جدار أمام فرع جهاز الأمن الجنائي في دمشق
دمشق ـ جورج الشامي
أظهرت صور، نُشرت على الإنترنت، لجوء النظام السوري إلى بناء تحصينات لحماية مقراته، من بينها جدار أمام فرع جهاز الأمن الجنائي في وسط العاصمة دمشق، في حين تتصاعد المعارك على أعتاب دمشق، فيما يواصل مقاتلو الجيش "الحر" تقدمهم في أحيائها الجنوبية، في حين أفادت لجان التنسيق المحلية في سورية
، الثلاثاء، عن مقتل 10 أشخاص وجرح العشرات جراء قصف قوات النظام لحي الحجر الأسود في العاصمة دمشق مستخدمة صاروخ "غراد".
وتُعد جوبر والقابون والحجر الأسود أهم ثلاثة محاور، تشهد أعتى المعارك بين الجانبين، حيث يحاول الثوار التقدم منها بإتجاه دمشق، بينما يستميت النظام لردع اقتحام قد يكون الفصل الأخير من فصول حكمه.
وفي ضوء انتشار حالات الخطف في سورية، أصدر الرئيس السوري بشار الأسد مرسومًا قضى بإنزال عقوبة الأشغال الشاقة المؤبدة في حق الذين يقومون بعمليات خطف، على أن تصل العقوبة إلى الإعدام، إذا أدّى الخطف إلى وفاة المخطوف.
ويعوض عجز النظام برًا مدفعيته وطائراته بقصف يطال ما بين يدي الثوار من أحياء ومدن، ليسقط مدنيون ضحية هذا القصف، حيث شهدت معضمية الشام وداريا قصفًا مدفعيًا وجويًا، في حين سقط العشرات بين قتيل وجريح في الغوطة الشرقية لدمشق، وهو المحرض الأقوى للثوار على مواصلة المعارك حتى النهاية.
وتعرضت مدينتا يلدة ودوما لقصف براجمات الصواريخ والمدافع، في حين إمتدت خارطة الموت اليومية لتشمل معرة النعمان وبلدة حاس في إدلب، حيث تحدثت تنسيقيات الثورة عن مجزرة ارتكبتها قوات النظام، ذهب ضحيتها أكثر من عشرة أشخاص، بينهم نساء وأطفال، بعد أن قصفت المدينة بصورة عشوائية.
وتستمر آلة النظام في حلب بدك أحياء المدينة في مساكن هنانو والشعار وغيرها، مخلفة قتلى وجرحى وعوائل ترتحل طلبًا لمأوى بعد أن دمرت منازلها.
و نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا"، أن المرسوم الذي أصدره الرئيس السوري بشار الأسد أشار إلى أن "كل من خطف شخصًا حارمًا إيّاه من حريته، بقصد تحقيق مأرب سياسي أو مادي، أو بقصد الثأر أو الانتقام، أو لأسباب طائفية، أو بقصد طلب الفدية، يعاقب بالأشغال الشاقة المؤبدة"، وأضاف أن "عقوبة الإعدام تكون إذا نجم عن جريمة الخطف وفاة أحد الأشخاص، أو التسبب له بعاهة دائمة أو اعتداء الفاعل جنسيًا على المجني عليه".
وأنزل المرسوم عقوبة الأشغال الشاقة المؤبدة بـ"كل شخص يبتز المجني عليه بأي شكل كان، أو زوجه أو أحد أصوله أو فروعه بشكل مباشر أو غير مباشر"، وبموجب المرسوم فإنه "يستفيد من العذر المُحِلّ كل من لديه مخطوف فبادر إلى تحريره بشكل آمن، أو قام بتسليمه إلى أي جهة مختصة خلال 15 يومًا من تاريخ نفاذ هذا المرسوم".
وتدور اشتباكات عنيفة، الثلاثاء، في أحياء على أطراف دمشق، في حين أدى قصف على محيطها إلى مقتل أربعة أشخاص من عائلة واحدة، حسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، فضلاً عن اشتباكات بين مقاتلين من الكتائب والقوات النظامية في حي برزة في شمال دمشق، تزامنًا مع قصف على الحي.
وفي شرق دمشق، تحدث المرصد عن اشتباكات عند أطراف حي جوبر من جهة ميدان العباسيين، وهو أحد الميادين الرئيسية في دمشق، مشيرًا إلى استشهاد ثلاثة أشخاص، وإصابة أكثر من 20 بجروح، إثر قصف براجمات الصواريخ على حي الحجر الاسود في جنوب العاصمة، حيث دارت، فجر الثلاثاء، اشتباكات على أطراف مخيم اليرموك، واستشهاد أربعة مواطنين من عائلة واحدة، إثر القصف الذي تعرضت له بلدة المقيليبة.
وفي محافظة ريف دمشق، تدور اشتباكات عنيفة بين مقاتلين من الكتائب والقوات النظامية عند أطراف بلدة زملكا، من جهة المتحلق الجنوبي، يرافقها قصف على المنقطة، واستشهد مقاتل من الكتائب من مدينة دوما خلال الاشتباكات الدائرة مع القوات النظامية في حي القابون في مدينة دمشق، فيما تعرضت المناطق الجنوبية من المدينة للقصف من قبل القوات النظامية، فجر الثلاثاء.
