لندن - سليم كرم
وقَّع أكثر من ثلاثة ملايين بريطاني، عريضة تطالب بإجراء استفتاء ثانٍ على عضوية الاتحاد الأوروبي بعد ثلاثة أيام من التصويت لصالح المغادرة، ما يجعله الأكثر شعبية من أي وقت مضى على موقع البرلمان، ويعني ذلك أن مجلس النواب سيضطر إلى النظر في الاقتراح هذا الصيف. وطالبت العريضة الحكومة بإعادة الاستفتاء لأن قرار المغادرة حصل على أصوات أقل من 60% واعتمد على حضور أقل من75%، وفازت المغادرة بأصوات بنسبة 51.9% مقابل 48.1 بهامش 1.269.501 صوتًا. وكانت نسبة المشاركة في الاستفتاء 72.2% وهي النسبة الأعلى من المشاركة في أي انتخابات عامة منذ عام 1992، وكشفت النتيجة عن انقسامات صارخة بين الصغار والكبار والشمال والجنوب والمناطق الريفية والمدن وخريجي الجامعات وذوي المؤهلات الأقل.
وأظهرت خريطة التوقيعات على العريضة أن معظمها جاء من المدن الكبرى في انكلترا وعلى رأسها لندن، حيث كانت هناك عريضة منفصلة تطالب العمدة صادق خان بإعلان استقلال العاضمة عن بريطانيا وتقديم طلب للإنضمام الى الاتحاد الأوروبي. وعلى الرغم من أن القرار غير ملزم قانونًا للنواب، إلا أنه سيكون نوعًا من الانتحار السياسي لأي مجموعة لمحاولة تجاوز ذلك وتنظيم استفتاء ثان بعد أشهر من الحملات الشرسة. وتتطلب أي عريضة جمعت أكثر من 100 ألف توقيع خلال ستة أشهر المناقشة من قبل النواب في البرلمان، واي عريضة تجمع أكثر من 10 الاف توقيع في فترة زمنية تتطلب ردا من الحكومة، وجمعت العريضة قبل وقت الغداء اليوم أكثر من 1.308.147 توقيعا.
وبدأت العريضة بواسطة وليام أوليفر هذا الصباح قائلاً: "نحن الموقعين نطالب الحكومة بتنفيذ القاعدة بأنه إذا كان التصويت للمغادرة أقل من 60% على أساس حضور أقل من 75% فيجب أن يكون هناك استفتاء آخر"، وتضطر لجنة العرائض في مجلس العموم النظر في مناقشة البرلمان حول مقترح إجراء استفتاء ثان. ويجتمع النواب الثلاثاء بعد عودة البرلمان من عطلته الصغيرة ما يعني انتظار العريضة للأسبوع المقبل للمناقشة، وتعكس العريضة غضب بين 16.1 مليون ناخب الذين دعموا البقاء داخل الاتحاد الأوروبي وخاصة الشباب في لندن وجميع أنحاء أسكتلندا ممن أيدوا البقاء، حيث صوت ثلاثة من كل 4 ممن تتراوح أعمارهم بين 18 إلى 24 للبقاء في الاستفتاء كما دعم أكثر من النصف (56%) ممن تتراوح أعمارهم بين 25-49 عاما خيار البقاء داخل الاتحاد الأوروبي وفقا للتقديرات الأولية للتصويت من منظمة "يوغوف".
