده التام مع جهود الرئيس السيسي والحكومة المصرية، لتحقيق آمال أبناء الشعب المصري الشقيق في التنمية والرخاء، مؤكدا تأييده للرؤى الطموحة لتقوية أركان البيت العربي والارتقاء بمكانته على الصعيدين الإقليمي والدولي، وتعزيز قدرته على تحقيق طموحات دوله وشعوبه في المزيد من الاستقرار والازدهار".
وشدد بن عيسى، على ثقته ويقينه بأن لقاءه مع الرئيس السيسي، سيثمر مزيدا من الخطوات النوعية التي تقوي العلاقات الثنائية الوطيدة، التي تشهد تطورا ونموا عاما بعد عام، وترتقي بالتعاون بين البلدين إلى أعلى المستويات في مختلف المجالات، إضافة إلى خدمة قضايا المنطقة وبما يثبت دعائم الأمن وركائز السلم بها.
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد أهدى العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة الذى يقوم بزيارة رسمية للقاهرة تستغرق ثلاثة أيام قلادة النيل تقديرا لدوره الداعم لمصر.
وكان وصل موكب الرئيس عبد الفتاح السيسي والملك حمد بن عيسى العاهل البحريني إلى قصر الاتحادية عصر اليوم، واستعرض الزعيمان حرس الشرف فور وصولهما، كما استمعا إلى السلام الوطنى للبلدين. وأطلقت المدفعية داخل قصر الاتحادية 21 طلقة فور وصول العاهل البحريني، احتفالا بزيارته التاريخية لمصر.
وأكد وزير شؤون الإعلام البحريني علي بن محمد الرميحي ، أن القمة البحرينية المصرية السادسة بين الملك حمد بن عيسى آل خليفة والرئيس عبدالفتاح السيسي تعكس القيمة والمكانة العالية التي تتبوأها مصر العروبة وبلد الأزهر الشريف في قلب ووجدان البحرين قيادة وشعبا، وتمثل دفعة قوية على صعيد توثيق علاقات التعاون والأخوة بين البلدين والشعبين الشقيقين، ووحدة الصف العربي في حماية الأمن القومي ورفض أي تدخلات أجنبية في الشؤون الداخلية العربية.
وكانت عقدت اليوم الثلاثاء في مقر وزارة الخارجية المصرية، أعمال الدورة التاسعة للجنة المصرية البحرينية المشتركة، برئاسة وزيري خارجية البلدين، ومشاركة عدد كبير من ممثلي الوزارات والجهات المعنية في البلدين.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، أحمد أبو زيد، إن “اللجنة تطرقت إلى العديد من الملفات، على الصعيد السياسي والاقتصادي والأمني والاستراتيجي”.
وكشف أبو زيد أنه “تم الاتفاق على مذكرات تفاهم وبرامج تنفيذية، من المنتظر توقيعها خلال زيارة ملك البحرين إلى مصر”، مشيرًا إلى أنه “تم التوافق حول الإرادة السياسية المتبادلة في دعم وتعزيز علاقات التعاون، لتشمل المجالات المختلفة، مثل الصحة والتربية والتعليم والشباب والزراعة والسياحة والإعلام والبيئة، فضلًا عن الرغبة في تعزيز آليات التشاور السياسي بين وزارتي خارجية البلدين”.
وشدد على أن “العلاقات المصرية البحرينية تميزت بالتطور على مدار الأعوام الماضية، وهو ما تؤكده الزيارات رفيعة المستوى المتبادلة، وآخرها زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي للبحرين خلال تشرين الأول/ أكتوبر 2015، والزيارات الأربع التي أجراها العاهل البحريني إلى مصر منذ 2013، فضلًا عن الزيارات المتبادلة على مستوى وزراء الخارجية”.
وعكست مشاورات وزير الخارجية المصري سامح شكري، ونظيره البحريني الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، اليوم الثلاثاء، إمكانية التنسيق المشترك بشأن ملفات إقليمية ودولية على الصعيد السياسي، خاصة أن شكري طالب بـ”ضرورة تفعيل آلية عربية مشتركة، لمواجهة سياسة إيران في المنطقة”، التي اعتبرها “غير مقبولة”.
وأضاف شكري خلال مؤتمر صحفي مع نظيره البحريني، أن “العلاقات المصرية الإيرانية لا تزال مقطوعة، وأنها مرهونة بتغيير طهران لسياستها تجاه المنطقة العربية”، مطالبًا إيران بـ”اتخاذ سياسة إزاء مصر والعالم العربي ودول الخليج تتسم بالاحترام المتبادل وعدم التدخل في شؤون تلك الدول”.
وتحدث وزير الخارجية المصري، عن “تعاون مرتقب بين مصر والبحرين في المجالات الاستخباراتية وتبادل المعلومات، من أجل عودة الاستقرار لشعوب المنطقة”.
أرسل تعليقك