حققت فصائل المعارضة السورية المسلحة تقدما كبيرا على حساب القوات الحكومية في ريف حماة واللاذقية بعد ساعات قليلة على إعلانها بدء ما أسمته "معركة رد المظالم" بمشاركة 10 فصائل مسلحة في حين أكد "الجيش السوري الحر" عزمه على تحرير حي الشيخ مقصود في حلب التي انخفضت فيها حدة الاشتباكات قليلا بعد تصعيد عنيف استمر عدة ايام.
واقر مصدر ميداني من القوات الحكومية في ريف حماة الشمالي بالانسحاب من قربة خربة الناقوس بعد هجوم عنيف من المجموعات المسلحة على نقاط تمركز الجيش في القرية ومحيطها وذلك لتفادي وقوع خسائر في صفوف المقاتلين. وقالت مصادر ميدانية في ريف حماة إن مسلحي جيش الفتح نفذّوا هجومًا بسيارة مفخّخة على مركز للقوات الحكومية على أطراف قرية خربة الناقوس الحاكورة قتل خلالها جميع عناصر المقر الذين قدر عددهم بأكثر من 25 عنصرًا وسط معارك عنيفة بين الجانبين استخدم فيها سلاح المدفعية والأسلحة المتوسطة، وقوات المعارضة تحقّق تقدمًا للسيطرة على القرية .
وتحدّث مصدر عسكري سوري عن تدمير عربة مفخّخة يقودها التركستاني أبو مصعب الجزراوي قبل وصولها إلى إحدى النقاط العسكرية في محيط قرية خربة الناقوس وأن الجيش أحبط محاولة تسلّل إرهابيي جيش الفتح على نقاط عسكرية عدة في محيط القرية وكبدهم خسائر في الأفراد والعتاد.
وقالت مواقع إلكترونية محسوبة على المعارضة السورية أن مقاتلي جند الاقصى والحزب التركستاني سيطروا على قرية خربة الناقوس وتلة الدبابات في سهل الغاب وذلك تحت غطاء ناري بعد ادخال عربة بي ام بي مفخخة الى القرية وتفجيرها ما أدى إلى مقتل عدد من عناصر القوات الحكومية وتدمير عدة اليات. وسيطر جند الاقصى والحزب التركستاني على صوامع المنصورة منذ ثمانية أيام.
وفي ريف اللاذقية أعلنت عشر فصائل مسلحة بدء معركة ”ردّ المظالم” لمواجهة الانتهاكات المستمرة والمتواصلة من قبل القوات الحكومية للهدنة التي مضى على بدئها قرابة شهر ونيّف، وسط خروقات كبيرة أحصتها المعارضة بأنها فاقت الـ 200 خرق. ووقّع على البيان كل من حركة أحرار الشام الإسلامية، وجيش الإسلام، وفيلق الشام، وكتائب أنصار الشام، وحركة شام الإسلام، وجيش النصر، وجيش العزة، وجيش المجاهدين، والفرقة الشمالية، والفرقة الأولى الساحلية .
وقالت مواقع إلكترونية تابعة للمعارضة أن الفصائل "حققت تقدما سريعا بعد أن شنت حملة قصف عنيف كتمهيد أمام الاقتحاميين، وشمل الهجوم كلا" من قلعة شلف وكنسبا ونحشبا وتلة رشا والحدادة وعين القنطرة في جبل الأكراد، وسرعان ما تمكنت الفصائل من السيطرة على بلدة نحشبا وتلة الملك بين نحشبا و كنسبا في جبل الأكراد".في حين نفى مصدر في القوات الحكومية في تصريح لموقع "العرب اليوم" سيطرة المجموعات المسلحة على أي نقطة إضافية في ريف اللاذقية الشمالي مؤكدا أن القوات المرابطة في المنطقة "تمكنت بدعم من سلاح الجو الروسي والسوري من صد الهجوم ودحر المهاجمين من حيث أتوا".
