سيطرت القوات المشتركة للمقاومة الشعبية اليمنية والجيش الموالي للحكومة والمدعوم من التحالف، على مدينة الحزم (عاصمة الجوف) والمواقع العسكرية المحيطة بها، في تطور ميداني مهم الجمعة، فيما انهارت ميليشيا الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي صالح في محافظتي مأرب والجوف (شرق صنعاء)، وورافق ذلك فرار مسلحي الجماعة وقوات صالح وتقدم القوات الحكومية نحو أطراف صنعاء وصعدة، بينما وتباطأت وتيرة تقدم مفاوضات "جنيف2" بعد تغيب وفد الانقلابيين عن حضور الجلسة الصباحية.
وأوضح مصدر محلي، أن السيطرة على الحزم تمت بعد معارك عنيفة بين المقاومة والجيش من جهة، والحوثيين والقوات الموالية لصالح من جهة أخرى. وتمكنت المقاومة خلال هذه المعارك من تدمير عشرات الآليات العسكرية للحوثيين. كما أسرت عشرات منهم، بعد سيطرة الجيش والمقاومة على المجمع الحكومي واللواء 115 في الجوف.
وأكد الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتية، أن المفاوضات التي تجري بين وفد الشرعية والانقلابيين في جنيف فرصة لتغليب الحكمة والمصلحة الوطنية وفرصة للعودة إلى المسار السياسي، متوقعاً بأن يتسع التباين بين الحوثيين وأنصار المخلوع، مؤكداً أن الوفد الحوثي متردد ولا يملك الصلاحيات المطلوبة.
من جهة أخرى، وتباطأت وتيرة تقدم مفاوضات "جنيف2" بعد تغيب وفد الانقلابيين عن حضور الجلسة الصباحية، وأنباء عن اتجاههم إلى تعطيل المحادثات بالانسحاب. وفي حال استمرار مسار التفاوض قائماً، من المقرر أن تتواصل المحادثات حتى الاثنين المقبل، وسط توقعات بأن تمدد لعدة أيام أخرى في حال تم التوصل إلى اتفاق على تشكيل لجان لمراقبة وقف إطلاق النار، وأخرى تتولى الإشراف على إيصال المساعدات الإغاثية للمدنيين.
وكانت قوات الجيش والمقاومة مدعومة من التحالف العربي سيطرت، الخميس، على مدينة حرض في شمال غربي البلاد. ونقلت وكالة "فرانس برس" عن مسؤول يمني، أن نحو ألف مقاتل شاركوا في هذا الهجوم، وأكد وقوع "معارك عنيفة" في حرض التي يبلغ عدد سكانها 25 ألفاً. ولفت إلى وقوع عشرات القتلى في صفوف الحوثيين والقوات الموالية لعلي عبدالله صالح.
في السياق، أفادت مصادر المقاومة،الجمعة، بأن القوات اليمنية المشتركة سيطرت على معسكر اللبنات في محافظة الجوف وجبال "الأقشع"، إضافة إلى مدينة الحزم. وجاء الانهيار المفاجئ في صفوف الحوثيين وقوات صالح في محافظة الجوف غداة انهيارهم في جبهة مأرب المجاورة وخسارتهم معسكر "ماس" الإستراتيجي في منطقة الجدعان ومواقعهم في مديرية "مجزر"، ووصول المقاومة إلى منطقة "مفرق الجوف- مأرب" الإستراتيجية حيث يبدأ النطاق الجغرافي لمحافظة صنعاء.
وأدت الانهيارات الميدانية في صفوف الحوثيين إلى انسحاب ممثليهم من الجلسة الصباحية في اليوم الرابع لمحادثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة في سويسرا بينهم وبين ممثلي الحكومة الشرعية. وأكدت مصادر سياسية مطلعة على سير المحادثات أن المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ نجح بعد جهود حثيثة في إقناع وفد الحوثيين وصالح بالعودة إلى الطاولة وسط أنباء عن اتفاق على تشكيل لجنة عسكرية على الأرض تشرف على تثبيت وقف إطلاق النار. وأشارت مصادر عسكرية إلى أن القوات الموالية للحكومة أصبحت على بعد بضعة كيلومترات من ميناء ميدي على البحر الأحمر، الذي يسيطر عليه الحوثيون منذ العام 2010.
في غضون ذلك، واصل مسلحو الجماعة خرق الهدنة في يومها الرابع في مأرب والجوف وتعز والضالع وحجة وعلى الشريط الحدودي الشمالي الغربي، وهو ما أدى إلى قيام القوات المشتركة للمقاومة والجيش وقوات التحالف بالرد وتكبيدهم خسائر ميدانية كبيرة.
وأكدت قيادة التحالف العربي، في بيان الجمعة، أنها اعترضت صاروخين "باليستيين" أطلقهما الحوثيون باتجاه الأراضي السعودية، سقط الأول داخل الأراضي اليمنية قرب مأرب، فيما سقط الثاني في منطقة صحراوية شرق مدينة نجران. وأضافت أنها "في الوقت الذي تحرص على إنجاح المحادثات ودعم مساعي الحكومة الشرعية لإيجاد حل سلمي للقضية اليمنية، لن تلتزم بالهدنة طويلاً في ظل هذا التهديد لأراضي المملكة وسترد لوقف عبث الميليشيات الحوثية والعناصر الموالية لها من قوات صالح".
وفي محافظة حجة، استمرت المعارك على أطراف مدينة حرض و "جبل النار" الاستراتيجي في ظل قصف لطيران التحالف والقوات المشتركة وتقدم وحدات عسكرية مدربة تابعة للمقاومة والجيش الوطني، بهدف عزل الحوثيين في الجبهة الجنوبية الغربية وقطع طرق الإمداد بين محافظات حجة والحديدة وصعدة ومناطق الحدود. كما شن طيران التحالف غارات على مواقع للجماعة في منطقة خولان جنوب شرق صنعاء وفي مناطق متفرقة من محافظة صعدة، رداً على مواصلة خرق الحوثيين الهدنة
أرسل تعليقك