بوكو حرام تتضور جوعًا بعد تحولها من سياسة الترهيب إلى سرقة الماشية
آخر تحديث GMT12:58:47
 العرب اليوم -

توقف حركة التجارة شمال شرقي نيجيريا والمناطق الحدوديّة

"بوكو حرام" تتضور جوعًا بعد تحولها من سياسة الترهيب إلى سرقة الماشية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - "بوكو حرام" تتضور جوعًا بعد تحولها من سياسة الترهيب إلى سرقة الماشية

إحدى القري تستضيف النازحين داخليًا في مورا الواقعة في الكاميرون
ياوندي ـ سامي لطفي

تواجه جماعة "بوكو حرام" المتطرفة أزمة نقص الغذاء، كانت هي السبب الرئيسي فيها، بعدما عاثت في أرجاء نيجيريا فسادًا طوال أعوام عدة، وأجبرت ما يزيد عن مليوني شخص على الفرار وترك منازلهم ومزارعهم، ففي البداية حملت هجماتها الطابع المسلح بالقتل وحرق المنازل واختطاف الرهائن، ولكنها تعتمد الآن على سرقة الطعام والماشية قسرًا من المواطنين.

وأدت سيطرة جماعة بوكو حرام إلى إخلاء قرى بأكملها، بعدما ترك المزارعون الحقول البور وراءهم وغيَّر رعاة الماشية مسارهم تجنبًا لأعمال العنف، وبالتالي أصبحت المنطقة تضم مدن أشباح لمقاتلي هذه الجماعة التي نهبت ما تبقى في المزارع، وذكر حاكم أقصى شمال الكاميرون، ميجياوا باكاري، أن بوكو حرام في حاجة إلى الغذاء في الوقت الحالي وتتضور جوعًا، وهو ما يدفعها إلى الاستيلاء على الأشياء كافة.
وبحسب ما كشف عنه المسؤولون في الأمم المتحدة، فإن التجارة توقفت في أجزاء من شمال شرقي نيجيريا والمناطق الحدودية مثل الشمال الأقصى، وهو ما ينذر بحدوث مجاعة لعشرات الآلاف من الأشخاص، في أعقاب إغلاق المتاجر بسبب عدم وجود بضائع مخزنة لدى البائعين، فضلاً عن خشية الكثيرين منهم وجود الانتحاريين وسط الحشود من المشترين.

ويبدو أن البحث الجاري عن الطعام يعد جزءًا من اتجاه جماعة بوكو حرام إلى أعماق الكاميرون وفقًا لمراجعة وزارة الخارجية الأميركية للهجمات التي وقعت أحداثها خلال الأسابيع الأولى من هذا العام،  وذكرت ماتا باما أن هذه الجماعة بدأت في إطلاق النيران خلال اجتياحها بلدتها أمشيد، وهو ما جعلها في الوقت الحالي تتشارك في منزلٍ واحد مع 23 شخصًا آخرين بعد أن استولوا على منازلهم وماشيتهم وكل شئٍ تركوه وراءهم.

بوكو حرام تتضور جوعًا بعد تحولها من سياسة الترهيب إلى سرقة الماشية

وباتت مثل هذه الهجمات المتزايدة ظاهرة شائعة على المناطق الحدودية لقاعدة بوكو حرام شمال شرقي نيجيريا، وطاردت القوات العسكرية في نيجيريا وجيرانها من الدول المقاتلين في القرى التي سيطروا عليها، بينما يؤكد المسؤولين أن الجماعات المسلحة تركت لاستجداء الطعام خلال موسم الجفاف أو الإغارة على ما يعثرون عليه، كما أنه ومع إغلاق طرق إمداد هذه الجماعات، فإنها تتضور جوعًا وفق ما قاله المتحدث باسم الجيش النيجيري، الجنرال ربيع أبوبكر.

واستسلم العشرات من مقاتلي بوكو حرام الهزالى، إلى جانب النساء والأطفال الأسرى، للمسؤولين العسكريين في نيجيريا، وهو الموقف الذي تتوقع السلطات تكراره خلال الأسابيع المقبلة، في ظل عدم وجود ملاذً آخر يذهبون إليه، بحسب ما ذكر اللواء أبوبكر، وأشارت التقديرات في الأيام الأولى من شباط/فبراير الماضي، والصادرة عن وزارة الخارجية إلى استيلاء بوكو حرام على ما يقرب من 4,200 رأس ماشية في الكاميرون.

واجتاحت الجماعة في هجومٍ واحد بلدة في الكاميرون واستولت على العشرات من الدراجات وعربات اليد و150 حيوانًا صغيرًا مثل الأغنام والماعز، فضلاً عن اختطاف ستة أشخاص للمساعدة في توجيه الحيوانات إلى نيجيريا، ولم تكتفِ هذه الجماعة المتطرفة بذلك، وإنما اتخذت رهائن مع إجبارهم على سرقة الماشية من قرى أخرى.

وحتى الصيف الماضي وقت بدء الهجمات الانتحارية في أقصي الشمال من الكاميرون، كانت الأمراض الأكثر شيوعًا في المستشفى تتمثل في أمراض المعدة وحوادث الدراجات النارية، بحيث لم تمتلك جراحين، إلا أنه وفي كانون الثاني/ يناير، وصل أطباء بلا حدود لإقامة مخيم كبير، إضافة إلى توجه فريق من وزارة الصحة من أجل تدريب العاملين على علاج إصابات الحرب، وفي الوقت الحالي، تحولت المستشفى إلى عيادة ميدانية النزاع مع جراح بدوام كامل وأكثر من ذلك في المستقبل.

