أرسلت بريطانيا أسطولًا من طائرات الـ"تورنيدو" إلى منطقة قريبة من "داعش" في سورية، للمشاركة في الحرب على التنظيم المتطرف حال موافقة مجلس العموم اليوم الأربعاء.
وأقلعت الطائرات من قاعدة القوات الجوية الملكية في مرهام في نورفولك أمس الثلاثاء، وتبين أن قادة وزارة الدفاع سيضاعفون أسطول الطيران المتمركز في قبرص إذا وافق أعضاء البرلمان على خيار الضربات الجوية.
ومن المحتمل أن تنقل قاعدة تورنيدو الأساسية للقوات الجوية الملكية لمحاربة "داعش" في سورية، بينما تبقى طائرات التايفون الموجودة في قاعدة "لوسيموث" البريطانية في اسكتلندا على أهبة الاستعداد.
وشوهدت الطائرات الحربية المحملة بالقنابل أثناء إقلاعها من قاعدة نورفولك الجوية هذا الصباح، وبعدها كانت تطير عبر حلقة ماك لوب في سنودن، وهي سلسلة أودية شمال ويلز تتدرب فيها القوات الجوية الملكية على الطيران المنخفض الحاسم للضربات الجوية في منطقة العدو.
وتخطط وزارة الدفاع لإرسال مقاتلتين إضافيتين من طائرات التورنيدو "GR4" و6 طائرات هجوم تايفون إلى قاعدة أكروتيري خلال أيام، وسيلتحقون بثماني طائرات متمركزة في القاعدة فعليًا تقود العمليات عبر العراق وسيتم استخدامها لقطع "رأس الأفعى" باستخدام الصواريخ الموجهة بالليزر.
ويتم إطلاق صواريخ الكبريت "بريمستون" التي يمكنها قصف هدف متحرك صغير وسريع، من تورنيدو وهذه الصواريخ لا يمتلكها حاليًا سوى بريطانيا والمملكة العربية السعودية.
وتبين في الليلة الماضية أن المملكة المتحدة ربما لا يكون لديها سوى عدد قليل حوالي 10 صواريخ بالرغم من تصريحات ديفيد كاميرون بأنهم سيساهمون بشكل فريد في الحرب ضد "داعش".
وتثير الأرقام التي لم تؤكدها وزارة الدفاع البريطانية الشكوك حول الأثر الإضافي الذي ستقدمه القوات الجوية الملكية عند الالتحاق بتحالف عسكري آخر يعمل فوق البلد التي مزقتها الحرب.
وعلى الرغم من ذلك أصرت وزارة الدفاع على أنه يوجد "مخزون كاف" من صواريخ البريمستون (الكبريت)، ويعمل المخططون العسكريون فعليًا في أكروتيري ولندن على تحديد الأهداف الرئيسية للثمان طائرات تورنيدو هناك، وسيبدأون التفجيرات في سورية خلال ساعات من التصويت بنعم.
ومن المتوقع أيضًا وجود طائرة تجسس للمساعدة على تحديد "قائمة اغتيالات" لمتطرفين مطلوبين لبريطانيا، وهناك 500 قنبلة لتمهيد الطريق أمام صواريخ كبريت "بريمستون" بقيمة 100 ألف جنية إسترليني، والتي قالت عنها الحكومة البريطانية إنها ستسهم بشكل فريد في الحرب.
ومن المحتمل أنهم سيستبدلون بعض الثمانية طائرات "تورنيدو" التي تحلق حاليًا في العراق للتحليق في سورية، وتحطم صواريخ الكبريت "البريمستون" أهدافها مصحوبة بتفجيرات تنتج عنها أنقاض قليلة نسبيًا، وهي معقدة أكثر من سلاح الهيلفاير الأميركي الذي ينتج عنه حقل كبير من الشظايا عندما يتم تفجيره.
وكان سلاح البريمستون يستخدم ضد نظام الرئيس القذافي في ليبيا في 2011، وسوف تستخدم القوات الجوية الملكية الصواريخ لتنقض على أهداف محددة في سورية وتحدد "الرؤوس والقيادة العليا" لداعش في معاقلهم.
