لندن ـ كاتيا حداد
توصل المتطرفون إلى الكثير من التقنيات الجديدة للتواصل مع بعضهم البعض عبر شبكة الإنترنت، من خلال ترك رسائل مشفرة على مواقع مثل "إي باي" ورديت، إذ يدعون أنها كتب جديدة.
وتم الكشف عن هذه الوسيلة الصادمة من قِبل ضباط المخابرات وقواطع التعليمات البرمجية في كل من إسرائيل وبريطانيا والولايات المتحدة الأميركية، إذ أنَّ أحاديثهم تبدو بسيطة، ولكن في واقع الأمر تحمل في طياتها الكثير، وذلك وفقًا لأقسام جديدة في كتاب "جواسيس جدعون"، ضمن التاريخ السري للمخابرات الإسرائيلية "الموساد".
ووجدت قواطع التعليمات البرمجية أنَّ تنظيم القاعدة يستخدم تقنية لتشفير الرسائل من خلال السلع المعروضة للبيع عبر موقع "أي باي"، وفي الوقت ذاته قام ضباط المخابرات الإسرائيلية والذين قضوا وقتًا في تتبع الرسائل عبر موقع رديت، بالكشف عن أنَّ المتطرفين يستخدمون الأحرف الست عشرية والأعداد الأولية رمزًا لهم.
وبعد أنَّ يتم فك شفرة الرسالة، في بعض الأحيان، تشير تلك الرموز إلى التخطيط لهجوم متطرف على وشك أنَّ يحدث، وذلك وفقًا لما نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.
ويستخدم المتطرفون أيضًا الصور الإباحية لإخفاء وثائق وأهداف مهمة، حسبما أكد مصدر استخباراتي.
وفي معركة المخابرات البريطانية والموساد جندوا متخصصين لغويين في اللغة العربية والأردية والباشتو؛ لترجمة المجلات عبر الإنترنت، والخاصة بتنظيم القاعدة وداعش، إذ يأملون في معرفة العملية المتطرفة المخطط لها قبل وقوعها.
وفي أعقاب الهجوم على مجلة "شارلي إيبدو" الساخرة في باريس، قام داعش وتنظيم القاعدة بإخفاء الرسائل الخاصة بهم وبأتباعهم، ولكن الموساد والمخابرات البريطانية أكدا زيادة هذا النوع من الحركة عبر شبكة الإنترنت.
ويقوم جهاز المخابرات الإسرائيلي بإرسال رسائل لدى "سايبر كوماند" في البلد المحتمل وقوع العمليات المتطرفة على أراضيه للتنبيه، ومن خلال العمل سويًا يوجد انسجام تام بين أجهزة المخابرات، مما يمنع وقوع هجمات متطرفة في المستقبل.
وأصبحت الوحدات السيبرانية في أنحاء العالم ذات أهمية متزايدة في مجال مكافحة التطرف، كما أنَّ لدى وحدات الموساد القدرة على إخفاء المعلومات، وإخفاء المعلومات السرية داخل ملف رقمي، ولدى المختصين القدرة على استكشاف منطقة بعيدة عن متناول محركات البحث مثل غوغل وياهو.
يستخدم الموساد قسمًا من الحرب الإلكترونية الجديدة لتعقب التهديدات، بالإضافة إلى مهاجمة قدرة إيران النووية.
أرسل تعليقك