ويستخدم أنصار خروج بريطانيا هاشتاغ #EurogeddonCancelled على وسائل الاعلام الاجتماعية لتسليط الضوء على الخروج الخميس تحت تحذيرات صارمة من معسكر مؤيدي البقاء بالانهيار الاقتصادي والعزلة الدولية. ودفعت الهزيمة الساحقة ديفيد كاميرون أن يعلن استقالته كرئيس للوزراء للسماح لشخصية جديدة بقيادة بريطانيا لمدة عامين من المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي عن العلاقة الجديدة للبلاد مع بروكسل، وبرز بوريس جونسون كمرشح أوفر حظا ومن المرجح أن يتم انتخابه كزعيم لحزب المحافظين في مؤتمر الحزب في الخريف، ما يعني أن عمدة لندن السابق يمكن أن يكون رئيسًا للوزراء قبل بداية أكتوبر/ تشرين الأول، ويستخدم سكان لندن البائسين هاشتاغ #ScotLand كجزء من حملة في العاصمة للانضمام إلى معركة "نقولا ستورغين" زعيمة الحزب الوطني الأسكتلندي من أجل الاستقلال عن بريطانيا، حيث صوتت لندن وأسكتلندا لصالح البقاء داخل الاتحاد الأوروبي أمس إلا أن ثورة ضخمة من الأصوات في وسط انكلترا وويلز أدت إلى التصويت بالخروج اليوم.
وأفادت ستورغين اليوم أنه يمكنها الدعوة لاستفتاء على الاستقلال الجديد خلال شهور لأن ثلثي الناخبين في أسكتلندا دعموا البقاء داخل الاتحاد الأوروبي أمس، وأوضحت خلال كلمة ألقتها اليوم أنها تحدثت بالفعل مع عمدة لندن صادق خان لأن هناك دافعا مشتركا بينهما، وأعطت كلماتها بعض الأمل للمواطنين الذين استخدموا هاشتاغ #ScotLondوالتي بدأت تحقق اتجاهًا على "تويتر"، وغردت لوسي باتشا روبنسون " هل تعني مناقشات ستورغين مع خان أن أسكتلندا ستفعلها"، بينما غردت سيري رودس " سعيدة لأسمع أن خان تحدث مع ستورغين عن أسكتلندا"، وعلق دادلي كورس " أعلم أنه شيء سخيف ولكن أسكتلندا هي من يعطيني الأمل حاليا"، وغردت كابتن إيلي " نصفي أسكتلندي وقلبي ينتمي إلى لندن، أنا كلي من أجل أسكتلندا".
Irwin Mitchell للمحاماة أن قرار الخروج سيكون له تأثير كبير على الأشخاص الذين يعملون في قطاع الخدمات المالية في بريطانيا، مضيفة " أن العديد من البنوك وشركات التأمين ومديري صناديق التمويل لديهم أعمال كبيرة في أوروبا القارية والتي ربما يتم نقلها إلى باريس أو فرانكفورت، وربما يفقد كبار الموظفين أدوارهم أو يضطرون إلى الانتقال إلى بلد أخر، وبعض البنوك الاستثمارية العالمية مثل "جي بي مورغان" أوضحت أن قرار الخروج سيؤدي إلى خسارة كبيرة في الوظائف في بريطانيا".
وأفاد رئيس بنك "إتش إس بي سي" ستيوارت غاليفر في فبراير/ شباط أن التصويت بالمغادرة ربما يؤدي إلى خروج 5 آلاف من المصرفين الاستثماريين من لندن إلى باريس، بينما بيَّن جيمي ديمون، رئيس جيه بي مورغان في وقت سابق من هذا الشهر أنه ربما يتم تقليص 4 آلاف وظيفة، وعلى الرغم من حرص البنوك الجمعة على عدم الإدلاء بأي تصريحات صارخة حول خططهم المستقبلية إلا أن الخبراء يتوقعون أن اتساع نطاق الاستغناء سيكون على البطاقات، وهناك صلات قوية بين عمدة مكتب لندن وأوروبا ولديه مكاتب في أوروبا للتحقيق في الأعمال التجارية، لكنه فضل الحفاظ على هذه الروابط مع الاتحاد الأوروبي ولن يتحدى تصويت أمس، واضاف مصدر من حزب العمل لـ"ديلي ميل " ما كانوا يتحدثون عنه هو دفع بريطانيا إلى سوق واحدة سيمضي قدما، لكن صادق قال أنه سيحترم إرادة الشعب في ذلك وأن لندن سوف تواصل نجاحها".
أرسل تعليقك