وفي بعض الحالات حددت الطائرات الفرنسية والأميركية أهدافًا ولكنها لم تتمكن من مهاجمتها خوفًا من وقوع ضحايا مدنيين، وتعني صواريخ الكبريت أو البريمستون أنه يمكن تدمير العديد من هذه المواقع.
وسيحمل طيارو القوات الجوية الملكية البريطانية المدافع للتصويب على داعش في سورية ويحتاجون للدفاع عن أنفسهم في تبادل إطلاق النار على الأرض، وسيحمل الطيارون البريطانيون المشاركون في ضرب داعش مسدسات اليد للدفاع عن أنفسهم على الأرض.
وتناقش روسيا مع طياريها الحربيين تنفيذ المهمات فوق سورية بمسدسات وكلاشينكوف، وغالبًا لا يحمل الطيارون البريطانيون أسلحة، ولكنهم سيفعلون إذا صوت أعضاء البرلمان بالموافقة على غارات جوية جديدة على سورية يوم الأربعاء، بحسب تصريحات مصدر مسؤول في القوات الجوية الملكية.
وأكد مصدر مطلع أن: "القرار بشأن ما إذا كان الطيارون سيحملون مسدسات سيكون خاص بكل حالة منفردة، ولكن في الصراعات السابقة بينما كانت القوات الملكية الجوية البريطانية تحلق فوق "المناطق المعادية" كان مطلوبًا من الطيارين ارتداء سترات الصراعات، وكان مطلوبًا من بعض الجنود حمل هذه الأسلحة الشخصية في العراق وسيكون هذا موسعًا في سورية في كل الحالات".
ويأتي ذلك مثلما فعلت روسيا مع طياريها الحربيين المشاركين في العمليات فوق سورية واستخدامهم للمسدسات والكلاشينكوف في حالة اضطرارهم إلى إخراجها والدفاع عن أنفسهم على الأرض.
ولن تناقش بريطانيا المسدسات الآلية، ولكن فقط "غلوك" المعتادة ومسدسات "بروننغ" التي تدرب طيارو المملكة على استخدامها، وأثناء احتلال العراق تم إطلاق النيران على جون نيكول وجون بيترز وخضعوا للهزيمة، وعمليات إعدام وهمية كما تمت إذاعتها على التلفزيون.
ولكنه من غير المحتمل أن يبقى الطيارون على قيد الحياة ما إذا وقعوا في أيدي المتطرفين لذا فالمطلوب منهم حمل المسدسات الشخصية للدفاع عن حياتهم.
وأضاف نيكول في العام الماضي: "جيل اليوم من الشباب والشابات في وجوههم غضب السماء، ويجب أن تكون احتمالية القبض عليهم في طليعة أفكارهم، ولكن في هذه المرة تقشعر الأبدان من الوحشية وطرق قتل داعش للرهائن بقطع الرؤوس كما هو مفهوم لدى الجميع".
وتابع: "إلا أن هؤلاء مدربون محترفون وأي مخاوف في أذهانهم سيتم تنحيتها جانبًا، وربما يبدو الأمر تافهًا للغرباء، إلا أن الخوف على مصير المرء من التعاملات العسكرية اليومية الحديثة، فهم يعرفون المخاطر جيدًا ويتفهمون المخاطر".
وتعهد ديفيد كاميرون بالقضاء على قيادات "داعش" إذا وافق البرلمان البريطاني على ضرب سورية وقال للقوات الجوية الملكية: "علينا أن نقتل الحيوانات"، ويعتزم كاميرون استهداف أسماء على "قائمة اغتيالات" وضعتها المملكة المتحدة للبريطانيين المحاربين في البلد التي مزقتها الحرب، وربما يكون التصويت على قرار ضرب داعش في وقتٍ مبكر من صباح الأربعاء، وإذا وافق البرلمان على الضرب سيبدأون الغارات هذه الليلة.
وتعتبر بريطانيا القوة الوحيدة التي تمتلك صورايخ الكبريت "بريمستون" بما يعادل 100 ألف جنيه إسترليني، والتي يمكنها قتل المستهدفين دون إصابة مدنيين بنسبة نجاح 99% للحالات.
وأوضح مصدر مقرب من رئيس الوزراء أنه غضب من قدرة كبار شخصيات "داعش" على الاختباء في سورية، ويريد أن يأخذهم إلى خارجها.
أرسل تعليقك