أعدم تنظيم داعش خمسة ناشطين اعلاميين في محافظة دير الزور شرق سوريا واعلن ذلك عبر إصداراً مرئياً جديداً حمل عنوان ‹وحي الشيطان›، يظهر من خلاله إعدام مجموعة نشطاء وإعلاميين تم اعتقالهم وإعدمهم في محافظة دير الزور شرقي سوريا، وريفها. وقال نشطاء اعلاميين من دير الزور ان تنظيم داعش غدر بالاعلاميين الذين يعملون بمعرفته وهم على تواصل معهم بشكل يومي .
الاصدار الذي تميز بإنتاج حرفي عالي من خلال سرد اعترافات الاعلاميين الذين تم قتلهم وطريقة تصويرهم وسط شوارع مدينة دير الزور واسواقها ، ويتحدثون عما قدموه من معلومات لوسائل الاعلام يصفها التنظيم بأنها معادية له .
ويفتتح الاصدار يظهر الإعلامي ومصور منظمة ‹هيومن رايتس ووتش›، يرسل رسالة إلى الولايات المتحدة الأمريكية ويقول" رسالة إلى أمريكا ومن يعاونها، الدولة الإسلامية لديها جهاز أمني محترف مؤيد من الله، لذا لن تستطيعوا اختراقه".
ويبدأ إعلامي تابع للتنظيم، ويتكلم عن «حرب قائمة بين الحق والباطل»، ومنها الحرب الإعلامية، ومن ثم يظهر أول المعتقلين، وهو سامر محمد العبود، من مدينة دير الزور، 33 عام، مدير مكتب ‹تفاعل التنموية للإعلام› في دير الزور، يعمل كإعلامي في شبكة متكاملة، ويقومون بتغطية الحالة الاجتماعية والأسعار والقرارت الصادرة عن التنظيم، والتعليم والمناهج والعقوبات التي تقوم بها أجهزة الحسبة والشرطة الاسلامية ، والمعلومات حول المعارك التي تحصل بين التنظيم والقوات السورية ومكانها، ومعلومات حسب ما تطلبه الشبكة، بالإضافة إلى أعداد عناصر التنظيم والمهاجرين والأنصار ومعلوماتهم الشخصية، وأكثر الجنسيات وأعداداهم ومدى تقبل الناس لهم.
ثم يتكلم عن الأموال التي تقاضاها من الجهة التي يعمل فيها، وأكثر الأمور التي أزعجت التنظيم مقالة بعنوان ‹خلافة على منهاج البعث›، ليقوم أحد عناصر ‹داعش› بذبحه واقفاً.
ثم ينتقل مقدم الإصدار إلى إعلامي آخر، بعد ذكره إحدى الأحاديث النبوية حول الحق والباطل. سامي جودت ربا ، إعلامي، 28 عام، عمل كإعلامي مستقل عند اقتحام التنظيم للمنطقة، ثم اتفق مع التنظيم على العمل كأعلامي مستقل، لنقل ما يجري على الأرض دون زيادة أو نقصان، وبعد العمل بعدة أشهر، تم التواصل مع فراس أبو الجود، وطلبوا منه الإجابة على مجموعة أسئلة، من ثم طلب منه الناشطة ربيع حميدي، معلومات عن مواقع ومقرات التنظيم مقابل 300 دولار شهرياً، وبالنسبة للملفات والوضع العسكري 500 دولار على كل تقرير أو موقع. ويروي أنه اعتقل وزج في السجن لفترة و حكم عليه بالموت بطريقة ‹رهيبة جداً، حيث تم شحن جهاز كمبيوتره المحمول بكمية كبيرة من المتفجرات، ووضع رأسه فوق الكمبيوتر وتفجيره وسط منزله، ما تسبب في تمزيق جسده ورأسه وانتشرت دمائه في كامل زوايا الغرفة.
الاعدام الثالث من إصدار ‹وحي الشيطان› كان بحق محمود شعبان حاج خضر، مسؤول قناة الآن FM براتب قدره مائة ألف ليرة سورية ما يعادل 200 $ ، يمشي مستنداً على عكاز، يشرف على الراديو المتواضع في منطقة مهجورة، ويزور المقر كل يومين أو ثلاثة، وعند زيارته الأخيرة تم اعتقاله.
في الإصدار تم ربط حاج خضر على باب منزله وقتل من خلال جنزير حديدي تم لفه على رقبته من الخلف وتم شده حتى الموت .
وبعده يظهر محمد مروان العيسى، من مواليد عام 1975 شقيق ياسر العيسى، العامل في موقع الجزيرة نت، ويقول أنه كان ينقل أخباراً حول التنظيم والقصف والقرارات الصادرة، وينشرها شقيه في الموقع، في بداية عام 2016 عرض عليه شخص يسمى بشير العباد، أحد العاملين في مجال حقوق الإنسان العمل، وأرسل له 1500 دولار على ثلاث دفعات، اعتقل وزج في السجن، ومن ثم نفذ فيه حكم الموت ذبحاً على يد أحد العناصر.
