الرئيس السيسي يؤكد أنَّ المطارات المصرية مؤمنة ويشيد بالتعاون مع لندن

عقد الرئيس عبد الفتاح السيسي مع رئيس الوزراء البريطاني، مؤتمرًا صحافيا في مقر الحكومة البريطانية في دواننغ ستريت في العاصمة لندن عقب جلسة المباحثات التي عقدت بينهما والتي امتدت إلى غداء عمل حضره وفدا البلدين.

واستهل كاميرون المؤتمر قائلًا: "يسعدني أن أرحب بالرئيس السيسي في لندن خلال أول زيارة له كرئيس ونحن أجرينا محادثات ونقاشات جيدة حول عدد من المسائل ومصر شريك مهم لنا من ناحية العلاقات الاقتصادية والأمنية، إننا فخورون بأننا أكبر مستثمر في مصر ونحب أن نساعد في دعم النمو والتنمية هناك، وقد تحدثنا عن الحاجة إلى إحراز تقدم سياسي كركيزة أساسية لاستقرار مصر على المستوى البعيد".

وأضاف كاميرون: "تحدثنا حول عدد من مواضيع السياسة الخارجية بما في ذلك داعش وسورية والهجرة وسنتابع التعاون الأمني الوثيق مع مصر بما في ذلك معالجة ويلات التطرف الإسلامي العنيف، كما أننا في حاجة إلى وجود تسوية سياسية شاملة تستوعب الجميع كخطوة حاسمة أولى لتقليص التطرف والتصدي للهجرة غير الشرعية في ليبيا، كما ناقشنا حادث الطائرة الروسية والوضع في شرم الشيخ ونعمل معًا بروح التعاون الوثيق، كما أنني ممتن كثيرًا لكل الجهود التي بذلتها السلطات المصرية حتى الآن".

وأوضح: "نحن ملتزمون بالعمل معًا على المدى القريب لمعالجة كل المخاوف لتعزيز أمن وسلامة المسافرين البريطانيين المغادرين، كما أننا ملتزمون بالعمل معًا من أجل استعادة الرحلات الجوية بشكل طبيعي في الاتجاهين في أقرب فرصة ممكنة"، مضيفًا: "هناك مليون سائح بريطاني يقضون إجازاتهم في شرم الشيخ كل عام ومن مصلحتنا المشتركة معالجة هذه المسألة لعودة الأمور إلى نصابها الطبيعي".

ومن جانبه قدم الرئيس السيسي الشكر إلى رئيس الوزراء البريطاني على الأجواء الايجابية التي تسود هذه الزيارة، وعلى حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة التي يبديها الجانب البريطاني، موضحا: "يطيب لي أن أعرب عن سعادتي بزيارة بريطانيا حيث التقيت بالعديد من الشخصيات التي أكدت حرصها على نجاح هذه الزيارة المثمرة التي أقوم بها إلى بريطانيا".

وتابع الرئيس السيسي: "إنني على ثقة بأن التعاون بين البلدين سيحقق مصلحة مشتركة بين الطرفين ، وزيارتي إلى بريطانيا تعكس قوة العلاقات التي تربط بين البلدين والشعبين، ولعلكم تتفقون معي أن علاقات التعاون الوثيقة التي تجمع بيننا في مجالات شتى توفر أساسا متينًا يتيح لنا في المستقبل القريب المزيد من تطوير العلاقات السياسية والاقتصادية لتدعيم شراكة تجارية واستثمارية واسعة النطاق".

واسترسل: "فخامة رئيس الوزراء نحن نسابق الزمن في مصر لبناء مجتمع مدني عصري يعتز بقيمه وإرثه الثقافي ويوفر العيش الكريم لمواطنيه ويحقق مطالبهم في الحرية والأمن والاستقرار والعدالة الاجتماعية"، مستدركا: "إننا ننظر إلى علاقات الصداقة والتعاون بيننا بكل تقدير ونثق في أي المستقبل سيحمل الأفضل لنا جميعًا".
وزاد: "يهمني في هذا السياق التأكيد على حاجة العالم أكثر من أي وقت مضى لتحالف الشعوب والحضارات لمواجهة خطاب التشدد والتطرف والكراهية ونبذ الآخر والتي تمثل جميعها بيئة خصبة لانتشار التطرف وما يمثل من تهديد للأسس والقيم المجتمعية".

