تجاهل رئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك، لرئيسة وزراء اسكتلندا نيكولا ستورغيون لدى وصولها إلى بروكسل في سعيها لإبقاء بلدها ضمن الإتحاد الأوروبي، وذلك بعد تصويت 62 بالمائة من المواطنين الاسكتلنديين لصالح البقاء.وأوضح المسؤولون في مكتب السيد تاسك بأنه لا يوجد متسع من الوقت لمقابلتها، فيما ذكر مصدر مقرب من السيد تاسك " بأن التوقيت ليس مناسباً للإجتماع معها ". ويأتي هذا في الوقت الذي يتعين على المجلس الأوروبي بكافة رؤساء الدول الأعضاء فيه، الإجماع علي أي إتفاق يتعلق بإسكتلندا.
ويُعارض العديد من الدول ولاسيما إسبانيـا إنضمام إسكتلندا إلى الإتحاد الأوروبي، خوفاً من أن يشعل ذلك النزعة الإنفصالية. في حين يواجه رئيس المفوضية الأوروبية جاد كلود يونكر ضغوطاً كبيرة للتودد إلي زعيمة الحزب الوطني الإسكتلندي، وأوضح بأن جدول أعماله مزدحم، إلا أنه يخطط للتحدث إليها عن قريب.
وتحدثت ستورغيون إلى البرلمان الإسكتلندي أمس قائلة بأن صوت إسكتلندا " سوف يكون مسموعاً "، وذلك في أعقاب تصويت بريطانيـا لصالح الخروج من الإتحاد الأوروبي. وقد حصلت على دعم أعضاء البرلمان لمتابعة المحادثات التي تهدف إلى حماية مكان اسكتلندا في الإتحاد الأوروبي.
وأضافت السيدة ستورغيون خلال جلسة طارئة في هوليرود Holyrood بأن إبعاد إسكتلندا من الإتحاد الأوروبي يتعارض مع إرادة المواطنين وسوف يكون " غير مقبول ديمقراطيـاً. على أنها سوف تطلب من البرلمان الموافقة على إجراء إستفتاء إستقلالي ثانٍ في حال عدم توصلها إلى الحصول على الدعم في بروكسل للبقاء ضمن الإتحاد الأوروبي.
وتلقت ستورغيون دعماً أيضاً من رئيس الوزراء البلجيكي السابق غي فيرهوفشتات، والذي يقود المجموعة الليبرالية في البرلمان الأوروبي. وصرح لقناة STV التلفزيونية الإسكتلندية بأنه يعتقد عدم وجود عقبات كبيرة أمام إسكتلندا في حال قررت الإنفصال عن بريطانيـا لتكون دولة مستقلة، ثم إتخاذها قرارًا بأن تكون جزءًا من الإتحاد الأوروبي. مشيراً إلى أن الإتحاد الأوروبي كبير، وسوف يصعب عليه عدم التعاطف مع هؤلاء الذين يريدون الإنضمام إليه.
ديفيد كاميرون يتبادل الضحك مع أصدقائه في بروكسل خلال توديعه الزعماء الأوروبيين في القمة الأخيرة التي يحضرها عقب التصويت لصالح خروج بريطانيـا من الإتحاد الأوروبي
وعلى هامش قمة بروكسل، تبادل ديفيد كاميرون الضحك والمزاح مع آنجيلا ميركل و الزعماء الأوروبيين الآخرين خلال مشاركته في القمة الأخيرة له على الأرجح في الإتحاد الأوروبي، قبل تسليم مهام منصبه إلى من سوف يخلفه في أيلول / سبتمبر. وشدد رئيس الوزراء البريطاني على أنه ينبغي فيمن يتولى المسؤولية في "داونينغ ستريت"، التوصل إلى أقرب علاقة ممكنة مع الإتحاد الأوروبي. كما حث نظراءه الأوروبيين على إتباع نهج " بنّاء " للمفاوضات، مؤكداً على أن بريطانيـا لا تدير ظهرها إلى أوروبـا حتى بعد التصويت في الإستفتاء بالخروج من الإتحاد الأوروبي.
وإلتقى السيد كاميرون لدى وصوله إلى العاصمة البلجيكية رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، وإلتقط معه الصور أمام أعلام الإتحاد الأوروبي. ثم بعد ذلك قام رئيس الوزراء بعقد إجتماعات مع الزعماء على حدة، ليجتمع معهم كافة في ما بعد على مأدبة عشاء من أجل مناقشة التصويت المثير الذي أجري الإسبوع الماضي وإتجهت نتيجته لصالح الخروج من الإتحاد الأوروبي.
