القاهرة – أكرم علي
أجمع محللون مصريون أن الولايات المتحدة الأميركية تتجه بشكل قوي لتغيير سياستها تجاه مصر خاصة في ملف المساعدات خلال الفترة المقبلة، ومن المحتمل وجود إجراءات تزيد من قوة العلاقات المصرية الأميركية في ظل التوترات التي تشهدها المنطقة واعتبار مصر فاعلًا رئيسيًا في الشرق الأوسط، وذلك قبل خطوة التدخل البري في سورية والتي تحضر لها واشنطن الآن.
وجاءت تلك التوقعات تزامنًا مع ما ذكره موقع "ذا انترسبت" الأميركي بأن إدارة الرئيس باراك أوباما تسعى إلى إلغاء القيود التي وضعها الكونغرس الأميركي بشأن المساعدات الموجهة لمصر وبيع الأسلحة الخاصة في مواجهة المتظاهرين، وقال الموقع إن الخارجية الأميركية طلبت ذلك في إطار الميزانية التي قدمتها الإدارة إلى الكونغرس قبل يومين، وأنه في حال الموافقة على اقتراح الإدارة الأميركية، سيتم رفع الشرط الذي حدده الكونغرس بحجب 15% من المساعدات الأميركية لمصر على أساس الشروط الخاصة بوضع حقوق الإنسان في مصر.
وقالت أستاذة العلوم الدولية في جامعة القاهرة د. نورهان الشيخ إن سياسات الولايات المتحدة الأميركية سوف تتغير الفترة المقبلة وسيكون هناك مراجعات بشأنها وذلك قبل انتهاء فترة الرئيس الأميركي باراك أوباما قبل نهاية العام، ما يعزز العلاقات مع مصر في ظل التحديات الراهنة التي تواجهها المنطقة.
وأوضحت الدكتورة نورهان الشيخ أن الخارجية الأميركية وضعت مراجعة شاملة في الفترة الأخيرة مع مصر، ما يساعد على تعزيز التواجد الأميركي في المنطقة وإمكانية استئناف دورها الذي تم تقليله بعد ثورات الربيع العربي وخسارة الرهان على فصيل الإسلام السياسي.
وأشارت الشيخ إلى أنه في حالة اتخاذ هذا القرار سيكون له أثر إيجابي قوي على العلاقات بين مصر والولايات المتحدة الفترة المقبلة ويقرب المسافات بين الجانبين بعد التوتر التي شهدته العلاقات في الفترة الماضية بعد زوال حكم الإخوان.
ومن جانبه قال أستاذ العلاقات الدولية د. محمد سالمان إن الولايات المتحدة أدركت ضرورة تغيير سياستها تجاه مصر الفترة المقبلة في ظل الخطوات المقبلة التي قد تتجه إليها واشنطن بشأن القضيتين السورية والليبية.
وتوقع محمد سالمان أن الولايات المتحدة من المتوقع أن تعلن عن حزمة قرارات تتعلق بمصر لاحتوائها مقابل التقارب الروسي خاصة مع اقتراب الولايات المتحدة من التجهيز للتدخل البري في سورية وضرورة التنسيق مع مصر بشأن هذا الأمر، ما يدفعها إلى عدم ربط المساعدات بملف حقوق الإنسان مثلما كان في الماضي لأن "كل فترة ولها ظروفها"، حسب قوله.
واختتم وزير الخارجية المصري سامح شكري، الأربعاء، زيارته إلى واشنطن بلقاء مع مستشارة الأمن القومي الأمريكي سوزان رايس، تناول الجوانب المختلفة للعلاقات الثنائية بين مصر والولايات المتحدة، بالإضافة إلى الأوضاع الإقليمية وجهود مكافحة التطرف.
أرسل تعليقك