لليوم الخامس على التوالي، تواصل القوات المشتركة العراقية معاركها مع متطرفي "داعش" لتطهير مدينة الرمادي (غربي العاصمة العراقية) من سيطرتهم .
مصادر عسكرية واخرى امنية تؤكد ان الرمادي تعد محررة كونها تعتبر بالمصطلح العسكري "ساقطة" لان المجمع الحكومي هو بمرمى النيران للقوات العراقية، الا ان ما يعيق تقدم القوات هو العبوات الناسفة التي زرعها التنظيم المتطرف على اطراف المنطقة.
وبتحرير مدينة الرمادي فإنها ستكون ثالث ضربة يتلقاها التنظيم هذا العام بعد استعادة السيطرة على تكريت من قبل القوات الأمنية ومقاتلي الحشد، وتحرير قضاء سنجار على ايدي قوات البيشمركة الكردية، فيما قال رئيس الوزراء حيدر العبادي، ان المعركة المقبلة هي "تحرير مدينة الموصل من سيطرة التنظيم المتطرف.
واكد الخبير الأمني هاشم الهاشمي السبت، ان القوات الخاصة العراقية والمتمثلة بجهاز مكافحة (الإرهاب) اقتحمت ثلاثة سواتر لتنظيم داعش في منطقة الحوز التي تضم المجمع الحكومي وسط مدينة الرمادي العاصمة المحلية لمحافظة الانبار.
وكتب الهاشمي على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أن قوة من الجهاز تمكنت من اقتحام ٣ سواتر لـ"داعش" من أصل ٧ في منطقة الحوز.
وأضاف ان تلك القوة صدمت داعش من الجهة الجنوبية والجنوبية الغربية والجهة الغربية، مشيراً الى انه "تدور معارك عنيفة الآن هناك، وداعش يترك خلفه ٢٠ عجلة مختلفة الاستعمالات".
واضاف الهاشمي ان "سلاح الجو العراقي عالج كتيبة القناصين، كاشفا ان "القوات المشتركة انقذت ٧٠ عائلة من المحاصرين في مناطق داعش ليصبح مجموع العوائل الناجية ١٦٠ عائلة خلال خمسة إيام".
واكد قائد محلي ان "داعش يعيش أسوأ لحظاته، بعد خسارته لطرق الامدادات في الثرثار والرمادي باتجاه بلدات هيت والقائم".
وأضاف الشيخ فيصل العسافي، رئيس مجلس العشائر المنتفضة ضد داعش، للصحفيين، ان "قطع ذلك الخط جعل المسلحين محاصرين في الرمادي. وهم الآن "منهارون فلم تعد تصلهم حتى المخدرات القادمة من سوريا".
ويرى العسافي ان "قطع المعابر المهمة مع سوريا، طريقة ناجحة للقضاء على داعش بشكل كامل في الانبار"، وينصح القوات الامنية بالتوجه الى هيت، الواقعة على بعد 70كم عن الرمادي، وعزلها عن باقي البلدات لتصبح الفلوجة محاصرة بالكامل.
ويلفت رئيس مجلس العشائر المنتفضة الى ان "مدينة هيت تعتبر مركز ثقل لمسلحي داعش، وفيها كثافة سكانية عالية"، مؤكدا انها "تشبه الفلوجة الى حد كبير نسبة لحجم المدنيين المتواجدين فيها"، معتبرا ان تحرير الفلوجة وهيت بعد الرمادي "من المهام الصعبة".
ويتابع العسافي ان "مدن القائم والرطبة وكبيسة، تعتبر مدنا منبسطة لذا فطيران التحالف جعل المسلحين يلزمون البيوت"، مشيرا الى ان "أهالي هذه المدن غاضبون جدا على التنظيم وبالامكان الحصول على مساعدتهم لاستعادة تلك المناطق".
في غضون ذلك يؤكد عذال الفهداوي، عضو مجلس محافظة الانبار، بان "الحكومة المحلية تعد لمرحلة ما بعد داعش منذ فترة ليست بالقصيرة".
وأضاف الفهداوي، ان "الشرطة المحلية وحشد عشائر الانبار سيكلفون ببتنظيم الوضع على الارض بعد الخلاص من المسلحين"، مشيرا الى ان "الشرطة تحولت من أفراد يعملون في مراكز الشرطة الى افواج طوارئ".
وكان مدير شرطة الانبار هادي زريج قد بدأ قبل أشهر تحويل الشرطة لمجاميع مقاتلة. لكن الفهداوي يقول "في الرمادي كان هناك 9 آلاف شرطي، وبعد السقوط في أيار الماضي لم يبق غير 4 آلاف".
ويتوقع المسؤول المحلي انه بعد تحرير الرمادي، ستبدأ القوات بتحرير مدن اخرى، والتي يفضل المجلس ان تكون الفلوجة، وهو امر سيتطلب سحب عدد من افراد العشائر وربما الشرطة كذلك.
ويطالب الفهداوي الحكومة "بنشر طوق عسكري لحماية المدينة من السقوط مرة أخرى بيد داعش".
ميدانيا، يقول دلف الكبيسي، المستشار العسكري في محافظة الانبار، ان "داعش يحتل احياء العزيزية، الثيلة، القطانية، والجمعية، قرب المجمع الحكومي، ويحتجز عددا كبيرا من السكان هناك".
وأوضح الكبيسي، ان "تلك المناطق وهي عدة شوارع كانت الاولى التي سقطت بيد المسلحين، وانطلق التنظيم منها الى شرق الرمادي، كما تضم معامل التفخيخ وتجهيز الانتحاريين".
ويشير قائمقام الرمادي السابق الى ان "داعش أحاط نفسه في تلك المناطق بكم كبير من الالغام والمفخخات"، مؤكدا ان "الاميركان يساعدون في التخلص من تلك العبوات، وينزل المارينز الى الارض ويقومون باعطاء معلومات دقيقة الى الطائرات لاستهدافها، لكنهم لا يبقون في المكان اكثر من ساعة واحدة".
وإستخدم "داعش" في تلك المناطق القريبة من الدوائر البلدية العجلات الحوضية والشفلات في عمليات التفخيخ ومهاجمة القوات العراقية.
أرسل تعليقك