وفي حلب ما يزال طريق خناصر المنفذ الوحيد إلى مدينة حلب غير سالك بسبب وقوعه في مرمى نيران تنظيم "داعش" رغم المحاولات المتكررة للقوات الحكومية ومقاتلي حزب الله السيطرة على حقل دريهم وقرية عطشانة التي يتمركز فيها مقاتلو التنظيم لاستهداف الطريق. وذكر مصدر في القوات الحكومية أن حدّة الاشتباكات في مدينة حلب انخفضت بعض الشيء ظهرالأثنين وماتزال تسمع اشتباكات متقطعة بالأسلحة الخفيفة والثقيلة في ظل تحليق مكثف للطيران السوري والروسي فوق المدينة.
وتحدثت مصادر أهلية في مدينة منبج في ريف حلب الشمالي الشرقي عن إعدام تنظيم "داعش" 11 شخصا كان اقتادهم من بلدة الراعي التي سيطر عليها التنظيم مؤخرا خلال اشتباكات مع المجموعات المسلحة والفصائل المتحالفة معه.وفي مدينة حلب قال الرائد المنشق ياسر عبد الرحيم مسؤول "غرفة عمليات فتح حلب" إن فصائل المعارضة عازمة على "تحرير حي الشيخ مقصود بالكامل من قوات سورية الديمقراطية وجيش الثوار".
وأضاف في تصريح صحافي "أن مقاتلي الجيش الحر سيحررّون الكرد قبل العرب من سلطة قوات سورية الديمقراطية"، وأنهم لن يسمحوا لوحدات الحماية الكردية بتهديد طريق الكاستيلو وقطعه"، مشيرًا إلى وجود خطط عسكرية لمنع هذا الأمر، والمفاوضات مع "الوحدات" أصبحت من الماضي، ولم تعد لها أي قيمة.
وفي الريف الشمالي استهدف تنظيم داعش قرية "ايكدة" في ريف حلب الشمالي الخاضعة لسيطرة الجيش الحر بقذائف الهاون، وقصف تنظيم داعش قرية تل أحمر الواقعة على الطرف الشرقي لنهر الفرات في ريف حلب الشمالي الشرقي الخاضعة لسيطرة "وحدات الحماية الكردية" بقذائف الهاون كما سيطر تنظيم داعش فجر الأحد، على قرية تل بطال في ريف حلب الشمالي، بعد اشتباكات مع فصائل المعارضة.
وقالت مصادر ميدانية إن عناصر التنظيم شنوا هجوما على تل بطال قرب الحدود التركية، ما أدى إلى انسحاب الفصائل منها باتجاه قرى حور كلس وإكدة وشمارين. وأضافت أن الاشتباكات أدت إلى إصابة عناصر من المعارضة بجروح، في حين لم تعرف خسائر التنظيم بسبب تكتمه الإعلامي، مؤكدا أن المدفعية التركية وطيران التحالف الدولي لم يساندا الفصائل في صدّ هجوم التنظيم.
إلى ذلك، ألقى الطيران المروحي النظامي عشرات البراميل المتفجرّة على قرى في ريف مدينة الباب الجنوبي، الخاضعة لسيطرة التنظيم، ما أدى إلى أضرار مادية في المناطق المستهدفة. وفي محافظة دير الزور شنَ تنظيم داعش هجومًا واسعًا على نقاط للقوات الحكومية في محيط قرية الجفرة في المدينة ، وذلك عبر إنغماسيين في محيط حي هرابش، كما استهدف حي الصناعة ومحيطها بخمس غارات من الطائرات الحربية السورية والروسية.
وأعلن مصدر ميداني أن الجيش السوري تمكن من تفجير نفق في حي الصناعة في دير الزور؛ ما أدى إلى تدمير شارع يستخدمه تنظيم داعش الإرهابي لعبور العربات المفخخة وأسقط طائرة استطلاع تابعة للتنظيم فوق الحي.وفي دمشق أكدت مواقع إلكترونية معارضة أن السلطات السورية أطلقت سراح معتقلَين بتهم أمنية ضمن عملية تبادل مع ميليشيا «فيلق الرحمن» في حي القابون مقابل تحرير 3 مواطنين بينهم امرأة كانوا مخطوفين منذ فترة طويلة.
