بغداد-نجلاء الطائي
كشفت صحيفة بريطانية أن الولايات المتحدة الأميركية أرسلت حوالي 12 مليار دولار إلى العراق، وتركتهم يتعاملون معها دون معرفة الجهات التي ستحصل عليها، وكيف ستنفقها، وعلى ماذا.
وذكرت صحيفة الغارديان، في تقرير على موقعها الإلكتروني، أن هذا المبلغ كان أكبر المبالغ التي المحولة من أميركا إلى بلد آخر في تاريخ مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي.
وأوضحت أنه في العام الذي تلا الغزو الأميركي للعراق عام 2003، أُرسلت حوالي 281 مليون ملاحظة بلغ وزنها حوالي 363 طنًا من نيويورك إلى بغداد، من أجل صرفها على الوزراء العراقيين، والمتعاقدين الأميركيين، وتم استخدام طائرات "C-130" في توصيلها مرة أو مرتين في الشهر.
وأضافت الصحيفة أنَّ المذكرة التي أعدت لاجتماع مجلس النواب ذكرت أن الشحنات التي وصلت إلى العراق هدفت إلى إعادة إعمار العراق، وعلق رئيس اللجنة الفرعية للمراقبة والإصلاح الحكومي التابعة لمجلس النواب الأميركيهنري واكسمان، على إرسال ذلك المبلغ قائلا: "عملية توصيل النقود كانت مرعبة، وغير منطقية، فمن يرسل هذا الكم من النقود لمنطقة حرب؟".
وجاء في مذكرة تفصيلية أن المال الذي حصل عليه العراق جاء من مبيعات النفط العراقي، ونقلا عن مسؤول في معهد المحاسبين القانونيين المعتمدين، فإن السجلات توضح تلقي أحد المتعاقدين 2 مليون دولار في جوالات.
كما أشارت المذكرة إلى خسارة مبالغ طائلة من الأموال المرسلة في الفساد، وحصل عليها آلاف الموظفين الذين تلقوا شيكات من الوزارات العراقية تحت سيطرة سلطة الائتلاف المؤقتة، ويتوقع مسؤولون أميركيون أن بعض المبالغ استخدمت في دعم المجرمين والمتمردين المحاربين للولايات المتحدة.
ووفقا للمفتش العام الخاص لإعادة إعمار العراق ستيوارت بوين، فإن حوالي 8.8 مليار دولار من المبلغ صُرفت دون أي ضمانات لاستخدامها بطريقة صحيحة، ولكن بعد نشر المذكرة، يعتقد أن المبلغ يزداد ليصل لحوالي 20 مليار دولار، حصلت عليها السلطة العراقية المؤقتة وبددتها بلا فائدة.
ولفتت الصحيفة إلى اعتقاد المسؤولين الأميركيين وأعضاء اللجنة أن مسؤولين كبار في وقت الحرب لم يبالوا بالمليارات المرسلة إلى العراق، وفيم تستخدم وعلى ماذا، لأنها لم تكن من أموال دافعي الضرائب في أميركا.
أرسل تعليقك