واستكمل: "اسمحوا لي أن أعرب عن سعادتي والوفد المصري بزيارة دولتكم ونشكركم على حسن الاستقبال والأجواء الايجابية التي تسود الزيارة وأتطلع لأن يكون مستقبل المباحثات يحقق الاهتمام وتوافق الرؤى التي حظيت بها المباحثات سواء على الصعيد الثنائي أو الإقليمي"، مضيفًا: "لاشك أننا من خلال المشاورات سنحقق فهمًا ووعيًا أكبر لمواقف البلدين ووجهات نظر البلدين تجاه حل كافة القضايا وإعطاء دفعة قوية للعلاقات المصرية البريطانية بما لمسناه منذ وصولنا وإرادة سياسية واضحة لتطوير وتعزيز العلاقات ويحدوني الأمل في أن يساعدنا اللقاء في تحقيق تطلعات الشعبين".

وردا على سؤال لماذا لم تقرر أي دولة أخرى إيقاف رحلات الطيران، ولماذا كانت المخابرات البريطانية متأخرة بينما لم يكن لدى الاستخبارات الروسية أي معلومات، وحول ما إذا كان الرئيس السيسي غير سعيد بالإجراءات البريطانية التي لم يتطلع عليها وخصوصًا أن بريطانيا تقول إنها لا تثق في الإجراءات الأمنية في شرم الشيخ، قال الرئيس السيسي: "اسمحوا لي بالإجابة عن هذا السؤال لأطمأن المتابعين لهذا المؤتمر منذ عشرة شهور، طلب أصدقاؤنا في بريطانيا الاطمئنان على إجراءات التأمين في مطار شرم الشيخ وهذا كان أمرا طبيعيا، فنحن نقدر شواغل كل أصدقائنا للاطمئنان على أن هذه المناطق والمطارات والمقاصد السياحية آمنة ومستقرة، واستقبلنا خلال الفترة الماضية أصدقاءنا البريطانيين للاطمئنان على الإجراءات التي تتم في مطاراتنا، وليس في مطار شرم الشيخ فقط، وهذا تم حتى بعد  سقوط الطائرة الروسية".

وأردف الرئيس السيسي: "كان هناك اتصال بيني وبين رئيس الوزراء البريطاني لمزيد من الإجراءات ومزيد من التفقد وأنا تفهمت هذا، فمن حق رئيس الوزراء الاطمئنان على مواطنيه، ومن حقه أن يرسل عناصره للاطمئنان على الإجراءات المعمول بها في مطار شرم الشيخ، ونحن مستعدون للتجاوب أكثر مع أي إجراءات تطمئن كل أصدقائنا من أن الإجراءات في مطار شرم شيخ كافية وأن المطار مؤمن بشكل جيد".
وأضاف: "أنا وجدت تفهما من كاميرون وتقدير لجهود مصر ورد فعلها ، ووجدت تفهما لأهمية ألا يكون لهذا الموضوع تأثير في أسرع وقت ممكن على مستقبل عودة البريطانيين الذين نسعد بوجودهم".

