فاجأ المتطرف الجزائري مختار بلمختار، العالم بهجوم دموي على فندق في باماكو عاصمة مالي الجمعة، واحتجاز عشرات الأجانب رهائن، ما استدعى تدخلًا مباشرًا من باريس وواشنطن اللتين أرسلتا عناصر لمؤازرة القوات الخاصة المالية في تحرير الرهائن.
ونشرت جماعة "المرابطون" بقيادة بلمختار والمتمركزة في شمال مالي وغالبية عناصرها من الطوارق والعرب، تغريدة على موقع "تويتر" تبنت فيها مسؤولية الهجوم على فندق "راديسون بلو" في باماكو، مشيرة إلى أنها تحتجز رهائن داخل الفندق الذي يرتاده الأجانب.
وأفادت وكالة "الأخبار" الموريتانية، بأنها تلقت اتصالًا يؤكد تبني "المرابطون" وتنظيم "القاعدة" في بلاد المغرب الناشطين في منطقة الصحراء الكبرى، العملية التي جرت بالتعاون بينهما، مطالبين بوقف ما وصفاه بـ "الاعتداء على سكان الشمال المالي، وإطلاق سراح معتقلين في السجون المالية جنوب البلاد ووسطها".
ورأى مراقبون أن تبني "المرابطون" و"القاعدة" عملية باماكو، بمثابة إثبات للوجود في مواجهة تنظيم "داعش" الذي توعد بتصفية بلمختار وأنصاره بعد رفضهم مبايعة التنظيم.
وأشاروا إلى أن تحالف بلمختار مع الفرع المغاربي لـ "القاعدة"، يشكل تحديًا للفرنسيين الذين يقودون عملية مكافحة التطرف في المنطقة، لكنه تطور يقلق "داعش" أيضًا، باعتبار أنه مؤشر إلى تعزيز نفوذ بلمختار في مناطق الجنوب الليبي والشمال المالي، المتاخمة للحدود مع الجزائر.
واقتحم مسلحون قدر عددهم بعشرة، فندق "راديسون بلو" في باماكو، حيث احتجزوا 170 رهينة معظمهم من النزلاء الأجانب، وداهمت قوات خاصة مالية الفندق وحررت المحتجزين، وبينهم أفراد طاقمين للخطوط الجوية الفرنسية والتركية، إضافة إلى أميركيين وأجانب من جنسيات أخرى.
وأعلنت وزارة الدفاع الفرنسية التي تنشر حوالي 250 من عناصرها في إطار عملية لمكافحة التطرف في مالي، إرسال حوالي 50 من ضباط النخبة من وأغادوغو لمؤازرة القوات الموجودة على الأرض.
ولفتت الوزارة في بيان لاحق، إلى أن قواتها دخلت الفندق، فيما أفادت تقارير بأن تبادلًا لإطلاق النار جرى داخل الفندق بين المسلحين والقوتين الفرنسية والمالية.
وأكدت وزارة الأمن المحلي في مالي خلال بيان لاحق، تحرير كل الرهائن ومقتل اثنين من المتطرفين، وفي وقت لم تتوافر حصيلة دقيقة لضحايا الهجوم نقلت وكالة "فرانس برس" عن مصدر أمني في باماكو العثور على 18 جثة داخل الفندق بعد دخول القوات الخاصة إليه، وأشارت الأمم المتحدة إلى سقوط 27 ولم تتسن على الفور من معرفة هويات الضحايا وما إذا كان بينهم متطرفون.
وفي واشنطن، أوضحت ناطقة باسم وزارة الدفاع "البنتاغون"، أن القوات الخاصة الأميركية شاركت في إنقاذ رهائن من الفندق، مشيرة إلى تحرير ستة أميركيين كانوا بين المحتجزين، في العملية التي تأتي بعد أسبوع من اعتداءات باريس الدامية.
وأضافت الناطقة باسم "البنتاغون" الكولونيل ميشيل بالدانزا، أن عناصر قيادة العمليات الخاصة غرب أفريقيا، يساعدون حاليًا في الجهود في فندق "راديسون بلو" في باماكو.
وبيّنت أن القوات الأميركية ساعدت على نقل مدنيين إلى مواقع آمنة، فيما كانت القوات المالية تطهر الفندق من المسلحين، وأكد الناطق باسم قيادة القوات الأميركية في أفريقيا الكولونيل مارك تشيدل، أن ستة أميركيين كانوا بين الرهائن.
أرسل تعليقك