إيرانيون يحملون لافتات تؤيد المرشح حسن روحاني
طهران ـ مهدي موسوي
بدأ الإيرانيون، الجمعة، التصويت في انتخابات الرئاسة التي يتنافس فيها 6 مرشحين، لاختيار رئيس جديد خلفًا لمحمود أحمدي نجاد بعد أن قضى في سدة الحكم 8 أعوام على فترتين .
ويتنافس على الانتخابات 6 مرشحين، بعد انسحاب اثنين في وقتين سابقين هما غلام رضا حداد ومحمد رضا عارف، ويستخدم المرشحون
أسلحة انتخابية متشابهة، أهمها الملف النووي المثير للجدل لطهران والأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد، لكن كلا منهم له خطط تختلف عن الآخرين.
وبث التلفزيون الإيراني الرسمي صورًا لمرشد الجمهورية الإسلامية علي خامنئي، وهو يدلي بصوته في الانتخابات، حيث دعا الإيرانيين إلى الإدلاء بأصواتهم، واصفًا التصويت بـ" الواجب الشرعي"، مضيفًا بعدما أدلى بصوته "ليشارك الشعب لأن الأمر يتعلق بمستقبل البلاد، وأنصح الجميع بالتصويت، وبالتصويت منذ ساعات النهار الأولى، فإن ازدهار البلاد وسعادتها يتوقفان على اختياركم الشخص الصالح ومشاركتهم في الانتخابات، والأعداء يحاولون ردع الناخبين عن التصويت وإحباط عزيمتهم".
وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها لاستقبال أكثر من 50,5 مليون ناخب، في الساعة الثامنة بالتوقيت المحلي وستبقى مفتوحة لمدة عشر ساعات، مع إمكان تمديد المهلة حتى منتصف الليل في حال كان الإقبال على التصويت كبيرًا.
وتدور المعركة الانتخابية بشكل أساسي بين المرشح الوحيد عن المعتدلين والإصلاحيين حسن روحاني، وثلاثة مرشحين محافظين هم وزير الخارجية السابق علي أكبر ولايتي، ورئيس بلدية طهران محمد باقر قاليباف، وكبير المفاوضين في الملف النووي سعيد جليلي.
وفي حال عدم حصول أي من المرشحين على 50,1% من الأصوات، فإن دورة ثانية ستنظم في 21 حزيران/يونيو الجاري، ومن المتوقع بدء صدور النتائج اعتبارًا من السبت.
ودعا كل من المعسكرين الإصلاحي والمحافظ أنصاره إلى الاقبال على الانتخابات بكثافة، واتحد المعتدلون والإصلاحيون وراء روحاني بعد انسحاب الإصلاحي محمد رضا عارف الثلاثاء، ومنذ ذاك تحرك مناصروه على شبكات التواصل الاجتماعي، ودعوا إلى التصويت بكثافة له.
وقبل أربع سنوات كانت إعادة انتخاب أحمدي نجاد، فأفقدت الإصلاحيين كل أمل بالفوز، حيث دان المرشحان الخاسران الإصلاحيان مير حسين موسوي ومهدي كروبي عمليات التزوير التي جرت على نطاق واسع، وطلبا من مناصريهما التظاهر، مما أشعل حركة احتجاج عمت البلاد، وقمعتها السلطات بالقوة، ووضعت الزعيمين الإصلاحيين في الإقامة الجبرية منذ 2011 وحتى اليوم.
وقللت الولايات المتحدة من أهمية هذه الانتخابات، معتبرة أن أمام الناخبين خيار محدود بين ستة مرشحين لا يزالوا في السباق، جميعهم صادق على ترشيحاتهم مجلس صيانة الدستور الذي يهيمن عليه المحافظون المتشددون، فيما رد خامنئي على ذلك قائلاً "إذهبوا إلى الجحيم إن لم تقبلوا بالانتخابات، الشعب الإيراني لا ينتظر معرفة ما تقبلون به وما لا تقبلون به".
والمرشحون الـ 6 لرئاسة إيران هم :
قاليباف.. عدو الإصلاحيين
محمد باقر قاليباف هو عمدة طهران، وعضو سابق في الحرس الثوري الإيراني، وهو حاصل على دكتوراه في العلوم السياسية، ويعرف بعدائه الشديد للإصلاحيين، ويطالب بتغيير السلوكيات الإدارية في البلاد، كما يصف الدبلوماسية الإيرانية بالفشل في مهمتها، ويرى أن إيران أجبرت الولايات المتحدة على تغيير سياستها الإقليمية، وأن من حق طهران الاستفادة من الطاقة النووية في مختلف القطاعات، ووعد بإعادة الاستقرار الاقتصادي للبلاد خلال عامين، من دون أن يذكر كيف سيفعل ذلك في ظل العقوبات الدولية الشديدة المفروضة على إيران.
