اعتقلت الشرطة البرازيلية أخر عضو في "خلية الهواة" المرتبطة بتنظيم "داعش" والتي كانت تحضر لشن هجمات أثناء دورة الالعاب الاولمبية في ريو. وقال المسؤولون إن الشرطة ألقت القبض على 11 عضوًا أخر يومي الخميس والجمعة ونقلتهم الى سجن بحراسة مشددة بالقرب من الحدود مع بارغواي.وقيل أن المجموعة كانت تحاول تشكيل خلية متطرفة تطلق على نفسها اسم "المدافعين عن الشرعية"، ويدين عدد من اعضائها بالولاء لداعش بعد أن أقسموا اليمين على ذلك.
ووجهت اليهم تهم بمحاولة الاتصال عبر الانترنت مع تاجر سلاح من بارغواي لشراء بندقية "أيه كيه 47"، وأوضح وزير العدل الكسندر دي مورايس أن أعضاء الخلية كانوا هواة وغير منظمين أبدًا، ولم يكن لديهم أهداف محددة.
وألقي القبض على العضو الأخير والذي سيرسل الى السجن الفيدرالي في مدينة في غرب ولاية "ماتو غروسو" ويدعى كومودورو، ويقيم أعضاء المجموعة في أماكن مختلفة من البرازيل وكان الاتصال بينهم يقتصر على تبادل الرسائل بـ"الواتس أب" وتطبيقات أخرى.
واتُهموا أيضا بإطلاق أسماء عربية على أنفسهم وبالإشادة بالمجزرة الأخيرة التي قتلت 49 شخصًا في المهلي الليلي لمثليي الجنس في ولاية فلوريدا، والذي كان منفذها يدين بالولاء لداعش.
ووصفت الشرطة الجهاديين بأنهم هواة كانوا قد قرروا أن يبدأوا بأخذ دورات لتعلم فنون الدفاع عن النفس قبل بضعة أيام كجزء من الهجوم الذي يخططون له، وأوضح مصدر في القصر الرئاسي يوم الخميس أن الشرطة الفيدرالية البرازيلية رصدت 110 أشخاص للاشتباه في صلات مع جماعات إرهابية ومعظمهم في مناطق البرازيل الحدودية مثل باراغواي والأرجنتين. وأشارت السلطات أن أي خطة هجوم كانت قليلة التأثير بسبب انعدام الموارد والمهارات لدى أفراد المجموعة، ولكن مسؤولين وخبراء أمنيين قالوا أن عدوانية الشرطة كانت مبررة نظرا للهجمات التي ينفذها رجال قليل التدريب في أمريكا وأوروبا.
وتابع مورايس أن الشرطة تصرفت بسبب مناقشة المجموعة لاستخدام أسلحة وتكتيكات حرب العصابات لشن هجوم في دورة الألعاب الأولمبية والتي ستبدأ في ريو في 5 اب/أغسطس، وسيبقون في عهدة الشرطة لمدة لا تقل عن 30 يومًا.
وتابع وزير العدل يقول إنهم لم يحددوا أهداف الهجوم، ومع ذلك يجب أخذهم على محمل الجد حتى وان كانوا غير منظمين. وأشارت محللة مكافحة الارهاب اليكس كازيرير ان احتمال وقوع هجوم ليس بعيدا على الرغم من أن البرازيل لم تكن هدفا للارهاب. وأوضحت " ان الألعاب الأولمبية فرصة فريدة لاستهداف أكبر قدر من الاعداء في منطقة واحدة." وتابعت أن داعش أنشأ قناة على تطبيق "تليغرام" ينشر فيه الدعاية الجهادية الخاصة به باللغة البرتغالية.
واعتقلت باقي الخلية في 10 ولايات مختلفة، بما في ذلك في ساو باولو وبارانا في الجزء الجنوبي من البلاد، ولم يكن واضحا اذا كان المشتبه بهم يعرفون بعضهم خارج نطاق التواصل على الانترنت، وصادرت السلطات أجهزة الكومبيوتر والهواتف المحمولة وغيرها من المعدات ولكنها لم تعثر على أي أسلحة.
وأشارت السلطات أن التحقيق بدأ في نيسان/أبريل وأظهر أن المشتبه بهم متعاطفون مع داعش ولكنهم لم يسافروا الى سورية أو العراق ولم يتلقوا أي تدريب، وحاول بعضهم الاتصال بالتنظيم للحصول على تمويل، وبينت ايضا أن أيا من المشتبه بهم من أصل عربي ولكنها لم تفصح عن ديناتهم، وقالت أن اعمارهم تتراوح بين 20 و 40 عاما مع قاصر واحد.