ومن جانبه قال كاميرون: "أتفق تماما مع قاله الرئيس السيسي عقدنا مباحثات مهمة حول هذا الموضوع، ليس فقط حول ما تم اتخاذه في الماضي لزيادة تأمين السياح، لكن أيضا حول الخطوات التي تم اتخاذها اليوم للتأكد من أن الرعايا البريطانيين سيعودون إلى دولهم عقب انتهاء رحلتهم في شرم الشيخ".
وردا على سؤال حول أن بريطانيا الدولة الوحيدة التي اتخذت قرار تعليق رحلاتها، أجاب: "أنا دوري هو التصرف بشكل صحيح لحماية أمن وسلامة البريطانيين ونحن نضع الأمن في المقدمة، وهذا بناء على تقارير المخابرات والنصائح التي أتلقاها، وأنا لا يمكنني التأكد وكذلك الخبراء من أن الطائرة سقطت بفعل عمل إرهابي، لكن إذا قالت المخابرات ذلك فعلي التصرف بالطريقة التي تصرفت بها".

واستدرك كاميرون: "أنا أتفهم أن هناك قلقا من جانب الرعايا البريطانيين الذين مازالوا في شرم الشيخ ويريدون العودة إلى بلادهم الآن وأشعر بمشاعر من يردون التوجه لقضاء عطلاتهم هناك، وتم تأجيل عطلاتهم، وأتفهم القلق في مصر التي تريد أن تحقق صناعة سياحة قوية، وترحب مليون بريطاني يزور مصر كل عام".
وأشار إلى أنَّ "الأهم هو إعادة البريطانيين إلى بلادهم بأمان وأعتقد إنني قمت بالشيء الصحيح، وعقدت مباحثات جيدة جدا، وأننا سنتمكن من إعادة البريطانيين في وقت قريب، بسبب مستوى التعاون بين مصر وبريطانيا، وأكثر من ذلك أنا متأكد أنه مع الوقت سنتخذ إجراءات لإعادة السياحة البريطانية إلى شرم الشيخ".

وردا على سؤال حول أن الكثير من الناس في الشرق الأوسط يرون أن بريطانيا هي التي كانت وراء إنشاء تنظيم "داعش" المتطرف، بسبب التدخل العسكري في العراق وليبيا، وعبر مساعدة والدفاع عن المتطرفين، قال كاميرون: "كثيرون يقولون إن التطرف الإسلامي جاء نتيجة للإجراءات التي تمت في العراق وليبيا ولكن الحقيقة أن المشكلة أمام من يقولون ذلك أن أكبر تطرف وحدث إرهابي في التاريخ كان تفجير برجي نيويورك وكان ذلك قبل الإجراءات التي تمت في العراق وما حدث في ليبيا".

وزاد: "المشكلة أن هناك تطرفا متأسلما متناميا وهذه ليست معركة بين ثقافتين مختلفتين وإنما هي معركة داخل الإسلام نفسه؛ لأن الإسلام هو دين السلام والذي يدين به ملايين الناس ولكن هناك أقلية تحاول أن تستأثر بهذه القيم السامية وتسممها وترسل بها إلى الأفكار المتطرفة والمتشددة وتبرر بها القتل والتدمير والتخريب سواء في دول المنطقة أو دول العالم وهذا ما تفعله داعش في سورية والعراق وباقي التنظيمات الإرهابية في الدول الأخرى".
وشدد كاميرون على أنَّ "هناك فكرًا إرهابيًا متطرفًا لابد من مجابهته والوقوف أمامه وهذا ما نتحدث عنه، والقاعدة على سبيل المثال كانت موجودة قبل هذه الأحداث الأخيرة التي وقعت".

وفي ما يخص الإجراءات التي تتخذها الحكومة البريطانية تجاه جماعة "الإخوان المسلمين" في لندن قال كاميرون: "إننا نرى كل التنظيمات ونرى كل الناس ونتصرف حيالهم طبقًا لما يفعلونه داخل الإطار القانوني، إما أنهم يتبعون القانون أو يخرقون القانون وطبقًا للمراجعة التي تمت للإخوان المسلمين والتي سيتم نشرها نهاية هذا العام ستجد أن المملكة المتحدة تقوم بإجراء أكثر قوة ضد التطرف عمومًا حتى ضد هؤلاء المتطرف الذين لا يمارسون العنف ولكن يحرضون عليه ويحاولون جذب الآخرين على ممارسة هذا العنف".