منذ الحادي والعشرين من أيلول/ سبتمبر الماضي، باتت العاصمة اليمنية صنعاء، فعليًا، تحت الإقامة الجبرية لمسلحي جماعة " أنصار الله " المعروفة بجماعة الحوثي ، وأصبح المسؤولون الرسميون، بمن فيهم الرئيس عبد ربه منصور هادي ، يخضعون لمزاج الجماعة المسلحة، باعتبارها سلطة "الأمر الواقع"، في الوقت الذي هاجم مسلحو الجماعة معسكر مجموعة "الصواريخ" وقاموا بمحاصرته لساعات طويلة.
ويأتي الهجوم الحوثي بعد ساعات من دعوة دول التعاون الخليجي في قمة الدوحة، للجماعة الشيعية المسلحة بالانسحاب من صنعاء وتسليم المباني والمؤسسات الحكومية للدولة اليمنية والجيش.
وأكد مسؤول أمني رفض الكشف عن اسمه، أنَّ عددًا من مسلحي "الحوثي" قدموا على متن سيارتين إلى بوابة معسكر مجموعة الصواريخ في منطقة "فج عطان"، جنوب غربي صنعاء للمرة الثانية الثلاثاء، موضحًا أنَّ الحوثيين أبلغوا حراسة المعسكر أنهم جاءوا لأجل حمايته.
وفي وقت سابق، حاول "الحوثيون" دخول المعسكر؛ لكن قائده العميد الركن محمد ناصر العاطفي ، رفض السماح لهم بذلك مؤكدًا أنَّ المعسكر يتولى حماية نفسه ولا حاجة لحماية من خارجه، ما دفعهم للانسحاب والعودة مساء ولم يصدر أي موقف عن وزارة الدفاع أو جماعة "الحوثي" تعليقًا على هذه المعلومات حتى الساعة.
يُذكر أنَّ معسكر مجموعة الصواريخ تم ضمه في 19 كانون الأول/ ديسمبر 2012، إلى قوات الاحتياط الاستراتيجي في منطقة حزيز جنوب صنعاء، وتتبع القائد الأعلى للقوات المسلحة الرئيس عبد ربه منصور هادي، مباشرة وتشمل المجموعة عدة ألوية عسكرية منها "قيادة مجموعة الصواريخ" و"اللواء 5 صواريخ و"اللواء 6 صواريخ و"اللواء 8 مدفعية - صواريخ".
وانتشرت جماعات مسلحة تابعة للحوثيين، منذ أيلول/ سبتمبر الماضي، في شوارع العاصمة صنعاء وحواريها، وأقامت عددًا من نقاط التفتيش، للمركبات والمارة، بالتزامن مع غياب تام لقوات الأمن والشرطة اليمنية في المدينة.
ومنذ ذلك التاريخ لم يغادر الرئيس هادي مقر إقامته في شارع الستين الغربي في صنعاء، المحاط من كل الجهات بمسلحين بلباس مدني، تُطلق عليهم جماعة الحوثي مسمّى " اللجان الشعبية "، الوريث لأجهزة الأمن والشرطة منذ 21 أيلول/ سبتمبر الماضي.
وتفيد معلومات بأنَّ الحوثيين منعوا الرئيس عبد ربه منصور هادي من السفر إلى الولايات المتحدة الأميركية التي اعتاد على زيارتها سنويًا بغرض العلاج، إذْ درج هادي على الخضوع لفحوصات دورية في المستشفيات الأميركية نتيجة معاناة مزمنة من مشكلة في القلب تتمثل في ارتخاء عضلة القلب واحتقانها، ومنعه من السفر يعني أنَّ حالته الصحية ستتدهور يومًا بعد آخر.
وتضيف المعلومات، أنَّ هادي فقد قدرته على التأثير من موقعه الرئاسي وأصبح "رهين المحبسين"، الحوثيين والمرض، وأنَّ تحالف "الحوثي" مع الدولة العميقة، هو من يتحكم في أمور البلاد، والمنع من السفر بات واحدًا من الأسلحة التي تستخدمها الجماعة المسلحة في بسط سيطرتها على الأرض، إلى جانب اقتحام المؤسسات ونهب الأختام وفرض مسؤولين جددًا بالقوة، كما حدث في محافظة "إب" وسط البلاد، إذْ عينت الجماعة مدير أمن دون أن يحصل على قرار أو حتى مجرد تكليف من وزير الداخلية.
إضافة إلى معلومات تؤكد أنَّ "الحوثيين" سجلوا العشرات من شباب الجماعة في الكلية الحربية دون الخضوع لاختبارات القبول ولا الفحوصات الطبية المطلوبة.
وكان مسؤولون في مطار صنعاء تحدثوا في وقت سابق عن تدخل الحوثيين ، على نحو متزايد، في تفتيش الركاب بمن فيهم الأجانب، وهو ما حدا ببعض شركات الطيران إلى تعليق رحلاتها لأيام إلى اليمن.
ويتهم مسؤولون يمنيون وعواصم عربية وغربية إيران، بدعم الحوثيين بالمال والسلاح ضمن صراع على النفوذ في دول عدة في المنطقة بين إيران والسعودية، جارة اليمن، وهو ما تنفيه طهران.
ورغم توقيع جماعة الحوثي اتفاق "السلم والشراكة" مع الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، وتوقيعها على الملحق الأمني الخاص بالاتفاق، والذي يقضي في أهم بنوده بسحب مسلحيها من صنعاء، يواصل الحوثيون تحركاتهم الميدانية نحو عدد من المحافظات والمدن اليمنية خلاف العاصمة.
أرسل تعليقك