عمان - إيمان أبو قاعود
فتحت الأجهزة الأمنية الأردنية تحقيقًا في الصورة التي تسربت، الجمعة، لمطلوب في معان جنوب العاصمة الأردنية عمان تظهر عليه أثار الضرب أثناء إلقاء القبض عليه، فيما يشمل التحقيق كيفية تسرب الصورة إلى مواقع التواصل الاجتماعي، وكيفية تعرض المطلوب للضرب.
وأكّد منسق الحكومة الأردنية لحقوق الإنسان باسل الطراونة خلال اجتماعه في لجنة الحريات وحقوق الإنسان في مجلس النواب، الأحد، "أن الاعتداء الذي تعرض له المواطن جاء بسبب مقاومته للاجهزة الامنية، واطلاق النار عليهم اثناء مداهمتم منزله، وتم ضبط مسدسه" لافتا الى ان "التعامل مع الحادثة وفق المادة (9) من قانون الامن العام".
ونصّت هذه المادة على أن "لأفراد الامن العام اللجوء الى استعمال القوة بالقدر اللازم لأداء واجباتهم، بشرط ان يكون استعمالها هو الوسيلة الوحيدة لذلك".
وأكّد الطراونة "ان مديرية الامن العام قامت بتشكيل لجنة تحقيق منذ بداية الحادثة، ولجنة خاصة للتحقيق بموضوع تسريب الصورة من قبل فريق متخصص من الامن العام"، وأشارت معلومات الى أن المعتقل صدر في حقه "88" حكمًا قضائيًا.
وأظهرت الصورة أحد المطلوبين، وتبدو عليه أثار الضرب والدماء تنزف من وجهه، وقد مزقت ثيابه، ما أثار حفيظة اهالي معان.
وأوضح مصدر أمني لـ "العرب اليوم" في وقت سابق أن المطلوب قد تهجم على الشرطة أثناء إلقاء القبض عليه، وأطلق النار في اتجاههم، حيث تم سحب المسدس منه، ولكمه على وجهه, مما أدى إلى إصابته بنزيف استدعى نقله الى المستشفى.
وشَهِدت مواقع التواصل الاجتماعي تنديدًا واسعًا للتشهير بالمعتقلين والاعتداء عليهم، متسائلين عن هوية من قام بنشر الصور، ومطالبين بمحاسبته ومعرفة هدفه من القيام بالتصوير.
من جهته، أكّد رئيس بلدية معان ماجد الشراري في تعليقه على هذه الحادثة "نحن مع إلقاء القبض على المطلوبين بعيدًا عن اراقة الدماء، واعتبرنا ان هذا انجاز للاجهزة الامنية وجدية للقيام بواجبها بمهنية من دون تعريض اي شخص بريء للخطر"، وفق قوله.
وأوضح الشراري "وللأسف الشديد بعد ساعات عدة من القاء القبض على المطلوب تفاجأنا بتسريب صورة للمعتقل انس صلاح من داخل مديرية الشرطة استفزت اهالي معان، واعتبروها اساءة لابناء المدينة، ورسالة الى المطلوبين بعدم تسليم انفسهم".
وأشار إلى ان هناك ما يزيد الشك عند ابناء معان بان هناك اصرارا من الحكومة على اثارة الفتنة في الوطن من خلال الشارع المعاني، مؤكدا "ان الحكومة لا تزال مصرة على اغلاق باب الحوار وسط تساؤل ابناء معان هل هذه التصرفات تخدم الوطن وقيادته؟"، حسب وصفه.
من جانبها، ندّدت لجنة متابعة احداث معان باستمرار النهج الامني المستفز من خلال نشر مثل هذه الصور في وقت طالبت فيه بوقف الانتهاكات، والتي من شأنها مفاقمة أزمة معان، وإظهار عدم سعي الجهات الرسمية لإيجاد حلول حقيقية.
أرسل تعليقك