أبدت الأمم المتحدة قلقها حيال ما يجري على الحدود اليمنية السعودية من توتر متصاعد. وقال منسق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في اليمن، جيمي ماكغولدريك، مساء الإثنين، إنه يشعر بقلق بالغ إزاء الأثر المدمر لتصعيد حدة القتال، على المدنيين في اليمن، وعلى طول الحدود الجنوبية الغربية مع المملكة العربية السعودية.
وأوضح في بيان صادر عن مكتب المنسق الأممي، أن "تقارير إعلامية في السعودية تشير إلى أن الهجمات القادمة من اليمن (الحوثيين) قد تسببت في عدد غير مؤكد من الإصابات في صفوف المدنيين"، لافتًا إلى أن "الهجمات تتوالى على البنية التحتية، فيما تم الهجوم على محطات توليد الطاقة على كلا الجانبين من الحدود (محطة نجران ومحطات في صعدة وعمران شمالي اليمن).
وقال ماكغولدريك، عبر البيان: "بالإضافة إلى القتال وانعدام الأمن في اليمن، فإن استمرار إغلاق مطار صنعاء أمام الرحلات الجوية التجارية له تداعيات خطيرة على المرضى، الذين يبحثون عن علاج طبي عاجل في الخارج، نظرًا لعدم قدرة النظام الصحي الوطني على علاج جميع الحالات الطبية، وخاصة المزمنة أو الأمراض التي تهدد الحياة مثل السرطان".
وأضاف: "تشير الإحصاءات الأولية من شركة الطيران الوطنية إلى أنه يتعذر على الآلاف من الناس السفر في حين يواجه العديد من الذين تقطعت بهم السبل خارج اليمن، ضائقة مالية وعراقيل إدارية بسبب تأشيرات منتهية الصلاحية". ودعا منسق الشؤون الإنسانية في اليمن السلطات المختصة إلى إعادة فتح المطار "بشكل فوري" واستئناف الرحلات الجوية التجارية إلى صنعاء لتخفيف بعض المعاناة عن السكان المدنيين.
وفي الرياض، أصدر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، مساء الإثنين، قرارًا بإقالة محمد سعيد بن بريك، من رئاسة جهاز الأمن القومي، التابع للرئاسة. وجاء القرار بعد ساعات من تفجير انتحاري في عدن جنوبي البلاد سقط فيه 50 قتيلاً و120 مصابا، بحسب شرطة المحافظة.
وحسب بيان للحكومة اليمنية، فإن الرئيس هادي عيَّن العميد أحمد عبد الله ناصر المصعبي خلفاً لبن بريك. وكان "المصعبي" يشغل منصب رئيس جهاز الأمن السياسي "المخابرات ويتبع وزارة الداخلية"، في العاصمة المؤقتة عدن.
وشدد هادي، حسب ما نقلته وكالة "سبأ"، الرسمية الموالية له، على أن مثل هذه العمليات الإرهابية "لن تثني الحكومة وقوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية عن التصدي لها وملاحقتها واستئصالها من جذورها حتي يسود الأمن والاستقرار البلاد كافة".
وأضاف: أن كل عمل إرهابي جبان يستهدف الأبرياء ويقلق السكينة العامة تصبح معه المسؤولية المجتمعية أعظم تجاه مواجهة وتعرية هذه الاعمال والافكار المتطرفة المجردة من قيمنا الاخلاقية والانسانية، والتي تتنافى مع كافة الشرائع السماوية .وأشار إلى أن مثل هذه الأعمال التي تنفذها العناصر المأجورة للشيطان والمرتهنة لأطراف خارجية تأتي رداً على الضربات الموجعة التي تلقتها على يد ابطال قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية المسنودين بقوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، ودولة الامارات العربية المتحدة والتي تمكنت من تلقينها شر هزيمة ودحرها من محافظات حضرموت ولحج وأبين.
وأكد رئيس الجمهورية على ضرورة رص الصفوف، والوقوف جنباً الى جنب في مواجهة الأعمال الارهابية، والأفكار المتطرفة التي تحاول استغلال المرحلة الراهنة التي تمر بها بلادنا، وتشعل نار الفتنة الطائفية والعرقية والمذهبية بين أوساط الشعب اليمني الواحد الموحد الذي يرفض مثل هذه الأعمال الاجرامية التي لا يقرها عقل، ولا يشرعها دين.
وارتفع عدد ضحايا التفجير الانتحاري، الذي استهدف مركزا للتجنيد بمحافظة عدن، في وقت سابق اليوم، إلى 50 قتيلاً و120 مصاباً، بحسب شرطة المحافظة.
وقال المكتب الإعلامي لشرطة محافظة عدن، في بيان نشره على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، إن "50 شاباً من طالبي التجنيد، لقوا حتفهم وجُرِحَ 120 آخرين في هجوم غادر بسيارة مفخخة يقودها انتحاري استهدفت مركز تجنيد في حي السنافر بمدينة المنصورة شمالي عدن".
وتبنى تنظيم "داعش" الإرهابي، الهجوم الانتحاري، وتحدث التنظيم في بيان نشره عبر موقع وكالة "أعماق" على الإنترنت التابعة له، عن مقتل 60 شخصاً، في العملية.
أرسل تعليقك