وأكد مصدر امني سوري في تصريح لموقع "العرب اليوم" سقوط قذيفة هاون أطلقها "جيش الإسلام" على كلية الشرطة في أطرف حي القابون دون وقوع إصابات بين العناصر وفي محافظة درعا أخفقت فصائل تابعة للجبهة الجنوبية، التي تضم جميع فصائل الجيش السوري الحر جنوب سوريا، في تحقيق أي تقدّمٍ خلال هجومها على بلدة عين ذكر الخاضعة لسيطرة لواء شهداء اليرموك في ريف درعا الغربي، والذي بدأ قبل يومين وانتهى فجر اليوم، وذلك إثر تصدّي اللواء لهجماتها، ما أدى لسقوط قتلى وجرحى من الطرفين.
وكانت فصائل تابعة للجيش الحر أرسلت، مساء الأحد، أرتالاً عسكرية مؤلّفة من مقاتلين وسيارات محمَّلة برشاشات متوسّطة وثقيلة، تمركزت معظمها في بلدة تسيل المجاورة لعين ذكر، استعداداً لاستئناف هجومها خلال الساعات أو الأيام القليلة المقبلة على المنطقة الخاضعة لسيطرة اللواء، الذي تتهمه المعارضة بالارتباط بتنظيم داعش.
وشنّت فصائل تابعة للجيش الحرّ، أبرزها المجلس العسكري الأعلى في مدينة نوى في ريف درعا الغربي،الأحد، حملة تفتيش واعتقالات طالت عددا" من الشبّان والمقاتلين المتهمين بالارتباط بلواء شهداء اليرموك، أو على صلة بـ "خلايا نائمة" تابعة له ويُذكر أن الجيش الحر وفصائل إسلامية، أبرزها حركة أحرار الشام، سيطروا في وقتٍ سابق من هذا الشهر على بلدات تسيل وسحم وعدوان في ريف درعا الغربي، بعد مواجهات مع اللواء استمرت ثلاثة أيام
وأعلن سفير روسيا في دمشق ألكسندر كينشاك إن بلاده حليفة في هذه الحرب؛ لذلك يهمنا أن يحارب الجيش العربي السوري بفعالية، ويجب علينا مساعدته في مجال التزويد بالسلاح والذخيرة»، مشددًا بحسب موقع «روسيا اليوم» على عدم وجود أي قيود من جانب الأمم المتحدة على التعاون العسكري الفني مع سورية.وعلى صعيد تقديم الدعم العسكري للجيش السوري أكد قائد القوة البرية في الجيش الإيراني العميد أحمد رضا بوردستان "استمرار طهران في دعمها العسكري الاستشاري لسورية بقوّة."
ونقلت قناة (العالم) الإيرانية عن المسؤول العسكري الإيراني قوله إن " التنسيق القائم بين إيران وروسيا في سورية في القمة حاليا" ، موضحا أن "انسحاب جزء من القوّات الروسية لا يعني تعليق الدعم اللوجستي لهذا البلد".وكان الرئيس الروسي أمر في آذار/ مارس الماضي بسحب معظم القوات الروسية من سورية بعد 5 أشهر من توجيه ضربات جوية قائلا إن الكرملين "أنجز معظم أهدافه".
وحول إعلان إيران إرسال مستشارين عسكريين إلى سورية قال بوردستان "ما أودّ قوله هو أنّ أحد مطالب الحكومة السورية من إيران يتمثّل في إرسال مستشارين عسكريين لتقديم الدعم الاستشاري لجيشها، وكانت هذه المهمّة تتمّ سابقا في إطار الحرس الثوري، لكن الأوامر صدرت خلال الأسابيع الأخيرة إلى القوة البرّية للجيش الإيراني بإرسال مستشارين". وكانت إيران أكدت أخيرا أن وحدات من "القوات الخاصة البرية" مرابطة في سورية بصفة "مستشارين"، وأوضح المنسق بين وحدات سلاح البر في الجيش الإيراني أمير علي آراسته أنه تم إرسال "قوات استشارية مشاة، تابعة للواء 65 إلى سورية، فضلًا عن وجود وحدات من القوات الخاصة في سلاح البر ترابط هناك". وتعرض اللواء 65 الإيراني لمقتل عدد من عناصره بينهم ضباط في الأيام الماضية خلال مشاركته في معارك العيس والحاضر جنوب حلب .