وأفاد الاستاذ والخبير الأمني في جامعة "ماكنزي" نيوتن دي أوليفيرا أن السلطات كشفت المجموعة في ظل الأحداث العالمية الأخيرة التي أثارت المخاوف بشأن الارهاب خلال الحدث الرياضي الكبير، ولكنه حذر من أن الوقت مبكر لمعرفة مدى خطورة التهديد التي تتعرض له البرازيل.
وقال " ليس من الواضح اذا كنا نتحدث عن شباب صغار غرر بهم أم أنهم كانوا فعلا سينفذون خططهم." وأفاد وزير العدل أن أحد المشبه بهم أجرى اتصالات مع مهرب أسلحة من باراغواي عبر البريد الالكتروني لشراء بندقية، ويبدو انه كان يخطط للهجوم.
ويسمح للبرازيليين بامتلاك الأسلحة النارية الصغيرة اذا كانت مرخصة فقط، ويمتلك أعضاء من الجيش أسلحة هجومية مثل بندقية ايه كيه 47، ولكن هذه الأسلحة شائعة بين الناس في البلاد وخاصة في الأحياء الفقيرة التي تسيطر عليها عصابات المخدرات.
وصرح مساعد عسكري كبير للحكومة البرازيلية المؤقتة الأسبوع الماضي أن المخاوف من الارهاب وصلت الى أعلى مستوى لها بعد مقتل 84 شخصا في هجوم "نيس" بفرنسا، ولم يرفع المسؤولون حالة التأهب في البلاد يوم الخميس بعد حملة الاعتقال.
وحثَّ تنظيم "القاعدة" أتباعه على وسائل التواصل الاجتماعي على تنفيذ هجمات ضد الرياضيين، وقيل في احد المنشورات " أي هجوم بسكين صغير ضد أميركي أو اسرائيلي في هذه الأماكن سيكون له تأثير كبير في وسائل الاعلام أكثر من أي هجمة أخرى في أي مكان ان شاء الله، فرصتك للمشاركة بالجهاد العالمي هي من هنا، وفرصتك بالشهادة من هنا."
وتابع المنشور أنه من السهل الحصول على تأشيرة للسفر الى البرازيل. وأشار الى أن البنادق منتشرة على نطاق واسع في البلاد وخصوصا في الأحياء الفقيرة في ريو، وحثهم أيضا على استخدام متفجرات صغيرة أو خطف رياضيين او صب الزيت على الطرق في محاولة للتسبب بحوادث طرق كبيرة.
وأتت هذه الدعوات بعد أيام من تعهد المجموعة البرازيلية بالولاء لداعش مما زاد المخاوف من احتمالية هجوم ارهابي في الأولمبياد، وأعلن بعض الجهاديين البرازيليين على الانترنت في احد تطبيقات داعش تفانيهم من أجل التنظيم وزعيمه أبو بكر البغداداي.
وأبلغت فرنسا الأسبوع الماضي عن هجوم ارهابي مخطط ضد فريقها في دورة الألعاب الاولمبية، وكشف الخطط رئيس مديرية الاستخبارات العسكرية الجنرال كريستوف جواريه في لجنة برلمانية للتحقيق في هجمات باريس في كانون الثاني/نوفمبر الماضي والتي اسفرت عن مقتل 147 شخصا.
وعلمت الاستخبارات بأن مواطنا برازيليا يخطط لتنفيذ هجوم ضد الفريق الفرنسي، ولكنها لم تذكر أي تفاصيل أخرى، بينما قالت السلطات البرازيلية انها لم تتلق أي معلومات من السلطات الفرنسية. وقال المتحدث باسم الحكومة البرازيلية " لم نكن مصدر المعلومات، ولم نبلغ رسميا بأي شيء عن هذه المسألة." وبرزت القضايا الأمينة بوصفها قلقا كبيرا خلال دورة الألعاب الاولمبية بما في ذلك العنف الذي ربما يمتد عبر مئات من الأحياء الفقيرة في العاصمة.
وقالت السلطات انها نشرت حوالي 85 ألف من أفراد قوات الأمن من بينهم 47 ألف شرطي و 38 ألف جندي لضمان سلامة 10500 رياضي ومسؤولين وصحفيين وسياح في مختلف مواقع الألعاب والتي ستستمر من 5 الى 21 اب/أغسطس.
أرسل تعليقك