كثفت المقاومة الموالية للشرعية هجماتها لتحرير محافظة أبين، أعلن قادتها أنهم بدأوا فعليًا معركة تحرير تعز، وأكدت مصادر في المقاومة أمس الأربعاء، أن الجنوب اليمني تم تحريره بالكامل.
وأكد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، لدى مغادرته الرياض متوجهًا إلى القاهرة لحضور حفلة افتتاح قناة السويس الخميس، أن "الجيش الوطني والمقاومة لن يألوا جهداً في مواصلة عملية استعادة الدولة، على طريق العودة لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني، وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216".
وبيّن هادي أن ميليشيات الحوثي والرئيس المخلوع علي عبد الله صالح "انقلبت على الشرعية الدستورية ومخرجات الحوار الوطني والقرارات الدولية، وراحت تعبث بأمن البلاد وأرواح العباد"، ووصلت أمس الأربعاء الطائرة الإغاثية السعودية الخامسة إلى مطار عدن الدولي محملة بـ12 طنًا من الأجهزة والمستلزمات الطبية لمرضى الفشل الكلوي، يرافقها فريق إغاثي من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.
وصدّت "المقاومـة الشعبية وقوات الجيش الوطني الموالي للشرعية هجوماً عنيفاً لميليشيات الحوثي وصالح في جبهتي زنجبار والمنطقة الوسطى في محافظة أبين"، وأكد المتحدث الرسمي للمقاومة الشعبية في محافظة أبين، لوكالة الأنباء اليمنية "سبأ" محمد عقبل، أن تحرير محافظة أبين من الميليشيات الحوثية وقوات صالح بات قريبًا، من خلال الضربات الموجعة التي تقوم بها المقاومة الشعبية وقوات الجيش ضد المواقع التي تتحصن فيها".
وأشاد المتحدث بما يقدمه الرئيس هادي من دعم واهتمام كبير برجال المقاومة الشعبية، ومتابعته وإشرافه اليومي على الجبهات القتالية التي تقودها المقاومة وقوات الجيش في مختلف مناطق محافظة أبين، وأشار إلى أن جبهة زنجبار قدمت 60 شهيداً و200 جريح، فيما قدمت جبهة المنطقة الوسطى 100 شهيد و300 جريح منذ بداية أعمال العنف التي ارتكبتها الميليشيات الحوثية وقوات صالح في محافظة أبين.
وذكر وزير الخارجية اليمني رياض ياسين لـ"الحياة" أمس الأربعاء ، بعد أن التقى الرئيسان؛ المصري عبد الفتاح السييسي واليمني هادي في القاهرة، أن السيسي أكد خلال اللقاء دعم مصر الكامل لليمن، وأشار ياسين إلى أن مصر واليمن تحتفلان "بافتتاح قناة السويس الجديدة وتحرير عدن والمناطق المحيطة بها".
وأشار ياسين إلى أن الحكومة ليست لديها نية إعادة تشغيل قاعدة العند العسكرية بعد السيطرة عليها في الوقت القريب، وأكد أن القتال مستمر "حتى يتوقف الحوثيون عن أعمال العنف والقتل"، مضيفاً أنه لا مبادرات موجودة حاليًا لإطلاق النار، هناك قرار أممي يلزم الحوثيين بالانسحاب والتوقف عن العنف، والمطلوب من الحوثيين الانسحاب الكامل من كل المحافظات، وبشكل طبيعي سيتوقف إطلاق النار، كما هو حاصل في المناطق المحررة عدن ولحج والعند والضالع.
وتمكنت المقاومة الشعبية الجنوبية في اليمن من طرد الميليشيات الحوثية وقوات الرئيس المخلوع صالح من الجنوب اليمني وملاحقتهم حتى ضواحي المدن الرئيسة والمحافظات، وكذلك القواعد العسكرية، وحررت الجنوب من المتمردين بنسبة 100 في المئة، وأصبح يخضع لسيطرة الحكومة الشرعية.
ولفت مصدر في المقاومة الشعبية إلى أن "عناصر من الميليشيات الحوثية لا تزال تقاتل بشكل فردي وبشراسة على رغم انقطاع الاتصالات بقياداتهم في كل من العند ولحج والضالع، والبعض منهم سلموا أسلحتهم للمقاومة، وبعضهم ظل يقاتل حتى الموت، وخلال الساعات القليلة المقبلة سيتم دخول زنجبار عاصمة محافظة أبين".
وأوضح المصدر أن تمشيط قاعدة العند ولحج وبقية المحافظات الجنوبية لايزال مستمرًا، مضيفا أنه من حين إلى آخر تسمع أصوات إطلاق نار داخل مباني سكنية، منها عمليات انتحار فردي وأخرى استسلام، وأشار إلى أنه من الصعب القتال في المحافظات الشمالية لأن الأهالي منشقون، فمنهم مؤيد للشرعية، ومنهم من يعظم شيخ القبيلة، وذكر أن قوات التحالف أرسلت تعزيزات إلى محافظة تعز لمساندة القوات الشعبية في الشمال لإحكام السيطرة عليها تماماً.
وكشف عن نية التحالف إنزال تعزيزات عسكرية من طريق البحر إلى ميناء باب المندب، للوصول السريع نحو تعز، مضيفًا أنه من الممكن إخضاع المتمردين عبر مخاطبة زعماء القبائل لإنهاء التمرد بأقل الخسائر، وأكد المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أمس، أن 21 مليون يمني يحتاجون إلى مساعدات عاجلة، وأن أعداد المحتاجين إلى المساعدات الإنسانية العاجلة تضاعف، وأن الوضع أصبح كارثياً، وأن هناك 700 يمني يعملون تحت مظلة الأمم المتحدة بمثابة فريق إنساني وليس عسكريًا.
وأبادت مروحيات "أباتشي السعودية عشرات المسلحين وست مركبات عسكرية أمس في محافظة الطوال الحدودية السعودية، وأوضحت مصادر أن خمس مروحيات "أباتشي تمكنت من دحر عشرات المسلحين من قوات الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح وميليشيات الحوثي.
وأشار إلى أن إحدى مروحيات "أباتشي" أثناء عودتها من قصف التجمعات المسلحة في الحدود أصيبت بخلل وتم التنسيق مع الجهات المختصة لهبوطها اضطرارياً بالقرب من الشارع العام المؤدي إلى محافظة صامطة، من دون وقوع إصابات.
وأكد أن عملية الرد كانت قاسية على المسلحين بعد أن قاموا برمي مقذوفات عشوائية عدة على محافظة الطوال وبعض قراها، نتج منه استشهاد جندي بالقوات البرية السعودية وإصابة ثلاثة آخرين، وأضاف أن عدداً من المتسللين حاولوا اختراق الحدود السعودية على دفعات، وتم صدهم بمساندة المدفعية والقناصة قبل وصولهم إلى الحدود الجنوبية السعودية.
أرسل تعليقك