يعاني الاف المدنيين المحاصرين في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين ، ظروفاً انسانية بائسة، حيث يشتد الصراع منذ عدة أيام بين مقاتلي تنظيم "داعش" ومتطرفين آخرين بحسب ما حذرت الأمم المتحدة. وفي نهاية الإسبوع، ذكرت وكالة الأونروا UNRWA التابعة للأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين بأن ما يقرب من 10,000 من سكان مخيم "اليرموك" Yarmouk جنوب العاصمة السورية قد نفذ منهم الغذاء والماء لأكثر من إسبوع.
فالمدنيون في "اليرموك" يواجهون خطر المجاعة والجفاف، إلى جانب المخاطر المتزايدة من التعرض لإصابات خطيرة أوالوفاة جراء النزاع المسلح، وفق ما قال المتحدث باسم الأونروا كريستوفرغانيس، الذي أشار إلى أن هؤلاء الأشخاص محاصرون في منازلهم ويختبئون لتجنب الإصابة بالرصاص أو الشظايـا.
وكان المخيم في يومٍ من الأيام موطناً لنحو 150,000 شخص، وقد حل به الدمار بسبب القتال الدائر ما بين تنظيم "داعش" وجبهة "النصرة" جناح تنظيم القاعدة في سورية ، في حين تقوم القوات الحكومية بالقصف بشكل منتظم من الخارج. وأضاف غانيس بأنه ومهما كانت إمدادات الغذاء والماء، فقد أصبح هؤلاء المدنيون منهكين منذ فترة طويلة. فيما كشفت الأونروا عن إستعداد البعثات الإنسانية لإيصال المساعدات إلى مخيم اليرموك حينما يسمح الوضع بذلك.
ومن المقرر بأن تكون محنة المدنيين في سورية على جدول الأعمال مرةً أخرى خلال إستئناف المحادثات اليوم الاثنين في جنيف بين مبعوث الأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا، وممثلي حكومة الرئيس السوري بشار الأسد، إضافةً إلى المتمردين الذين يقاتلون من أجل الإطاحة به. ومع بداية الجولة الثانية في نهاية الأسبوع الماضي، لم تكن هناك أية إشارة على تضييق الفجوة بين الجانبين السوريين، والذين لم يتم لقاؤهم بعد وجهاً لوجه.
ولا يزال يتم منع وصول شحنات المساعدات إلى المناطق المحاصرة للمعارضة من قبل الحكومة السورية، بحسب ما قالت الأمم المتحدة، وسط أدلة متزايدة على أن السلطات في دمشق تمتنع عن مناقشة عملية الإنتقال السياسي التي أطلق عليها دي ميستورا " أم جميع القضايا "، حيث وصف النظام السوري مستقبل الأسد بأنه " خط أحمر ".
وإلتقى رئيس اللجنة العليا للمفاوضات المعارضة (HNC) رياض حجاب يوم الاحد مع دبلوماسيين من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، والمملكة العربية السعودية وقطر وتركيا من أجل التخطيط للمرحلة المقبلة من المحادثات. كما سعى مرةً أخرى كبير المفاوضين في الحكومة السورية بشار الجعفري يوم الجمعة الماضية إلى الإبتعاد عن مناقشة دي ميستورا التي تناولت إنتقال السلطة وطرح خطة من 12 نقطة صادرة عن الأمم المتحدة في اذار/ مارس.
ويرى سالم المسلط الناطق الرسمي باسم الهيئة العليا للمفاوضات بأن دي ميستورا تقع عليه مسؤولية التأكد من إلتزام جميع الأطراف بما يتم طرحه علي جدول الأعمال، مشيراً إلى أنه في حال لم يرغب النظام السوري في مناقشة وجود حكومة إنتقالية، فإنهم إذاً يهدرون الوقت.
وألمح الإئتلاف الوطني السوري، وهي جماعة أخرى معارضة، بالإنسحاب من محادثات جنيف، قائلاً بأن المبعوث الخاص للأمم المتحدة لا يزال يفتقر إلى الإلتزام بالمهمة الموكلة إليه من قبل الأمم المتحدة. كما أشار إلى أن نظام الأسد ينبغي أن لا يستمر في ظل الجرائم التي إرتكبها.
ويعتقد المحللون بأن رفض الحكومة السورية القاطع لتقديم أية تنازلات يمكن أن يكون إختبار ما إذا كان يمكن إفساد هذه المحادثات عبر تصعيد وتيرة العنف، وهي الإستراتيجية التي قد تنجح إذا لم تكن هناك استجابة دولية عقابية.
وحذرت "جماعة متمردة إسلامية قوية" يوم السبت، من أن مباحثات جنيف لا تراعي الوضع العسكري المتدهورعلى الأرض، والذي يهدد إستمرار سريان إتفاق هدنة وقف إطلاق النار غير المكتملة بوساطة الولايات المتحدة وروسيا، والتي إستمرت لمدة ستة أسابيع. كما ذكرت أحرار الشام Ahrar al-Sham أيضا وجود " فجوة " ما بين الهيئة العليا للمفوضات HNC و" الشارع الثوري بكل ما فيه من الجيش وعناصر مدنية "، واصفةً أداءها بالضعيف والمتعثر، بينما تقوم روسيا وايران بتقديم المساعدة للحكومة من أجل تحقيق مكاسب على الارض.
أرسل تعليقك