حالة من الكر والفر بين قوات الشرطة والإخوان في رابعة العدوية
القاهرة – محمد الدوي – أكرم علي – عمرو والي
أعلن رئيس هيئة الإسعاف المصرية محمد سلطان في بيان رسمي، أن "حصيلة فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة بلغت حتى الآن حالتي وفاة و41 مصابًا".
وقال سلطان: إنه تم نقل إحدى حالات الوفاة إلى مستشفى الهرم والأخرى إلى مستشفى التأمين الصحي في مدينة نصر، في حين أن من
بين حالات الإصابة 26 حالة إصابة في رابعة العدوية و15 في النهضة.
في حين، أكدت وزارة الداخلية، في بيان جديد لها، أن "عناصر مسلحة من المعتصمين، في ميدان رابعة العدوية، تحصنت بمستشفى رابعة العدوية، وأطلقت النيران بكثافة من أسلحة متنوعة على القوات، مما أسفر عن استشهاد مجند من قوات الأمن المركزي.
وأضاف البيان أن القوات تتخذ تدابيرها لمواجهة هذا التعدي، من قبل المتظاهرين المنتمين لجماعة "الإخوان المسلمين".
وأكد شهود عيان لـ "العرب اليوم" أن "عددًا من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي اعتلوا أسطح عدد من العقارات في محيط ميدان رابعة العدوية، خصوصًا في شارعي أنور المفتي ويوسف عباس، ويقومون بإطلاق النار على قوات الأمن، التي تواصل التقدم وإزالة الخيام والحواجز، التي نصبها أنصار الرئيس المعزول مرسي". وأضافوا أن "حريق محدود شب في أحد محطات البنزين القريبة من اعتصام رابعة العدوية".
وفي السياق ذاته، عثرت قوات الشرطة في أحد خيام المعتصمين في ميدان نهضة مصر على كمية كبيرة من الأسلحة الآلية وفرد الخرطوش والذخيرة الخاصة بالأسلحة الآلية.
وتحفظت قوات الشرطة على تلك الأسلحة والذخيرة، فيما ألقت الشرطة القبض على عدد من حاملي الأسلحة من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي.
وتواصل قوات الأمن حاليا تمشيط المنطقة المحيطة في ميدان النهضة، بعد إحكام السيطرة عليه، كما تقوم بتفتيش حديقة الأورمان بعد تسلل عدد من المعتصمين إليها.
فيما قال مصدر أمني في بيان لوزارة الداخلية إن "قوات الشرطة تمكنت من ضبط 200 شخص من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي من بينهم 150 من المعتصمين في ميدان نهضة مصر، و50 آخرين في اعتصام رابعة العدوية".
وكانت وزارة الداخلية أعلنت استشهاد ضابط ومجند وإصابة 4 ضباط و5 مجندين من قوة الأمن المركزي بطلقات نارية، أثناء إجراءات فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة. في حين أفادت مصادر في جماعة "الإخوان المسلمين" بـ "وفاة أكثر من 10 متظاهرين ينتمون لها، خلال فض الاعتصام".
وقال شهود عيان لـ "العرب اليوم": إن قوات الأمن قامت باعتلاء كوبري الجيزة ومحاصرته بالكامل، فيما وضع الأهالي حواجز خرسانية لمنع مرور المعتصمين مما أجبرهم على العودة إلى "النهضة".
وقالت الداخلية في بيان صحافي "إن قوات الأمن انتشرت لفرض حصار أمني على مناطق الاعتصام، وإطلاق إرشادات تحذيرية للمعتصمين لإخلاء الميدانين، وبادرت بعض العناصر المسلحة من المعتصمين في المنطقتين بإطلاق الأعيرة النارية بكثافة تجاه القوات".
وفي السياق ذاته، أغلقت قوات من الشرطة والقوات المسلحة طريق الإسماعيلية القاهرة الصحراوى، صباح الأربعاء أمام المسافرين إلى القاهرة لمنع متظاهرين من الوصول إلى اعتصام مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي في ميداني رابعة العدوية ونهضة مصر، الذي يتم فضه من قبل قوات الشرطة.
وكان أطلق عدد من المعتصمين في ميدان النهضة أعيرة نارية، أثناء نداء وزارة الداخلية وتحذيرها المعتصمين من استخدام القوة في مواجهة القوات المكلفة بفض اعتصامهم سمليًا، ومناشدة المعتصمين الخروج الآمن في اتجاه ميدان الجيزة. وأصيب مجند بطلقات خرطوش في قدمه أثناء فض قوات الأمن اعتصام مؤيدي مرسي في ميدان النهضة. بينما استشهد مجند خلال فض قوات الشرطة لاعتصام رابعة العدوية، وأصيب 4 ضباط.
