أجرت إيران والولايات المتحدة جولتي محادثات في جنيف الجمعة، وشددت طهران على ضرورة التوصل إلى اتفاق على "كل التفاصيل" في مفاوضاتها مع الدول الست المعنية بملفها النووي، مذكّرة الغرب بوجوب الاتعاظ بتجربة أوكرانيا.
وعقد عباس عراقجي، نائب وزير الخارجية الإيراني، ونظيرته الأميركية ويندي شيرمان، اجتماعين في العاصمة السويسرية، في حضور خبراء من الجانبين، وهيلغا شميد مساعدة وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي.
وستستمر اللقاءات السبت، عشية اجتماع أكدته الخارجية الأميركية بين وزيرَي الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف والأميركي جون كيري، في جنيف.
وأعلن الاتحاد الأوروبي أن لقاء كيري - ظريف الذي ستحضره شميد، سيليه اجتماع بين إيران والدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) على مستوى المديرين السياسيين لـ "متابعة جهودهم الديبلوماسية في سبيل تسوية طويلة الأمد وشاملة للملف النووي الإيراني".
وكرّر ظريف أن إبرام اتفاق ممكن "إذا امتلك الطرف الآخر إرادة سياسية"، معتبرا أن الغرب "لن يستطيع الاستمرار في إملاءاته على العالم، بفرض عقوبات ظالمة على إيران".
وأكد ضرورة "التوصل إلى اتفاق شامل يتضمن كل التفاصيل"، وزاد: "حدّد قائد الثورة (علي خامنئي) إطار العمل في شكل كامل، والوفد الإيراني المفاوض ضمن هذا الإطار".
وتابع: "يجب عدم الاكتفاء بإصدار بيان سياسي، لأن استمرار هذه الوتيرة ليس في مصلحة أي طرف". وحض الغربيين على "تصحيح توجهاتهم إزاء الدول الأخرى، وإلا سيواجهون مشكلة تلو أخرى، كما حصل في أوكرانيا".
والتقت مستشارة الأمن القومي الأميركية سوزان رايس نظيرها الإسرائيلي يوسي كوهين في البيت الأبيض، وناقشا الملف النووي الإيراني.
جاء ذلك بعد ساعات على إقرار إدارة الرئيس باراك أوباما بأنها تحجب عن إسرائيل تفاصيل حساسة تتعلّق بالمفاوضات مع إيران، متهمة الدولة العبرية بتسريب معلومات غير دقيقة في محاولة لإحباط المفاوضات.
وأجّج رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو صراعه مع واشنطن، قائلاً "نعلم أن طهران تعرف تفاصيل المحادثات، وأقول لكم إن إسرائيل أيضاً تعرف تفاصيل الاتفاق المقترح، وأعتقد بأنه سيء يشكّل خطراً على إسرائيل، وليس عليها فقط". وسأل: "إذا كان أي شخص يفكّر عكس ذلك، ماذا هناك لإخفائه"؟
وشككت الناطقة باسم الخارجية الأميركية جين بساكي في زعم نتانياهو، قائلة "يعرف أكثر من المفاوضين، فيما لا اتفاق بعد. إذا أُبرم اتفاق، سنشرحه ونشرح كيفية منعه إيران من امتلاك سلاح نووي. يصعب أن نرى كيف أن أحداً لا يرى في الأمر مصلحة للمجتمع الدولي".
وأظهر تقرير أعدته الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران لم توسّع اختبار نماذج أكثر فاعلية من أجهزة الطرد المركزي، المُستخدمة في تخصيب اليورانيوم، تنفيذاً لاتفاق جنيف المبرم مع الدول الست عام 2013.
ويتيح الاتفاق لطهران متابعة "ممارساتها الحالية في بحوث التخصيب وتطويره"، في إشارة إلى وجوب الامتناع عن توسيعها، علماً أن تطوير إيران أجهزة طرد مركزي قد يتيح لها إنتاج مواد يمكن استخدامها لصنع قنبلة نووية، بمعدل أكثر سرعة مما تتيحه نماذج أجهزة الطرد القديمة التي تستخدمها.
وكان تقرير أصدرته الوكالة في تشرين الثاني/ نوفمبر، أفاد بأن إيران تضخ غاز اليورانيوم في نموذج جديد قيد التطوير يُطلق عليه "آي آر-5"، ما أثار جدلاً بين محللين في شأن إمكان اعتبار الأمر انتهاكاً للاتفاق. لكن التقرير الأخير للوكالة تحدث عن فصل أجهزة "آي آر- 5".
أرسل تعليقك