عمان – صدام اليحيى
كشف مصدر دبلوماسي أردني أنّ حكومة بلاده طالبت السفير الإسرائيلي لدى عمان دانييل نيفو بالالتزام بالدبلوماسية، وعدم التدخل في شؤون الأردن الداخلية، فيما احتجت السفارة الإسرائيلية على رسالة تعزية، نعى فيها رئيس الوزراء عبدالله النسور منفذي عملية الكنيس الإسرائيلي، في القدس المحتلة، أخيرًا.
وأضاف المصدر، في تصريح لـ "العرب اليوم"، أنّ "الحكومة بعثت بمذكرة احتجاجية تطالب السفير الإسرائيلي بعدم التطاول على المؤسسات الأردنية وعدم التدخل في شؤونه الداخلية، بعدما تهكم أخيرًا على مجلس النواب الأردني لموقفه من الأحداث في القدس"، مؤكّدًا أنّ "السفير نيفو خارج الأردن في الوقت الراهن".
وكان السفير نيفو قد علّق، في حديث لوسائل إعلام إسرائيلية، على قيام أعضاء البرلمان بقراءة سورة الفاتحة على روح منفذي الهجوم على الكنيس اليهودي، قائلاً إنه "يتوجب عدم أخذ سلوك نواب البرلمان الأردني بجدية كبيرة"، مدّعيًا أنّ "رجل الشارع الأردني لا يتعامل مع هؤلاء النواب بجدية".
من جهته، اعتبر رئيس مجلس النواب الأردني عاطف الطراونة أنّ "ما بدر من مهاترات عن سفير تل أبيب، يعد تدخلاً سافرًا في شؤون الأردن من جانب احتلال، ينظر له بعداء، ما دام يمثل تحديًا لأمن واستقرار المنطقة".
وأبرز الطراونة، في تصريحات لـ"العرب اليوم"، أنّ "الرد على تصريحات السفير يجب أن يكون قاسيًا من الحكومة، لاسيما أنها تسيء لمؤسسة وطنية دستورية تمثل ركنًا أصيلاً من السلطة التشريعية".
واعتبر الطراونة أن "ردود الفعل الإسرائيلية على تصريحات نواب وسياسيين أردنيين تأتي في سياق المحاولات الإسرائيلية المتكررة لتغيير عنوان الأزمة"، مشدّدًا على أنَّ "الأزمة تتمثل في استمرار مسلسل الانتهاكات والاعتداءات الإسرائيلية المتكررة في حق الأشقاء الفلسطينيين".
ولفت المصدر إلى أنَّ "السفارة الإسرائيلية احتجت على رسالة التعزية التي أرسلها النسور لعشائرعرب السواحرة، التي ينحدر منها عدي وغسان أبو جمل، اللذان نفذا عملية الكنيس، وتضمنت الرسالة استهجانًا للرسوم الكاريكاتورية المسيئة لإسرائيل في الصحافة المحلية".
يذكر أنَّ الحكومة الأردنية أعلنت، في الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، استدعائها لسفيرها لدى تل أبيب للتشاور؛ احتجاجًا على "التصعيد الإسرائيلي المتزايد وغير المسبوق للحرم القدسي الشريف، والانتهاكات الإسرائيلية المتكررة للقدس".
وبدأت الأردن إجراءات التقدم بشكوى لمجلس الأمن ضد إسرائيل، جراء الاعتداءات، بحكم أن المقدسات تقع تحت وصاية الأردن، وفقًا للقانون الدولي، ومعاهدة السلام بين عمان وتل أبيب.
أرسل تعليقك