صنعاء ـ عبد الغني يحيى
وجهت الأمانة العامة لحزب المؤتمر الشعبي العام، قيادات وأعضاء الحزب كافة بـ"عدم الانجرار، أو الاستجابة لأي دعوات بشأن الخيارات الاستراتيجية أو غيرها، من اجتماعات أو لقاءات من أي جهة كانت، لأن تلك الدعوات لا تعني المؤتمر لا من قريب ولا من بعيد"، في إشارة واضحة إلى جماعة "الحوثيين" في أوضح صور الخلافات التي باتت تضرب تحالف المتمردين، الذي يجمع بين قوات التمرد الحوثي، وحليفها المخلوع، علي عبدالله صالح.
ومضت توجيهات المؤتمر الشعبي بالقول "على الجميع الالتزام بما يصدر من توجيهات أو تعليمات من قيادة المؤتمر العليا، ممثلة في اللجنة العامة، أو رئيس المؤتمر، أو الأمين العام، أو فرع المؤتمر في المحافظة، وتنفيذها، وعدم الاستجابة لأي دعوات من هنا أو هناك، خارجة عن إطار قيادة المؤتمر العليا وفرع المحافظة".
وسارعت قيادات "حوثية" إلى المطالبة باعتقال المخلوع صالح، واصفة إياه بـ"الأفعى والماكر والخبيث".
وأضاف القيادي في الحركة، القاضي عبدالوهاب محمد قطران، في منشور على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" موجها خطابه إلى جماعته "عليكم برأس الأفعى عفاش، اعملوا على توقيفه الليلة، قبل أن يسقطكم".
وأضاف "لا تستهينوا بمكر ودهاء وخبث الرجل، أسقط الإخوان وسيسقطكم إن تساهلتم".
وأشار إلى أنه نصح جماعته في وقت سابق بعدم الذهاب للقتال في الجنوب، قبل التخلص من صالح. وتابع "كنت نصحت بتوجيه ضربة قاصمة لعفاش، لأنه لا يعقل أن تذهب تقاتل بالجنوب والأفعى في جيبك، فستلدغك في أي لحظة".
و اتهم مصدر مسؤول في الجماعة، المخلوع بأنه السبب في ما وصلت إليه الأحوال في اليمن، والخطورة البالغة التي تحيق بقوات التمرد من جانب المقاومة الشعبية، وأكد المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه "صالح أدخل الحركة إلى صنعاء، وسهل لها مهمة التوسع في جميع المحافظات، بدعم مالي كامل منه. والجماعة كانت تعتبره الممول الأساسي لكل عملياتها، دون أن تدرك هدفه من وراء تلك التسهيلات".
وأضاف أن "المخلوع كان سخيًا جدًا في دعمه للجماعة، في بداية الأمر، لكنه فاجأهم في الفترة الأخيرة بكثرة المماطلات، وعدم صرف أي دعم، مما قادها إلى الانهيار وخسرت كثيرا في الجبهات". كاشفا أنه هو الذي دلّهم على فكرة بيع المشتقات النفطية في السوق السوداء، ومنعها عن متناول أبناء الشعب اليمني، وذلك عندما طلبوا منه الدعم الذي تعهد لهم به، فرد عليهم بالقول "بيعوا المشتقات النفطية في السوق السوداء وتصرفوا".
وانتشرت الخلافات بين الجانبين خلال الفترة الماضية وظهرت إلى العلن، جراء التنازع بينهما على الإمساك بزمام الأمور، حيث يرى الحوثيون أنهم يمثلون القوة الموجودة على الأرض، فيما يؤكد المخلوع أنه الحركة السياسية الفعلية، وتجلى النزاع في رفض كثير من ضباط الحرس الجمهوري الموالي لنجل المخلوع تنفيذ تعليمات حوثية بالتوجه إلى مناطق العمليات في جنوب ووسط اليمن، ما أدى إلى خلافات تطورت في بعض الأحيان إلى مرحلة الاشتباك المسلح بين عناصر الفريقين.
أرسل تعليقك