واشنطن ـ يوسف مكي
أعلن مسؤولون أميركيون أن تركيا وافقت على استخدام قواعدها الجوية في الحرب ضد الدولة الإسلامية "داعش"، معتبرين أن تلك الموافقة تمثل اختراق قوى للمفاوضات، فيما نفى المسؤولون الأتراك وجود أي صفقات، مؤكدين أن المحادثات مازالت مستمرة.
ومثلت التعليقات سوء فهم بين الولايات المتحدة الأميركية وحليفتها تركيا, حيث يقوم الرئيس أوباما بحث تركيا على المشاركة من أجل تقوية التحالف الدولي.
وأصر الأتراك على أن أي يكون كل طرف في التحالف مستقلًا في شن الحملات على "داعش" وأيضًا استهداف الحكومة السورية التي عارضتها تركيا وحملتها مسؤولية خلق ظروف أدت إلى زيادة أعداد المتطرفين في تركيا والعراق.
وأضاف مسؤول أميريكي "لقد وافقوا على استخدام بعض القواعد ولكن تفاصيل كيفية تنفيذها لازالت تحت الدراسة".
كجزء من الجهود المبذولة ضد حكومة الرئيس الأسد، فقد أصر الأتراك على وجود منطقة حظر جوي في شمال سورية قرب الحدود مع تركيا التي من شأنها خلق ملاذًا آمنًا لتسليح وتدريب الثوار للقتال ضد القوات الحكومية، وتمركز حكومة المعارضة هناك.
وقد عارضت الولايات المتحدة إلى حد كبير هذه الفكرة - على الرغم من أن بعض المسؤولين داخل الحكومة وخاصة في وزارة الخارجية يفكرون في أخذ الفكرة بعين الاعتبار - لأنها من شأنها أن توسع أهداف أوباما المعلنة من التركيز فقط على تدمير "داعش".
وعكس الخلاف الظاهر بين مسؤولي كلا الدولتين الخلافات التي لم تُحل والمفاوضات التي تجرى بشأن استخدام القواعد التركية الجوية في نقل الجنود وتموينهم أو الضربات الجوية.
وستسمح تركيا العضو في حلف الناتو باستخدام قاعدتها في انجرليك في جنوب تركيا، وإرسال طائرات استطلاع بدون طيار.
وقد وافقت تركيا على مجموعة من التدابير الأخرى في مكافحة "داعش"، بما في ذلك تبادل المعلومات الإستخباراتية، وتشديد الرقابة على الحدود لوقف تدفق المقاتلين الأجانب والمشاركة في برنامج قادته الولايات المتحدة لتسليح وتدريب الثوار السوريين لمحاربة القوات الحكومية.
وظهر أحدث توتر في العلاقة بين الولايات المتحدة وتركيا بعد يومين من المحادثات الأسبوع الماضي في العاصمة التركية "أنقرة" بين مبعوث أوباما للتحالف ضد "داعش"، الجنرال المتقاعد جون آر ألين، والمسؤولين الأتراك.
ومن المتوقع أن يصل إلى أنقرة هذا الأسبوع فريق من المسؤولين الأميركان لإجراء مزيد من المحادثات ليس فقط حول استخدام القواعد الجوية ولكن أيضًا عن دور تركيا في تدريب الثوار السوريين ضمن البرنامج الذي وافقت عليه تركيا.
وذكر وزير الخارجية التركي، أحمد داوود أوغلو أن "الحل يكمن في خلق قوة ثالثة بالإضافة إلى النظام السوري والفصائل المسلحة وتتكون من السوريين من جميع الفصائل دون مقاتلين أجانب".
أرسل تعليقك