يذكر التنظيم في الإصدار مصير زاهر الشرقاط، الذي قتل برصاصة في رأسه (بمدينة غازي عنتاب التركية) وأن من يصل إليه لن يصعب عليه الوصول إلى رأس أي مطلوب أينما كان.
يختتم ‹داعش› الإصدار بمصطفى عبد الحاسة، الذي ظهر في بداية الإصدار، وهو إعلامي مستقل في بداية ‹الثورة›، ومن ثم تواصل مع منظمة ‹هيومن رايس ووتش›، وأرسل إليهم مجموعة صور، ومن ثم رصد تحركات التنظيم العسكرية وصورهم، ألقي القبض عليه داخل المنزل الذي يقطن فيه، تم حشو كاميرة الإعلامي بالمواد المتفجرة، وعلقت في رقبته، ومن ثم تم تفجير الكاميرة، ما تسببت في تمزيق الإعلامي وقتله على الفور .
وقالت شبكة اذاعة دير الزور ان المهندس سامر العبود أبو جعفر الديري الذي تم اعدامه بتهمة نقل أسعار الخضروات والفواكه واللحوم حسب وصف البيان المصور .
وقالت الشبكة في بيان لها أنّ "المهندس سامر العبود الذي اعتقل منذ عدة اشهر كان أسيراً لدى داعش مما حدا بشبكتنا تجاهل العديد من جرائم التنظيم حفاظاً على حياة أحد كوادرها حتى لا يكون لديهم سبب فيقتلونه به ، لكنهم فيما يبدو يستبيحون دماء المسلمين دون سبب ولا حاجة لهم للأسباب لإشباع جشعهم بإراقة الدماء ".
قال الناشط الإعلامي فرات العبدالله من دير الزور لـ العرب اليوم "إن تنظيم ‹داعش› يبتكر يوماً بعد يوم أساليب جديدة في تصفية معارضيه وتنفيذ إعدامات ميدانية، ويقوم على تفخيخ أجهزة اللابتوب وغيرها وإرسالها إلى مناطق معارضيه".
من جانبه قال الاعلامي ياسر العلاوي " قبل دخول التنظيم إلى دير الزور سبقته تهديداته التي بدأها بالنشطاء الإعلاميين والمدنيين ثم انتقل بعدها للقادة العسكريين ، ما حصل هو نتيجة حتمية للخوف الذي يعانيه التنظيم من العدسة والكلمة الحرة ،هم بنوا تنظيمهم على الإعلام والاشاعة ويهتمون كثيرا بالاعلام ويظهر هذا من خلال الإصدارات التي يعطونها حرفية عالية".
وقال العلاوي لـ العرب اليوم " قتل النشطاء بهذه الوحشية ونسب تهم إليهم ليبرروا قتلهم أمام أبناء دير الزور الذين مازالوا في الداخل دليل على خوفهم من الإعلام ، والقتل والتمثيل والتهجير هو عنوان العلاقة بين داعش والإعلاميين في دير الزور، علماً أن التنظيم قد وقع على ميثاق بين هؤلاء الإعلاميين وبين ديوان الإعلام إلا أنه غدر بهم واعتقلهم ونفذ فيهم أبشع صور القتل ، ولا زال التنظيم قتل كل النشطاء الذين ألقى القبض عليهم وما يزال يرسل رسائل التهديد والوعيد لمن استطاع النجاة من محرقتهم ".
الاعلامي احمد رمضان احد مؤسسي حملة دير الزور تذبح بصمت قال لـ العرب اليوم ان " من تم قتلهم وبثت صورهم في اصدار داعش هم اعلاميين مشهود لهم بالثورية والنزاهة وهم معروفين في دير الزور وهم لا يعملون في الخفاء وهم وموقعين مع ديوان الاعلام لدى التنظيم ويعملون تحت سمعه وبصره ، ولكن غدر بهم ، كيف يقتل من ينقل اسعار الخضار والفواكه وحياة الناس ، هو قتلهم في زمن انكساراته هو قدم اصدار هوليودي على انه تنظيم قوي وقادر على ضبط كافة الامور ولديه اجهزة امنية قوية ".
وكان تنظيم "داعش" نفذ خلال الأشهر القليلة الماضية عمليات اغتيال طالت 6 إعلاميين سوريين خارج سورية، تمت ملاحقتهم وقتلهم في مدينتي شانلي أورفا وغازي عنتاب جنوب تركيا، وقتل والد أحد الناشطين من أبناء مدينة الرقة لأن أولاده يعملون في حملة "الرقة تذبح بصمت" التي تنشر تجاوزات التنظيم ضد المدنيين في المحافظة التي تعد معقل التنظيم، وسُيطر عليها بداية عام 2014.
بل وحتى قتل اعلاميين اجانب بينهم امريكان ويابانيين ..
أرسل تعليقك