تضرب عاصفة قوية منطقة الشرق الأوسط، دفعت السلطات في العديد من دول المنطقة إلى اتخاذ إجراءات وقائية، بينها إغلاق المدارس، وتعطيل مؤسسات حكومية، والطلب من المواطنين البقاء في منازلهم، أو تجنب الطرقات الجبلية كما هو الحال في لبنان، حيث سميت العاصفة باسم "زينة"، فيما عرفت في أماكن أخرى باسم "هدى".
وتوفي رجل وطفل سوريين، جنوب شرقي لبنان، في العاصفة الثلجية "هدى"، التي تضرب المنطقة، وتسببت، الأربعاء، بمحاصرة خيم للاجئين السوريين في مناطق لبنانية عدة.
وأعلنت لبنان عن وفاة الراعي السوري عمار كمال (35 عامًا)، في منطقة الرشاحة في شبعا، جراء العاصفة، كما توفي طفل سوري كان في طريقه مع والده وشقيقه عبر الطريق الجردية إلى شبعا.
وأكّد مصدر أمني لبنانيّ أنَّ "الرجل والطفل لاجئان يعيشان في لبنان، وغالبًا ما يجتازان، مع آخرين، الحدود إلى سورية، في منطقة جبل الشيخ، حيث تدنت الحرارة إلى سبع درجات مئوية تحت الصفر، ويعودون إلى لبنان عبرها".
وغطت الثلوج نحو أربعين خيمة في مجدليون، قرب مدينة بعلبك، في مخيم يقع ضمن منطقة تسببت العاصفة بقطع المواصلات عنها، فضلاً عن أنَّ مياه الأمطار والسيول دخلت خيام النازحين السوريين، في بلدتي الشيخ عباس والسماقية، في عكار شمال لبنان، وأتت المياه على محتويات الخيم، وقد عانى النازحون طوال الليل من البرد القارس.
وفي عمان، قررت الحكومة الأردنية، الأربعاء، استمرار تعطيل المدارس والجامعات والدوائر الرسمية الخميس، لليوم الثاني على التوالي، بسبب اشتداد العاصفة الثلجية، فيما قرر محافظ البنك المركزي زياد فريز "تعطيل أعمال البنك المركزي والبنوك العاملة في المملكة ليوم الخميس، وذلك نظرًا للظروف الجوية السائدة في المملكة"، كما أدى تساقط الثلوج الكثيف في وسط وشمال وجنوب الأردن إلى إغلاق العديد من الطرق.
وبدأت "يونيسيف"، بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي في الأردن، تقديم مساعدات لحوالي 41 ألف طفل سوري لاجئ في مخيمي الزعتري والأزرق، عبارة عن مبلغ 14 دينار أردني (16,6 يورو) لكل طفل، لشراء ثياب للشتاء.
وفي العراق، وجه الصليب الأحمر نداء عاجلاً لمساعدة نصف مليون عراقي، نزحوا داخل بلادهم، يفتقدون إلى كل شيء، وذلك بهدف تقديم الطعام والمأوى.
وأغلقت مئات المدارس الأربعاء في الضفة الغربية المحتلة، بسبب الأحوال الجوية السيئة، بينما أعلنت شرطة الاحتلال الإسرائيلية إغلاق طريقين رئيسيين يؤديان إلى القدس.
وفي المساء كانت مدينة القدس مغطاة بالثلوج، ومعزولة تقريبًا، واتخذ قرار إغلاق الطرق في القدس، حتى لا يعلق مئات من سائقي السيارات عليها لساعات، كما حدث في كانون الأول/ديسمبر 2013، مع بدء تساقط الثلوج.
وفي الضفة الغربية، خلت شوارع رام الله، التي تقع على ارتفاع 872 مترًا من المارة، كما تسلم الفلسطينيون، مطلع الأسبوع، خمس جرافات من الأردن، وفتحت خطوط هاتفية للطوارىء.
وخلت كذلك شوارع قطاع غزة من المارة، وقد بقي سكان القطاع في بيوتهم للتدفئة، بسبب الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي، كما أغلقت المحلات التجارية بينما لم تغادر سفن صيد السمك المرفأ.
وفي سورية أيضًا أغلقت المدارس أبوابها، ولم يتمكن العديد من الموظفين الحكوميين من بلوغ مراكز عملهم في دمشق.
وعمدت السلطات المصرية من جهتها إلى إغلاق سبعة مرافئ في مدينة الإسكندرية وعلى سواحل البحر الأحمر، بسبب عاصفة رملية.
أرسل تعليقك