وأسفرت العمليات المشتركة الأخيرة التي قامت بها القوات العسكرية الكاميرونية والنيجيرية عن اعتقال وقتل الكثيرين من المقاتلين، فضلاً عن ضبط أحزمة ناسفة وأسلحة ومعدات لصناعة الألغام، ويأمل المسؤولون بفرض حصار على هؤلاء المقاتلين من كلا الجانبين حتى لا يكون هناك ملاذًا لهم، إلا أن القوة العسكرية متعددة الجنسيات تواجه في بعض الأحيان صعوبة في تأمين الأراضي التي تستعيد فيها السيطرة.

وفي الكاميرون، وبعد أن تمكن الجنود من إخلاء بلدة كيراوا الحدودية من مقاتلي بوكو حرام في تشرين الأول/ اكتوبر، إلا أنهم ومنذ ذلك الحين فقد تعرضوا للهجوم ما لا يقل عن ست مرات، ما أسفر عن ذبح شاب في إحدى هذه الهجمات، بينما وفي مطلع الشهر الماضي، دخل انتحاري للبلدة وفجَّر نفسه خلف أحد المنازل بعدما فشل في التواجد وسط مجموعة كبيرة من الأشخاص وهو ما أدى إلى مقتل أحد المواطنين فقط في الوقت الذي كان فيه الشارع شاغرًا.

 ونتج عن النزوح الجماعي بسبب جماعة بوكو حرام أو الحملة العسكرية العشوائية في بعض الأحيان، ترك نحو 1,4 مليون شخص في المنطقة من دون إمدادات غذائية كافية، بحسب ما ذكرته الأمم المتحدة، بينما يزداد الوضع سوءًا في مدينة بورنو الواقعة شمال شرقي نيجيريا، في الوقت الذي يقول العاملين في المجال الإنساني إن 50,000 شخص على بعد خطوة واحدة من التعرض إلى مجاعة.

 وبينما كان يتم تداول محاصيل الفلفل على طول الحدود التشادية من قبل المزارعين عادة؛ من أجل الحصول على الحبوب المستوردة، إلا أن حقول الفلفل قد تم التخلي عنها ولم يبق سوى القليل للتجارة، ومع حلول موسم الجفاف في أقصى الشمال من الكاميرون، كان حصاد العام الماضي أقل بالفعل من المعتاد بسبب قلة الأمطار، إضافة إلى انخفاض منسوب المياه مع تصاعد المخاوف بشأن الإمدادات الكافية من مياه الشرب، لاسيما في مخيم اللاجئين الذي يأتي إليه وافدون جدد يوميًا.

بوكو حرام تتضور جوعًا بعد تحولها من سياسة الترهيب إلى سرقة الماشية

وتعرض عم ميريام يايا واثنين من أطفاله للقتل عندما اجتاحت جماعة بوكو حرام بلدة كيراوا وقت أن كانت ميريام موجودة هناك، بينما نجا زوجها مثله مثل بقية الرجال الآخرين الذين أدركوا احتمالية استهدافهم بعد لجوئه إلى الغابة، وأشفق عليها سكان قرية مورا الصغيرة التي تضاعفت أعداد سكانها بسبب الوافدين الجدد في الأسابيع الأخيرة ليقوموا ببناء منزل من الطين ليايا وأطفالها الثلاث.

هذا وتعد أزمة الغذاء جزءًا من الدمار الاقتصادي الأوسع في المنطقة، إضافة إلى الأعباء على الكاميرون في الوقت الذي تستضيف فيه الآلاف من اللاجئين الفارين من الحرب الدينية في جمهورية أفريقيا الوسطى المجاورة، كما أن الطوفان من اللاجئين النيجيريين في الكاميرون يخلق مشاعر سلبية، في الوقت الذي قال فيه الزعيم الديني الذي يحرص على حضور حفلات المواليد والزيجات في مخيم ميناوا للاجئين إن هؤلاء النازحين في حاجة إلى العودة لوطنهم.
 
ووجهت اتهمات إلى الكاميرون من جانب الأمم المتحدة في أعقاب إعادة عشرات الآلاف من اللاجئين إلى نيجيريا نهاية العام الماضي، لتخرج الحكومة وتقول إنه سيكون هناك إشراك للأمم المتحدة في أي خطط تتعلق بإعادة اللاجئين، وذكرت منسق الشؤون الإنسانية للأمم الأمتحدة في ياوندي العاصمة، نجاة رشدي، أنهم لا يستطيعون إعادة هؤلاء النازحين إلى حيث لا يوجد أمان.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بوكو حرام تتضور جوعًا بعد تحولها من سياسة الترهيب إلى سرقة الماشية بوكو حرام تتضور جوعًا بعد تحولها من سياسة الترهيب إلى سرقة الماشية



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 06:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
 العرب اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 06:36 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024
 العرب اليوم - الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024

GMT 05:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
 العرب اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 06:33 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
 العرب اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 09:11 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

إرهابى مُعادٍ للإسلام

GMT 21:53 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

زينة وباسم سمرة معاً في الدراما والسينما في 2025

GMT 17:11 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عبدالله بن زايد يبحث آخر التطورات مع وزير خارجية سوريا

GMT 09:50 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

أزمات قانونية تنتظر عمرو دياب في العام الجديد

GMT 09:42 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

كيف نتعامل مع سوريا الجديدة؟

GMT 21:50 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

دنيا سمير غانم تشارك في موسم الرياض بـ مكسرة الدنيا

GMT 00:35 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

لبنان يتعهد بالتعاون مع "الإنتربول" للقبض على مسؤول سوري
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab