اعتبرت لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي، مشاركة عسكريين أميركيين في بعض معارك محافظة الأنبار مخالف للاتفاق الأمني بين بغداد وواشنطن، في وقت عاود تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" سيطرته على مناطق وسط بلدة بيجي شمال مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين بعد انسحاب قوات الجيش، ومقاتلي الحشد الشعبي والعشائر.
يأتي ذلك فيما أشاد ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق، نيكولاي ملادينوف، بإجراءات وزارة الداخلية في السيطرة على عصابات الخطف وإحالة مرتكبيها إلى القضاء.
وأوضحت وزارة الداخلية في بيان حصل "العرب اليوم"على نسخة منه، أنَّ "الوزير محمد سالم الغبان استقبل، ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق، وبحثا القضايا الأمنية وجهود الأمم المتحدة في دعم وزارة الداخلية".
وأضاف البيان أنَّه "جرى بحث ملف حقوق الإنسان وجهود وزارة الداخلية في تدريب ضباطها ومنتسبيها في هذا المجال والإجراءات التي تم اتخاذها مؤخرا للتسريع في إطلاق سراح الموقوفين وتحسين أحوال المواقف والتسجيل الالكتروني للموقوفين على ذمة التحقيق".
ومن جانبها؛ اعتبرت لجنة الأمن والدفاع مشاركة عسكريين أميركيين في بعض معارك محافظة الأنبار مخالف للاتفاق الأمني بين بغداد وواشنطن، مبينةً أنَّ هذا الأمر يوضح أنهم مقاتلون وليسوا مستشارين، وأنها ستفتح تحقيقًا بهذا الشأن.
وأوضح عضو اللجنة، ماجد الغراوي، أنَّ "الحديث عن وجود آلاف المستشارين أو المدربين الأميركيين كلام غير منطقي وغير واقعي، لأن القوات الأميركية كانت تستعين بأعداد قليلة بهذه الصفة إبان تواجدها في العراق، وبالتالي فان الأشخاص الموجودين في الأنبار هم مقاتلون وليسوا مستشارين أو مدربين، لاسيما وأنهم شاركوا باشتباكات بحسب تصريحات الحكومة المحلية لمحافظة الأنبار".
واعتبر الغراوي أن "وجود قطعات أميركية تقاتل على الأرض يخالف الاتفاق الأمن بين العراق والولايات المتحدة، ويعد تجاوزا على مجلس النواب والحكومة"، مؤكدًا أن لجنته "ستفتح تحقيقا بهذا الأمر للتأكد من مشاركتهم بالاشتباكات ولمعرفة موقف الحكومتين المحلية والمركزية منها".
وفي السياق الميداني، عاود تنظيم "داعش" سيطرته على مناطق وسط بلدة بيجي شمال مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين بعد انسحاب قوات الجيش، ومقاتلي الحشد الشعبي والعشائر.
وكان مصدر أمني مطلع في صلاح الدين قد كشف، عن أنَّ نحو 100 عنصر من قوات الشرطة ومقاتلي العشائر محاصرون من قبل عناصر "داعش" في إحدى أحياء قضاء بيجي شمال المحافظة منذ أيام.
وأوضح مصدر عسكري مسؤول لـ"العرب اليوم" أنَّ القوات الأمنية والمقاتلين المساندين لهم خاضوا معارك عنيفة مع عناصر "داعش" وسط بلدة بيجي إلا أنَّ نفاد الذخيرة لدى القوات أجبرها على الانسحاب تجاه الجنوب من البلدة وتحديدًا إلى منطقة الملحة.
وفي نينوى؛ أفاد مصدر أمني في قوات البيشمركة، أنَّ "القوات أطلقت عملية أمنية لتطهير مناطق جنوب ناحية زمار، (70 شمال غرب الموصل) من تنظيم "داعش" بإسناد طيران التحالف الدولي"، مبينًا أنَّه " عد اشتباكات عنيفة بالأسلحة الخفيفة والثقيلة مع عناصر "داعش" تمكنت قوات البيشمركة من تحرير ثلاث قرى في زمار".
وأضاف المصدر أنَّ "طائرات التحالف الدولي شنَّت غارات جوية عدة على مواقع لمسلحي تنظيم (داعش) جنوب جبل سنجار، (125 كم غرب الموصل)، ما أسفر عن وقوع خسائر بشرية ومادية كبيرة بين عناصر التنظيم".
أرسل تعليقك