جليلي.. إسلامي متشدد
سعيد جليلي رئيس مجلس الأمن القومي وكبير المفاوضين الإيرانيين في الملف النووي حاليًا، يطرح شعارات متشددة، ويدعو إلى مراعاة المبادئ، وينتقد مواقف الدول الغربية تجاه إيران، ويفضل تطوير العلاقات مع العالم الإسلامي ودول الجوار، كما يرى أن استمرار إيران في أنشطتها النووية أمر لا تنازل عنه، فيما يدعو على صعيد الملف الاقتصادي، إلى تقليل اعتماد إيران على عائدات النفط، ويسعى إلى حل أزمة تدهور العملة المحلية.
روحاني.. الإصلاحي الوحيد
حسن روحاني عضو مجلس تشخيص مصلحة النظام، والأمين السابق لمجلس الأمن القومي الإيراني، والمفاوض الرئيسي للغرب في ما يتعلق بالملف النووي إبان رئاسة محمد خاتمي، وهو برلماني سابق محسوب على التيار الإصلاحي، ويحظى بدعم خاتمي ورفسنجاني، حاصل على دكتوراه في القانون من بريطانيا، أثنى على سياسة إيران الخارجية، وقال إنها "نأت ببلاده عن الاستقطابات والأزمات"، ويرفع برنامجه الانتخابي شعارات تدعو إلى إنقاذ اقتصاد البلاد المتدهور، ويطالب بضرورة تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية مع دول الجوار، وفي الوقت ذاته يدعو إلى تمسك بلاده بحقوقها النووية، لكن مع إبداء بعض المرونة في التعاطي مع القوى الدولية.
رضائي.. داع إلى الحوار
محسن رضائي، أمين مجلس تشخيص مصلحة النظام، ورئيس سابق للحرس الثوري الإيراني، تعهد رضائي بتشكيل حكومة حوار تضم الأطياف والخبرات كافة للمشاركة في صنع القرار، وفتح حوار شفاف بين الحكومة والمواطنين، وأكد ضرورة الابتعاد عن التشدد المفرط في التعامل الخارجي للجهاز الدبلوماسي، وضرورة تحسين العلاقات مع دول الجوار وتعزيز العلاقات مع بقية دول العالم، ومن أولويات برنامجه الانتخابي محاربة الفساد والقضاء على الرشوة وإنقاذ اقتصاد البلاد المتدهور.
ولايتي.. المحافظ التقليدي
علي أكبر ولايتي، مستشار خامنئي للشؤون الدولية، ووزير سابق للخارجية الإيرانية، وعضو مجلس تشخيص مصلحة النظام، يحظى بدعم المحافظين التقليديين، ويرى ولايتي أن هناك حلولاً أكثر دبلوماسية لعقدة الملف النووي، تعتمد على طريقة إدارة السياسة الخارجية للبلاد بعيدًا عن التشدد، كما يطالب بتعزيز العلاقات مع العالم على أساس العزة الوطنية، ويؤكد ضرورة توفير الأرضية لمشاركة الأطياف السياسية كافة في صنع القرار، والسماح بحرية وسائل الإعلام، فيما وعد بحل المشكلات الاقتصادية كافة، ووضعها على رأس أولوياته، كما تعهد بحل مشكلة التضخم الذي ينهش اقتصاد البلاد خلال 100 يوم.
غرضي.. الأكبر سنًا
يُعد محمد غرضي المرشح الأكبر سنًا بين المرشحين الستة، لكنه يبدو الأقل حظوظًا نظرًا إلى أنه يتذيل قائمة الترشيحات في معظم الاستفتاءات التي أجريب على مدار الأيام الأخيرة، وقد ولد غرضي عام 1941، ودرس الهندسة الإلكترونية في جامعة طهران، وزج به إلى السجن عام 1971 أثناء حكم الشاه السابق لأسباب سياسية، ثم خرج وعاد مرة أخرى إلى المعتقل عام 1972، ونجح في انتخابات أول برلمان بعد الثورة عام 1980، كما خدم في الوقت ذاته في مؤسسة الحرس الثوري، وشغل منصب وزير النفط بين عامي 1981 و1985، وبعدها تولى وزارة الاتصالات حتى عام 1997، ومنذ هذا الوقت توارى عن الساحة السياسية، ليظهر من جديد في 2013.
أرسل تعليقك