ومن المقرر إستبعاد رئيس الوزراء البريطاني من الإجتماعات الرسمية في ما بين زعماء الإتحاد الأوروبي والتي تبدأ اليوم ويناقشون فيها النهج في صياغة علاقة جديدة مع بريطانيا خارج الإتحاد. وفي إشارة إلى النهج الصارم الذي تتبعه بروكسل، فقد أمر السيد يونكر الزعماء في بروكسل بعدم خوض أية " مفاوضات سرية " مع بريطانيـا بشأن بنود وأحكام الخروج من الإتحاد الأوروبي.
وأكد كاميرون وبقية زعماء الدول الأعضاء في الإتحاد الأوروبي على موقفهم بعدم البدء في مفاوضاتٍ بشأن العلاقة الجديدة إلي حين إرسال بريطانيـا إخطارات رسمية تتعلق بنيتها الإنسحاب من تطبيق أحكام المادة 50 من معاهدة لشبونة. نايجل فاراج يقول لأعضاء الإتحاد الأوروبي " لم يحدث أبداً أن قمتم بالعمل المناسب في حياتكم "، ولكن رئيس الإتحاد الأوروبي لم يتواني في الرد عليه وسأله " لماذا تتواجد هنا ؟ "
واسقبل أعضاء البرلمان الأوروبي نايغل فاراج بصيحات الإستهجان في بروكسل صباح أمس، في أعقاب تصريحاته التي حملت شماتة بعد التصويت التاريخي في الإسفتاء الإسبوع الماضي لصالح خروج بريطانيـا من الإتحاد الأوروبي. وقال زعيم "حزب الإستقلال" لنظرائه من أعضاء البرلمان الأوروبي بعد توجهه بالشكر على ذلك الترحيب " لم يعد الضحك يسود حاليـا "، متهماً الإتحاد الأوروبي بكونه " مشروعًا سياسيا في إنكار أزمات أوروبا و الهجرة".ووقع صدام بين فاراج ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر الذي تساءل عن السبب في تواجد زعيم "حزب الإستقلال"، ولكن ذلك لم يمنع وجود لحظات تقارب قبيل عقد مناقشات، وإن لم يكن فاراج قد ظهرت عليه علامات الإرتياح.
وناشد زعيم "حزب الإستقلال" بإتخاذ أعضاء الإتحاد الأوروبي موقفا ناضجا في تفاوضهم بشأن علاقة مختلفة مع بريطانيـا عقب الخروج من الإتحاد الأوروبي، ولكنه أضاف بأنه يدرك جيداً عدم قيام أي منهم بالعمل المناسب في حياتهم، أو الدخول في مجال الأعمال أو العمل في التجارة وإستحداث فرص عمل. ما دفع رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز إلى التدخل من أجل تهدئة الضجة الكبيرة التي حدثت نتيجة الإعتراض على ما ذكره فاراج، مع إدانة الأخير بإستعداء خصومه.وأكد فاراج على أنه سوف يعمل جاهداً نحو أوروبـا موحدة، ولكنه أقر بأن الإتحاد الأوروبي يجب عليه قبول نتيجة الإستفتاء الذي أجري في بريطانيـا، وإحترام الديمقراطية البريطانية والطريقة التي يتم التعبير بها عن وجهة النظر.
فيما حثَّ السيد يونكر بريطانيـا على التوضيح سريعاً ما تريده من الإتحاد الأوروبي بشأن العلاقة الجديدة، ولكنه أصر على إخباره طاقم العاملين بالدخول في مباحثات تمهيدية مع مسؤولين بريطانيين إلى حين بدء لندن في آلية الخروج من الإتحاد الأوروبي خلال العامين المقبلين. مضيفاً بان المفاوضات تتوقف على وصول الإخطارات من بريطانيـا.
وقال رئيس وزراء بلجيكـا السابق غي فرهوفشتات الذي يترأس حاليـاً مجموعة الليبراليين والديمقراطيين من أجل أوروبـا والمشكَّلة من أعضاء البرلمان الأوروبي في برلمان بروكسل، إن نجاح الحملة المؤيدة للخروج من الإتحاد الأوروبي جاء بسبب إستنادها إلى السلبية و"الأكاذيب" بشأن الهجرة. بعد إظهار اللاجئين مثل ما تفعل الدعاية النازية، والقول بأن تركيـا سوف تنضم إلى الإتحاد الإسبوع المقبل، فضلاً عن الأكاذيب بشأن مبلغ 350 مليون جنيه إسترليني التي كان ينبغي إرجاعها سريعًا إلى خدمات الصحة الوطنية ولم يحدث ذلك
أرسل تعليقك