بغداد- نجلاء الطائي
قررت السلطات العراقية مراقبة التدريبات العسكرية التي تجريها المملكة العربية السعودية باسم مناورات "رعد الشمال" مع عدد من الدول المختلفة، وأرسلت أعدادًا كبيرة من القوات المسلحة إلى الحدود مع المملكة؛ بينما أعلنت الخارجية البرلمانية العراقية عدم تأكدها من وجود حشود سعودية قرب الحدود بين البلدين.
وحذر عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي، ممثل كتلة "ائتلاف دولة القانون"، عدنان الأسدي، الرياض من الرد على أي اختراق للأجواء العراقية من قِبل الطائرات السعودية؛ مضيفًا "بالتنسيق مع الجهات الأمنية تم إرسال قوة عسكرية كبيرة لمراقبة تلك التحركات قرب الحدود العراقية– السعودية".
وتأتي هذه التحركات بالتزامن مع تصريحات مسؤولين سعوديين بشأن إرسال قوات عربية إلى سورية لمحاربة تنظيم "داعش"، وتسريبات إعلامية تتحدث عن إرسال قوات أخرى إلى بعض مناطق العراق، بالتنسيق مع التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية.
وأعلنت لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب، الأحد، عدم تلقيها معلومات مؤكدة عن وجود القوات السعودية على الحدود العراقية المشتركة، مشيرة إلى أن العراق لن يسمح بدخول أيّة قوات أجنبية أو عربية عبر أراضيه، وأن دخول قوات برية سعودية أو تركية إلى سورية هو بداية لحرب عالمية جديدة.
وذكر عضو اللجنة عباس البياتي، للصحافيين، أن "اللجنة لم تتأكد من وجود حشود سعودية على الحدود العراقية، وأن القوات إذا وجدت فقد يكون هدفها حماية أراضيها لأن الجانب السعودي ليس في حساباته الدخول في معركة ثانية برية في وقت لم تغلق الملف اليمني حتى الآن.
وأضاف البياتي أن القوات المسلحة والحشد والعشائر تراقب عن كثب أي تحرك عبر الحدود وستحمي سيادة البلد واستقلاله، وأن العراق لن يسمح بمرور أيّة قوات عبر أراضيه للذهاب إلى الأراضي السورية سواءً كانت قوات برية أو جوية وباستطاعة هذه القوات الذهاب عبر الأردن أو تركيا.
وتابع عضو لجنة العلاقات الخارجية أن دخول أيّة قوات برية سعودية أو تركية إلى الأراضي السورية يقود لحرب عالمية جديدة، مؤكدًا أن الجانب الروسي لن يصمت فهو موجود على الأرض السورية منذ مدة ويقاتل.
وكشف محافظ المثنى، فالح عبدالحسن الزيادي، الخميس الماضي، رصد تحركات عسكرية سعودية وصفها بـ"غير طبيعية" على الحدود بين البلدين، مؤكدًا أن هذا الأسبوع سيشهد تشكيل مقر عسكري في البادية لدراسة نوايا تلك القوات، بينما أشار إلى أن الأجهزة الاستخبارية كثفت وجودها ونشرت أعدادًا إضافية من نقاط الرصد والمراقبة؛ لمنع تسلل أيّة جماعات مسلحة عبر الحدود مع السعودية.
وتنطلق مناورات "رعد الشمال" في منطقة حفر الباطن السعودية القريبة من الحدود العراقية، بمشاركة قوات درع الجزيرة وقوات من الأردن، وباكستان، وتشاد، والإمارات، والبحرين، والسنغال، والسودان، والكويت، والمالديف، وتونس، وجزر القمر، وجيبوتي، وعمان، وقطر، وماليزيا، ومصر، وموريتانيا، وغيرها بهدف التدريب على مواجهة التطرف.
أرسل تعليقك