القاهرة ـ أكرم علي
أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي إن الاضطرابات والتحديات الجسيمة التي تشهدها بعض الدول من نزاعات مسلحة ترتب عليها انهيارًا جزئيًا أو كليًا لمؤسساتها الوطنية وظهور تنظيمات إرهابية عابرة للحدود الوطنية، مما مهد الطريق لتدخلات خارجية في المنطقة وتداعيات سلبية تهدد الأمن القومي العربي، وإن حالة عدم الاستقرار أوجدت تحديات تفرض على الجميع في المقام الأول التصدي لها من خلال منظور استراتيجي شامل متعدد الأبعاد، مع المحافظة على سيادة واستقلال ووحدة الأراضي العربية وتماسك وصلابة الموقف العربي.
وأوضح العربي خلال المؤتمر المشترك الثاني بين جامعة الدول العربية والمنتدى العربي النووي الأحد، أن الجميع يرفض تدخلات إيران في المنطقة، مما ينشئ قلقا بشأن عدم التزامها بالأمن السلمى الخاص بالاتفاق النووي العام، لافتا إلى استمرار قلق الدول العربية من ذلك الأمر.
وأشار إلى أنه لأمر محمود أن تتوصل إيران ومجموعة دول 5+1 إلى اتفاق حول برنامجها النووي ودليل على قدرة الدبلوماسية في حل الخلافات بالطرق السلمية ونزع فتيل الأزمة بشأن هذا البرنامج، ولكن يبقى الحكم على نجاح الاتفاق من عدمه معتمداً في المقام الأول على التزام إيران في التنفيذ الأمين لبنوده وقدرة الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تحديد مدى هذا الالتزام، ومخاوف الدول العربية والتي تم استبعادها في هذه المشاورات ليست من الاتفاق النووي بحد ذاته، بقدر ما قد يفرزه من آثار أمنية وسياسية واقتصادية عليها، الأمر الذي يتعين معه أن تكون لدينا خيارات استراتيجية متنوعة، خاصة أنه لا تزال لدى الدول العربية قضايا شائكة مع الجانب الإيراني ليس أقلها التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية، واستمرار احتلالها لأجزاء من أرضي دولة الإمارات العربية المتحدة.
وقال العربي "إنني على يقين بأنكم تتفقون معي في ضرورة ألا يصرف الاتفاق النووي الإيراني مع مجموعة دول 5+1 انتباهنا عن وجود أسلحة نووية ومنشآت نووية في اسرائيل لا تخضع لأية رقابة دولية، وقد نجحت إسرائيل طيلة العقود الماضية في التلاعب بالمجتمع الدولي لتجنب تسليط الضوء على ترسانتها ومنشآتها النووية".
واعتبر أن هذا الاتفاق يعكس تحولاً في استراتيجية الولايات المتحدة الأمريكية في تعاملها مع إيران رغبة منها في تخفيف حدة المخاوف الإسرائيلية تجاه البرنامج النووي الإيراني، وأنه نظرا للتأثيرات متعددة الأبعاد لهذا للاتفاق، تكمن أهمية مؤتمرنا هذا للنظر فيه عن كثب والتطرق إليه من جميع جوانبه للتوصل إلى صورة واضحة لانعكاساته على الأمن القومي العربي، والخروج بتوصيات جادة وخطوات قابلة للتنفيذ تضع المصلحة العربية الجماعية نصب أعينها.
أرسل تعليقك