وقالت شبكة "شام" أن قصفًا عنيفًا من الطيران الحربي استهدف بلدة المليحة ومناطق عدة في الغوطة الشرقية، فضلاً عن قصف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة على مدن وبلدات بيت سحم وعربين وحرستا والعتيبة والبحارية وزملكا وداريا ومعضمية الشام وحزة والمقيلبية وببيلا وعدرا ودوما، واشتباكات عنيفة عند الحواجز المحيطة ببلدة المليحة، وفي مدن وبلدات بيت سحم وزملكا وحرستا وداريا والسيدة زينب.
وقصفت مناطق عدة في مدينة المعضمية، كما تدور اشتباكات بين مقاتلين من الكتائب والقوات النظامية في مدينة حرستا، يرافقها قصف من قبل القوات النظامية على المدينة، واستشهد مقاتل من الكتائب خلال اشتباكات مع القوات النظامية في بلدة العتيبة.
وفي محافظة حماة، تعرضت قرية الحواش في ريف حماة للقصف من قبل القوات النظامية، فجر الثلاثاء، فيما هز انفجار مدينة حماة، ولم ترد معلومات عن طبيعة الانفجار أو حجم الخسائر، وشهدت المدينة حملة دهم واعتقالات تشنها قوات النظام في حي المناخ، وسط انتشار أمني في الحي.
وتعرضت في محافظة حمص مناطق في مدينة الرستن في ريف حمص للقصف من قبل القوات النظامية، فجر الثلاثاء، رافقه أصوات انفجارات عدة، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية،
وقصفت بلدة الغنطو في ريف حمص من قبل القوات النظامية، صباح الثلاثاء، ما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى وأضرار مادية.
وقالت شبكة "شام" أن اشتباكات عنيفة تدور في محيط قرية جوسيه الحدودية في ريف القصير، وسط قصف عنيف بالدبابات على القرية.
وفي محافظة حلب، تعرضت مناطق في بلدة رتيان في ريف حلب للقصف من قبل القوات النظامية، ما أدى إلى أضرار مادية، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية.
وقُصِفَ حي الشيخ مقصود بالمدفعية الثقيلة، باإضافة إلى اشتباكات بين الجيش "الحر" وقوات النظام في حي الأشرفية، وفي محيط مشفى الكندي، ومخيم حندرات، وقرب رحبة الشقيّف، وفي ريف حلب قصف عنيف بالمدفعية الثقيلة على مدن وبلدات ريف حلب الشمالي، من المدفعية المتمركزة غرب الزهراء، واستهداف مطار "كويرس" العسكري بصورايخ محلية الصنع.
وفي محافظة دير الزور، تعرضت قرية الخريطة في ريف دير الزور للقصف من قبل القوات النظامية، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية، وقصفت أحياء الجبيلة والحميدية والرشدية في مدينة دير الزور، من قبل القوات النظامية، رافقه تصاعد لأعمدة الدخان في سماء المدينة.
وفي محافظة إدلب، تعرضت قرية البشيرية في ريف جسر الشغور للقصف من قبل القوات النظامية، ولم ترد معلومات عن سقوط ضحايا.
وفي محافظة درعا، استشهد رجل جراء القصف الذي تعرض له حي طريف السد في مدينة درعا، فيما تعرضت مناطق في بلدات الكتيبة وداعل وتسيل وعلما في ريف درعا للقصف من قبل القوات النظامية، ما أدى إلى استشهاد رجل من بلدة تسيل، كذلك حدث قصف بقذائف الهاون والمدفعية الثقيلة على حي طريق السد وأحياء درعا البلد واشتباكات في حي الكرك في درعا البلد، وسط اشتباكات عنيف في محيط الكتيبة 49 للدفاع الجوي قرب علما.
وفي محافظة اللاذقية، قامت القوات الحكومية بحملة دهم للمنازل واعتقالات في حي علي جمال، وسط انتشار أمني في الحي، وقصف عنيف بالمدفعية الثقيلة على جبل النوبة.
وفي محافظة الحسكة، حدث قصف من الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة على ناحية تل حميس.
يذكر أن قوات الأسد ارتكبت 8 مجازر في دمشق وحمص، الاثنين، حيث سقط عشرات القتلى والجرحى، بينهم 8 أطفال، و10 عناصر من الجيش "الحر"، وفي الوقت الذي أكد فيه رئيس الائتلاف السوري المعارض أنه طرح حلولاً وأفكارًا عدة على الائتلاف، لكنها جوبهت بالرفض، واستقالته قائمة وليست مساومة، أكدت إيران مواصلة دعمها للنظام السوري، ودعم المحاولات كافة لحل الأزمة، مشددة على أن القضية الفلسطينية هي الأهم في الوقت الراهن.
في غضون ذلك نقل إعلام النظام السوري قول الأسد أن ما كانت تخفيه أمريكا أصبح واضحًا، وهو استهداف المحور المقاوم، مؤكدًا أن المعركة طويلة، وأن معركة الانتصار قد بدأت، كذلك هاجم ممثل الائتلاف المعارض في لندن القيادة الأميركية، مؤكدًا أن رفض إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما التدخل في الأزمة التي تشهدها سورية "إهانة للشعب السوري".
أرسل تعليقك