وفي الوقت الذي بدأت فيه القوات باقتحام ميدان رابعة، فرت قيادات "الإخوان" إلى الشوارع الجانبية، وشوهد الدكتور محمد البلتاجي والدكتور صفوت حجازي وصلاح سلطان يفرون إلى الشوارع الخلفية لمسجد رابعة العدوية، وذلك بحسب مصادر خاصة لـ "العرب اليوم".
وقامت طائرات تابعة لقوات الجيش والشرطة فى مناطق متعددة من القاهرة الكبرى، وخاصة اعتصام مؤيدى الرئيس المعزول محمد مرسى فى ميدانى رابعة العدوية و النهضة لتتبع الخارجين عن القانون ورصد تحركاتهم وتصوير انتهاكات الإخوان وكيفية فض الإعتصام لعرضه علي وسائل الإعلام المصرية والعالمية ولتوضيح كيفية تعامل قوات الشرطة مع المعتصمين.
وأطلقت قوات الأمن القنابل المسيلة للدموع على المعتصمين في محيط رابعة العدوية، وقام المعتصمون بإلقاء الحجارة على قوات الأمن.
وكانت الوزارة أصدرت بيانًا صحافيًا، صباح الأربعاء، تناشد المعتصمين بالاحتكام إلى العقل وتغليب مصلحة الوطن وإنهاء اعتصامهم فوراً، وقالت "نحن حريصون كل الحرص على سلامة المعتصمين جميعًا وعدم إراقة نقطة دم واحدة، وتتعهد وزارة الداخلية بعدم ملاحقة المعتصمين كلهم باستثناء الصادر في حقهم قرارات من النيابة العامة بالضبط والإحضار". وناشدت الوزارة المعتصمين في رابعة العدوية الخروج الآمن من منفذ طريق النصر، المؤدي إلى شارع الاستاد البحري، وناشدت المعتصمين في النهضة الخروج الآمن من منفذ شارع الجامعة في اتجاه ميدان الجيزة.
وتابع البيان "نطالب المعتصمين بإخلاء الأطفال والنساء وكبار السن من داخل الاعتصام وعدم اتخاذهم دروعًا بشرية، ونحذر المعتصمين من القيام بأعمال للعنف أو استخدام السلاح ضد القوات، والذي سيقابل بمنتهى القوة والحزم وفقًا لقواعد الدفاع الشرعي".
وأكدت الوزارة في بيانها أن "مقاومة قوات فض الاعتصام تعرض حياة المواطنين للخطر وللمساءلة القانونية، وفقًا لمقتضيات القانون، وعملية فض الاعتصام مراقبة ومصورة بشكل كامل، وسيتم رصد المخالفين وأي مخالفات ترتكب ضد القانون، كما أن عملية فض الاعتصام تتم بقرار من النيابة العامة وبحضور وسائل الإعلام والمنظمات الحقوقية والمجتمع المدني".
وناشدت قوات الأمن سكان منطقة "رابعة" بإغلاق الشرفات والنوافذ كلها والالتزام بالتواجد داخل المنازل أثناء فض الاعتصام، حرصًا على سلامتهم".
وكان ميدان رابعة العدوية شهد، فجر الإثنين، انخفاضًا ملحوظًا للمرة الأولى في أعداد المعتصمين، وخصوصًا في تواجد السيدات هناك، وذلك بعد أنباء مؤكدة وردت إليهم عن فض الاعتصام خلال ساعات.
ومن خلال متابعة "العرب اليوم" للموقف عن قرب، كانت قوات الجيش والشرطة أغلقت شارعي يوسف عباس والطيران بالأسلاك الشائكة، حيث منعت السيارات من المرور بشكل كامل. وبدء بالفعل توافد سيارات الأمن المركزي إلى شارع يوسف عباس. في حين تواجدت سيارة لنقل مدرعات تابعة للقوات المسلحة.
ورددت المنصة الرئيسية الهتافات من أجل زيادة وإشعال حماس المعتصمين، بحيث تم ترديد الهتافات المؤيدة للرئيس السابق والمناهضة لثورة 30 يونيو وقادة القوات المسلحة، والتي تؤكد استمرارهم في الميدان لحين عودة الشرعية كما يرددون. وقامت المستشفي الميداني في الميدان برفع حالة الاستعداد القصوى.
وقال أحد عناصر "الإخوان" المعتصمين في رابعة، الأربعاء: لو تحولت مصر الى "كوم تراب" فى سبيل عودة الحق، فلا مانع لدينا، وإذا سنحمل السلاح ونحارب السيسي مثل بشار فلا مشكلة، ولو متنا في سبيل تحقيق ذلك سنكون راضين.
وأيضًا أزالت قوات الجيش والشرطة الجدار العازل الذي أقامه مؤيدو الإخوان في محيط رابعة العدوية، بعد أن دفعت قوات الجيش بعدد من اللوادر، وعشرات من القوات الخاصة والمدرعات الحديثة.
وقام مؤيدو الرئيس المعزول بالتكبير والتهليل، وحالة من الكر والفر.
أرسل تعليقك