وأضاف العميد بوردستان " كما تعلمون، نحن جنود في الدولة، ونوجد بقوّة في أيّ مكان يرى النظام الإسلامي المصلحة فيه لتنفيذ المسؤولية المُلقاة علي عاتقنا، لكن عليّ توضيح أنّ وجود القوّات البرّية للجيش الإيراني في سورية ليس وجودا قتاليا لوحدة كاملة، والسبب أنّنا لا نعتبر تنظيم داعش العدو الأساسي لنا لأن حجمه ضئيل لذلك لا نرى ضرورة لإرسال وحدة خاصّة من قواتنا إلي هناك". وتابع: " أوفدنا مستشارين ليستفيدوا من الظروف العملية والتدريبية إلى جانب العمليات العسكرية المستمرّة، إضافة إلى رفع مستوى القدرات الخاصّة بالعمليات العسكرية للقوّة البرّية من أجل مواجهة العدو الأصلي المتمثّل في أميركا دون أدنى شكّ".
وأعلنت إيران الشهر الماضي أنها تخطّط لإرسال "قوات خاصة وقناصين" إلى سورية والعراق بصفة "مستشارين عسكريين" لمساعدة حكومتي البلدين في القضاء على "المجموعات الإرهابية". وأوضح بوردستان أن "التنسيق بين إيران وروسيا الاتّحادية مستمرّ بقوّته كما كان سابقا، فانسحاب عدد من القوّات الروسية من سورية لا يعني ترك الدعم اللوجستي والسبب لأنّ الطائرات الحربية الروسية قادرة على تنفيذ مهماتها انطلاقا من الأجواء الروسية وتقديم الدعم للوحدات البرّية السورية، وإذا ما احتاجت العمليات لدعم مباشر جديد، فإنّ تلك القوّات على أهبة الاستعداد للتحرّك من روسيا والعودة إلى مواقعها في غرب سورية والاستقرار فيها ودعم وحدات الجيش السوري البرّية".
وفي جنيف صرح رئيس الوفد الحكومي السوري إلى الحوار الدكتور بشار الجعفري الاثنين عقب جلسة المفاوضات التي جمعته مع المبعوث الدولي إلى سورية ستيفان دي ميستورا “خصصنا وقتا كافيا بداية الجلسة للحديث عن العمل الاستفزازي غير المسؤول الذي أقدم عليه رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لدعوة حكومته للاجتماع في الجولان المحتل مضيفا “أكدنا لدي ميستورا حق الجمهورية العربية السورية باستعادة الجولان السوري المحتل حتى حدود الرابع من حزيران عام 1967 بكل الوسائل القانونية التي يضمنها ميثاق الأمم المتحدة”.
وأضاف الجعفري ”ليس من باب المصادفة على الإطلاق أن التصعيد الاسرائيلي في الجولان السوري المحتل واكبته تصريحات غير مسؤولة واستفزازية لبعض أعضاء وفد منصة المعارضة المشارك في الحوار السوري السوري في جنيف” مؤكدا أن كل ما يحصل يدل على تعاون وثيق بين “إسرائيل” وبعض العرب والإرهابيين في سورية.
وبين الجعفري “أوضحنا ل"دي ميستورا" أن ما تبنيه الأمم المتحدة في نيويورك تخربه في جنيف لأن مجلس الأمن اعتبر "المفتي" في حركة أحرار الشام إرهابيا بينما مجموعة المعارضة جلبت ممثلا من الحركة إلى جنيف بقبول الأمم المتحدة”. وأوضح الجعفري أن الوفد السوري قدم لـ "دي ميستورا" ورقة وطنية سورية تتضمن تعديلاتنا وملاحظاتنا على ورقته التي تضمنت /12/ نقطة وننتظر منه أن يعود إلينا بردود أفعال المعارضات الأخرى بعد سبر رأيها بشأن هذه الورقة مشيرا إلى أن العودة إلى الاجتماع مع دي ميستورا يوم الأربعاء الساعة 11 صباحا .
أرسل تعليقك