طرابلس - فاطمة السعداوي
فرضت القوات المسلحة الليبية سيطرتها على مصنع الأسمنت ومحيطه في مدينة بنغازي، والذي يعد آخر معاقل الجماعات المتطرفة في المدينة، بعد معارك عنيفة مع الجماعات المتطرفة، كما شنّت قوات الجيش التابعة لغرفة العمليات العسكرية في أجدابيا، هجومًا على مجموعة من عناصر تنظيم داعش المتمركزة في منطقة بئر امشركة، جنوب شرق المدينة، ما أسفر عن مقتل 9 مسلحين واعتقال عدد من المصابين.
وتجرى عمليات التمشيط وإزالة الألغام ومخلفات الحرب من قبل الهندسة العسكرية، ليكتمل طوق الحصار على المتطرفيين في منطقة "القوارشة".
وقتل 11 جنديًا ليبيًا, وأُصيب 52 آخرين خلال الاشتباكات مع قوات مجلس شورى ثوار بنغازي، وأنصار الشريعة وتنظيم "داعش" بمحاور القتال المختلفة في بنغازي في ليبيا خلال الأسبوع الماضي.
وكشفت مسؤول الإعلام في مستشفى الجلاء للجراحة فادية البرغثي، في تصريح مساء السبت، أن المستشفى إستقبل جثامين 11 جنديًا من قوات الجيش و52 جريحًا خلال الأسبوع الماضي جراء الاشتباكات في محاور القتال في بنغازي، وأن الجثامين عرضت على الطب الشرعي الذى صرح بدفنها، لافتةً إلى أن الجرحى إصاباتهم بين الخفيفة والمتوسطة والحرجة, و قدمت لهم الإسعافات الأولية وهناك حالتان تحت الرعاية الطبية في المستشفى.
وأشارت إلى أن غالبية ضحايا الاشتباكات الذين استقبلهم المستشفى خلال الأسبوع قضوا بسبب الألغام الأرضية والعبوات الناسفة. واندلعت إشتباكات عنيفة بين الجيش الليبي وعناصر تنظيم داعش، والتشكيلات المسلحة الموالية له، السبت، في محيط إدارة التسويق في مصنع الأسمنت، آخر معاقل داعش في منطقة الهوارى في مدينة بنغازي في ليبيا.
وأعلن قائد التحريات في القوات الخاصة "الصاعقة" رئيس عرفاء فضل الحاسي، عن تدمير آليات تابعة إلى تنظيم "داعش"، مؤكدًا أن الجيش كبّد التنظيم خسائر فادحة في الأرواح، في وقت أصيب عنصران من القوات الخاصة "الصاعقة" خلال المواجهات التي وصفها الحاسي بالأعنف.
وشنّت قوات الجيش الوطني الليبي، التابعة لغرفة العمليات العسكرية في أجدابيا، هجومًا على مجموعة من عناصر تنظيم داعش المتمركزة في منطقة بئر امشركة الواقع جنوب شرق المدينة، ما أسفر عن مقتل 9 مسلحين واعتقال عدد من المصابين.
وأكد الناطق باسم غرفة العمليات العسكرية، الملازم أول أكرم بوحليقة، أنه بناءً على الأوامر الصادرة عن الغرفة قامت الكتيبة الـ152 مشاة آلية، بقيادة النقيب عبدالحكيم امعزب الزوي، مساء السبت، بالهجوم على مجموعة من عناصر داعش في بئرامشركة، وأن قوات الجيش تمكنت أثناء الاشتباك المباشر بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة من قتل تسعة عناصر وأسر عدد من الجرحى.
وذكر وزير الداخلية في الحكومة الموقتة، محمد المدني الفاخري، أن الضربات الجوية للقضاء على تنظيم داعش غير مجدية، والحديث حول محاربة التطرف أكاذيب، وأضاف وفقًا لقناة "ليبيا"، مساء السبت، أن دول غربية تدعم التنظيم في ليبيا باستمرار حظر التسلح على الجيش الوطني، وأن من يريد احتلال ليبيا فليعن رسميًا، بحسب قوله.
واستطرد الوزير بقوله: هناك دول غربية تتحدث عن التطرف والتدخل الأجنبي وهي تمنع السلاح واللباس عن جيشنا الذي يقاتل التطرف، الجيش الليبي والشعب تمكنوا من دحره بالإلتفاف حول قيادته العامة، وأيام الإرهاب في ليبيا أصبحت معدودة، التطرف ظاهرة يعاني منها العالم بأسره وليست ليبيا فقط، ووزراء الداخلية العرب في اجتماعهم تحدثوا عن التطرف بشكل عام، وفي زيارتي الأخيرة إلى مدينة بنغازي تجولنا في المناطق التي تم تحريرها وقمنا بالإجراءات اللازمة لتأمين تلك المناطق.
وكشف وزير الخارجية في حكومة طرابلس, علي أبو زعكوك ، أن حكومته لا تقبل مطلقا أي تدخل عسكري في ليبيا وتحت أي حجة أو ذريعة .وأكد أبو زعكوك ، في تصريحات متلفزة السبت أنه لم يصرّح إلى وسائل إعلام إيطالية بخصوص دور إيطالي في قيادة عمليات القوات الدولية ضد من ينسبون أنفسهم لما يسمى "داعش" في ليبيا. وأضاف وزير الخارجية أنه لم يدعوا إيطاليا إلى قيادة تلك العمليات ، قائلًا "نحن قادرون على محاربة تلك المجموعات وإذا أرادوا مساعدتنا فعليهم التنسيق معنا مسبقًا ونحن لا نريد أي قوات أجنبية على أرضنا".
وأكد رئيس وزراء إيطاليا ماثيو رينزي، أن بلاده لن تندفع إلى تقديم خطط عسكرية بشأن ليبيا، رافضًا ما تردد من تكهنات عقب مقتل إثنين من الرهائن الإيطاليين مؤخرًا في صبراتة، فيما أعلن وزير الصحة الليبي في الحكومة المؤقتة أن الوضع الصحي في بلاده "مأساوي"، مطالبًا المجتمع الدولي بالإفراج عن أموال بلاده المجمدة في الخارج لتوفير الدواء لليبيين، وكتب رينزي يقول: "إن وسائل الإعلام سارعت بالتكهن بسيناريوهات عن حرب إيطالية في ليبيا وهو أمر بعيد عن الواقع، وفى الحقيقة، فإن الوضع في ليبيا يتسم دائماً بالتعقيد"، وأضاف أن الفصائل المتناحرة في ليبيا تحتاج في البداية إلى الإتفاق على حكومة وحدة وطنية بواسطة الأمم المتحدة، والتي يتعين عليها بعد ذلك طلب المساعدة الدولية لمحاربة تنظيم "داعش", المتطرف وعندئذ، فقط، وبعد إجراء تصويت برلماني، يمكن أن تتدخل روما. وحذر رئيس وزراء إيطاليا قائلاً: "إن هذا الوقت ليس وقت المقامرات، بل هو وقت يتطلب التدبر والحكم على الأمور بصورة صائبة"
أرسل تعليقك