اشتدت ضراوة القتال الأحد بين مسلحي جماعة الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي صالح من جهة، والقوات المشتركة للمقاومة الشعبية والجيش الموالي للحكومة بدعم من قوات التحالف العربي من جهة أخرى، في محافظات تعز والضالع وإب ومأرب، قبل يوم من وقف مرتقب لإطلاق النار، وافق عليه المتمردون والحكومة تمهيدًا لمحادثات جنيف التي تبدأ الثلاثاء برعاية الأمم المتحدة.
وأكدت مصادر المقاومة والجيش الحكومي مقتل وجرح عشرات الحوثيين في المواجهات التي أسفرت عن تقدم للمقاومة جنوب مدينة دمت التابعة لمحافظة الضالع الجنوبية، وفي المناطق القريبة من مدينة الحزم عاصمة محافظة الجوف، بالتزامن مع السيطرة على مواقع للجماعة في مديريتي صرواح ومجزر، شمال غربي مأرب وشمالها الغربي.
وأوضح وزير التجارة عضو الوفد الحكومي إلى جنيف الدكتور محمد السعدي أن العنوان الرئيسي للمحادثات هو تطبيق القرار الأممي 2216.
وأعدت الأمم المتحدة جدولًا بالتشاور مع كل الأطراف لتنفيذ النقاط الواردة في هذا القرار وتشمل إطلاق السجناء، وإعادة المخطوفين، وعودة الحكومة الشرعية، ورد السعدي على ما أعلنه الحوثيون من أنهم لن يبدؤوا أية مشاورات قبل وقف النار، بالقول: "إذا كان هناك من عليه وقف النار، فهم الحوثيون الذين يقتلون ويحاصرون وينتقلون من مدينة إلى أخرى، ومن قرية إلى أخرى".
وأعلنت المقاومة الشعبية الأحد في محافظة الجوف رفضها أية مفاوضات مع الحوثيين، لتكرر ما سبق أن أعلنته في وقت سابق في تعز ومأرب والبيضاء، وأكدت في بيان أنها غير معنية بأي حوار أو اتفاق لا يلتفت إلى تضحيات ومعاناة الشعب اليمني ويفضي إلى استعادة الدولة ومعاقبة الانقلابيين على كل الجرائم التي ارتكبوها بحق الشعب ودول الجوار.
وذكر وزير الخارجية عبد الملك المخلافي أن الحكومة الشرعية ذاهبة إلى جنيف لتنفيذ قرار مجلس الأمن، وليس لشيء آخر، وأنها ذاهبة إلى جنيف من أجل السلام، في حين لم يظهر من الانقلابيين أي إجراء على الأرض يؤكد صدق نياتهم.
وأشار رئيس هيئة الأركان اليمني محمد المقدشي إلى أن الجيش الوطني سيلتزم بتوجيهات الرئيس بشأن الهدنة، بالرغم من أن التجربة أثبتت أن الميليشيات الانقلابية لا تلتزم بعهد ولا هدنة.
وقتل نحو 100 من الانقلابيين في هجمات للجيش الوطني والمقاومة وغارات لقوات التحالف العربي على مواقعهم في تعز والضالع وحجة والحديدة وريف صنعاء التي تمددت فيها الاشتباكات، في حين استمر المتمردون في منع وصول المساعدات الغذائية إلى المدنيين المحاصرين في مدينة تعز.
وكان مفترضًا بأن تتوقف العمليات العسكرية بين الطرفين عشية الأحد لمدة أسبوع قبل بدء المفاوضات، ووافق على ذلك الرئيس عبد ربه منصور هادي وجماعة الحوثيين، مع تأكيد هادي أن المدة قابلة للتمديد تلقائيًا إذا التزم الحوثيون الاتفاق.
ويتألف الوفد الحكومي من ثمانية مفاوضين وأربعة مستشارين، برئاسة نائب رئيس الحكومة وزير الخارجية عبد الملك المخلافي، مقابل وفد الحوثيين وحزب المؤتمر الشعبي برئاسة الناطق باسم الجماعة محمد عبد السلام والأمين العام لحزب المؤتمر الموالي للرئيس السابق عارف الزوكا.
وكثف طيران التحالف العربي غاراته على مواقع الجماعة ومخازن أسلحتها في محيط صنعاء ومحافظات تعز والجوف ومأرب وصعدة وحجة والحديدة، وطاول مواقع في منطقة حاز في مديرية همدان، شمال غربي صنعاء، ومعسكر القوات الخاصة وألوية الصواريخ ومعسكر النهدين، غرب العاصمة في مناطق الصباحة وفج عطان وقرب القصر الرئاسي.
وضربت الغارات مناطق متفرقة في تعز وفي مناطق المواجهات في مأرب والجوف، واستهدفت مواقع للحوثيين وقوات صالح في مديرية الخوخة الساحلية التابعة لمحافظة الحديدة، وامتدت شمالًا إلى مواقع الجماعة في محافظتي حجة وصعدة الحدوديتين.
واستهدف طيران التحالف الأحد مسلحي الجماعة في مديرية مجزر المحاذية للجوف ما أدى إلى تدمير آلياتهم وقتل ثلاثة من كبار القادة الميدانيين هم جعفر ريس الشريف، وحزام ثعيلان الشريف، ويحيى داود الشريف، إلى جانب عشرات من مسلحيهم سقطوا بين قتيل وجريح.
أرسل تعليقك