أمر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، الاثنين، نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة القيادي في التيار بهاء الاعرجي، بتقديم استقالته من منصبه "لمقتضيات المصلحة الوطنية العليا"، فيما منعه من السفر خارج العراق حتى الانتهاء من الإجراءات القانونية.
وذكر مكتب الصدر في بيان أنه "حسب توجيهات السيد مقتدى الصدر ونظرًا لمقتضيات المصلحة الوطنية العليا التي يفرضها الراهن الذي يمر به بلدنا فأن على نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة بهاء الاعرجي تقديم استقالته من منصبه فورًا".
وأضاف البيان أنه "يمنع الاعرجي من السفر خارج العراق في الوقت الحاضر لحين إكمال الإجراءات القانونية والقضائية المتعلقة به"، وامتثالا لطلب زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، قدم نائب رئيس الوزراء العراقي بهاء الاعرجي استقالته من منصبه، الاثنين إلى رئيس الحكومة حيدر العبادي.
وبيّن الاعرجي في الاستقالة التي اطلع "العرب اليوم" على نصها ،"إنها تأتي من اجل المصلحة العامة ودعما للمشروع الإصلاحي للعبادي ومثولا لطلب زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر"، وكان المتحدث الرسمي باسم السلطة القضائية عبد الستار البيرقدار، أعلن أمس في بيان عن شروع محاكم النزاهة في التحقيق بتهم الفساد المالي، المنسوبة إلى بهاء الأعرجي.
ويتهم أعضاء في البرلمان العراقي، نائبَ رئيس الوزراء بهاء الأعرجي بـ"الاستحواذ على عقارات في العاصمة بغداد وتحويل مبالغ مالية كبيرة للاستثمار في الخارج، وشراء عقارات في دول أوروبية"، ويأتي فتح التحقيق بالتزامن مع قرار رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي فتح ملفات الفساد السابقة والحالية في مؤسسات الدولة ودوائرها، وتشكيل لجنة مختصة مهمتها العمل بمبدأ "من أين لك هذا".
ويسعى العبادي إلى إلغاء مناصب نواب رئيسي الوزراء والجمهورية وتحجيم امتيازات المسؤولين الرفيعين أو إلغائها وكذلك إجراء إصلاحات إدارية استجابة لمطالب محتجين يخرجون منذ أسابيع في تظاهرات مناهضة للفساد وسوء الخدمات.
وأوضح الأعرجي في مؤتمر صحافي، أمس الأحد، أنه ذهب إلى الادعاء العام وهيئة النزاهة وطلب التحقيق في تهم عديدة وجهت ضده وخاطب العراقيين قائلاً "أمانتكم ردت إليكم وسأبقى خادماً لأهلي وناسي"، وأوعز الادعاء العام بالتحقيق في التهم المنسوبة إلى الاعرجي، وواعتبر نائب رئيس الوزراء بهاء الاعرجي أن الحكومة التي يقودها حيدر العبادي تعد الفرصة الأخيرة للعراق.
وبيّن الاعرجي في بيان وصل "العرب اليوم"، "لقد كنا أول المتبنيّن لحُزمة الإصلاحات التي قدمها السيّد رئيس الوزراء في الجلسة الاستثنائية لمجلس الوزراء يوم أمس الأحد، وعندما أراد البعض مُناقشة فقرات الحُزمة كنا أول المُتداخلين والرافضين لمناقشتها والداعين للتصويت عليها بسلة واحدة ، كون أن مُعظم فقراتها قد جاءت وفقَ المطالب الشعبية والجماهيرية ، مؤكدين على ضرورة دعم السيّد العبادي بحكم تصديه للمسؤولية".
وأضاف أن "المسؤول ليس فقط من يكون في السلطة، بل المسؤول الحقيقي هو من يقوم بمتابعة مطالب الشعب ويسعى في تحقيقها وإن كان ذلك يستوجب عليه التضحية على الصعيد الشخصي".
وتابع الاعرجي "أطالبُ مجلس النواب العراقي بالتصويت على حُزمة الإصلاحات المُقدمة بالكامل من أجل أن تكون هذه الحزمة هي البداية لمشروع الإصلاح الأشمل ، وعلى جميع الكُتل السياسية أن تدعم حكومة السيّد العبادي باعتبارها الفرصة الأخيرة لتصحيح مسار الدولة العراقية والإنتقال بها إلى شاطئ الأمان".
يشار إلى أن اغلب التظاهرات التي شهدتها المحافظات العراقية خلال هذه الأيام طالبت رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي بإحالة الاعرجي إلى النزاهة ومسائلته "من أين لك هذا"، في حين ردد المتظاهرون في اغلب المحافظات شعارات تقول "لا نريد ماء ولا كهرباء نريد فقط أن يخرج بهاء"، في إشارة إلى بهاء الأعرجي.
أرسل تعليقك