تظاهر المئات من سكان المستوطنات الواقعة في محيط قطاع غزة ،مساء السبت، للمطالبة بالتوصل إلى تسوية سياسية مع قطاع غزة تضمن الهدوء لمستوطنات الجنوب لفترة طويلة حيث نظمت المظاهرة على مفرق مستوطنة " شاعر هنيغيف " تحت شعار "نوقف الحرب المقبلة".
وأكّدت حركة "من أجل مستقبل النقب الغربي"، التي نظمت المظاهرة، في بيان لها، أن "هدف التظاهرة يتمثل في دعوة الحكومة الإسرائيلية لتوفير الهدوء لمنطقة الجنوب من خلال تسوية سياسية تضع حدا للوضع الذي لا يحتمل". واتهم المشاركون الحكومة بأنها تخلت عن سكان الجنوب، فيما قال أحد المتحدثين إن الحل لا يمكن أن يتحقق عسكريا ودعا إلى المبادرة للتوصل لاتفاق يضمن الهدوء لسنوات طويلة.
ووصفت سكرتيرة "كيبوتس ماغين" الوضع الحالي بأنه "سيرك يجب أن يتوقف". وألقى رئيس مجلس " شاعر هنيغيف "، ألون شوستر، كلمة كرر خلالها دعوته للتوصل إلى اتفاق سياسي مع حركة "حماس" يضمن الهدوء لفترة طويلة.
وعبرت مواطنة من مستوطنة العين الثالثة عن خيبة أملها من نتائج الحرب، وقالت ميرا كوهين من مستوطنة العين الثالثة التابع لمجلس "إشكول"، "لم نعتقد أن الأمور ستبدو بشكل مغاير بعد أن أنهوا الحرب بهذه الطريقة، لم نتوقع أي أمر آخر".
وأضافت: "كثير من سكان ( الكيبوتس ) توصلوا إلى نتيجة، أن هناك احتمالات كبيرة لتجدد إطلاق النار، وبدأوا في دراسة قضاء فترة الأعياد بعيدا عن بيوتهم. لدينا مخاوف طوال الوقت، والخشية من عمليات إطلاق في رأس السنة تتزايد، وهناك الكثير من العائلات التي بدأت بالبحث عن مكان لقضاء العيد، ونحن نتفهم شعورهم بالخوف الحقيقي والملموس".
وأبرز مسؤول سياسي إسرائيلي، أن تل أبيب تتوقع مفاوضات صعبة مع الفلسطينيين في القاهرة، في وقت ترفض فيه المطلب الفلسطيني بإقامة ميناء في غزة فيما ترفض الفصائل الفلسطينية مطلب إسرائيل بتجريدها من السلاح.
وبيّن رئيس "الشاباك" الأسبق، عامي أيالون، أن إسرائيل ستتمتع بالأمن عندما يكون هناك أمل لدى الفلسطينيين.
ونقل موقع "واللا" الالكتروني، الأحد، عن مسؤول إسرائيلي قوله "نتوقع مفاوضات صعبة في القاهرة"، مضيفا أن "إسرائيل ستصر بشدة على مطالبها الأمنية. ولم يتم تحديد جدول زمني للمحادثات عدا جولة قصيرة ستجري هذا الأسبوع".
ومن المقرر أن يصل الوفدان الفلسطيني والإسرائيلي إلى القاهرة، الثلاثاء المقبل، حيث ستجري جولة مفاوضات قصيرة تنتهي الأربعاء، الذي يصادف عشية عيد رأس السنة العبري وسيغادر الوفد الإسرائيلي القاهرة.
وأعلن مسؤولون فلسطينيون ومصريون، أن استئناف المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية غير المباشرة سيكون الأربعاء، في القاهرة، وسيسبقه لقاء بين حركتي " فتح " و" حماس ".
وقال المسؤولون إن القاهرة "دعت الوفدين الفلسطيني والإسرائيلي إلى استئناف هذه المفاوضات في القاهرة، وفق هذا التاريخ". وأوضحت أنه "سيسبق ذلك دعوة حركتي فتح و حماس إلى حوار بين الفصيليين في القاهرة" الاثنين.
ولفتت تقارير إسرائيلية، إلى أن القيادة المصرية دعت الأطراف لاستئناف المفاوضات الأربعاء إلا أن إسرائيل طالبت بتقديم الموعد نظراً لأنه يصادف مساء عيد رأس السنة بالتقويم اليهودي.
ووضع مركز "بيجن السادات" في تل أبيب، تقريراً استراتيجياً بعنوان "الحرب المقبلة مع حماس"، وهو التقرير الذي يتطرق إلى الزوايا والقضايا الاستراتيجية المهمة والتي تكشف عن الجوانب الخفية لهذه الحرب.
وأشار التقرير إلى أنه "في الأسبوع الماضي، نقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن مسؤول دبلوماسي كلاماً يحذر من أن حركة حماس استأنفت تصنيع الصواريخ، وشرعت في إعادة بناء الأنفاق التي دمرتها قوات الجيش الإسرائيلي خلال العملية العسكرية الأخيرة في قطاع غزة ".
وأضاف "لكن هذه التقارير الإعلامية كانت مجرد محاولات لبرهنة مدى فشل عملية الجرف الصامد، أكثر مما هي حصيلة معلومات موثوقة، ومع ذلك ستستأنف حركة حماس تصنيع الصواريخ وحفر الأنفاق في وقت ما في المستقبل".
ويتابع "في نهاية المطاف، إن جوهر اتفاق وقف إطلاق النار هو التالي: يحافظ الجانبان على التهدئة، وفي الوقت ذاته يستعدان للمواجهة القادمة، إن في إمكان أي شخص أن يرى أن تجنب التحضير لمواجهة مستقبلية، لا بل الحيلولة كلياً دون احتمال مواجهة مستقبلية، كانا يقتضيان إدارة العملية العسكرية الأخيرة بطريقة مختلفة، إذ كان يتوجب على الجيش الإسرائيلي إعادة السيطرة على قطاع غزة، أو على الأقل مدينة غزة ومحيطها المباشر، ودفع الثمن الذي يقتضيه الاحتلال في سبيل تنظيف المدينة".
ويضيف "كما كان على إسرائيل أن تضحي بالمزيد من الجنود الإسرائيليين، وأن تقتل المزيد من الفلسطينيين، بما في ذلك الكثير من المدنيين، وكان يمكن أن يستغرق احتلالها فترة قصيرة، ولكن عملية التنظيف كانت ستستغرق فترة زمنية، كما أن الأضرار الناجمة عن القتال، والتنظيف اللاحق وتدمير الأنفاق سيكونان هائلين، وأكبر بكثير من الخراب الذي لحق بالفلسطينيين عملياً (وهو ليس قليلاً)، وأخيراً، كانت إسرائيل ستبقى الطرف الوحيد الذي يتوجب عليه بحكم القانون إعادة إعمار وتأهيل قطاع غزة وسكانه".
وتطرق التقرير إلى المفاوضات المزمع إجرائها بين مصر و"حماس" قائلاً: "في المفاوضات التي ستبدأ قريباً في القاهرة، ستلعب مصر دور الوسيط بين إسرائيل وحركة ( حماس )، ستخضع إسرائيل لضغوط بهدف السماح بإعادة إعمار قطاع غزة، الدمار هناك واضح في المناطق التي اشتدت فيها وطأة القتال، وفي الأجزاء التي ضمّت مراكز القيادة ومنشآت تصنيع أسلحة، الدمار شديد، لكن في أماكن معيّنة".
أرسل تعليقك