لندن - ماريا طبراني
أثار تنظيم "داعش" المتطرف، غضبًا واسعًا على شبكة الإنترنت، حين نشر صورتين صادمتين لأطفال صغار يحملون بنادق رشاشة ملفوفة حول وسطهم الصغير. حيث ظهر في صورة دعاية، صبي أسود صغير يشير بأصابعه بتحية "داعش" أمام الكاميرا، فيما تحوطه بنادق AK47وقنبلة يدوية. وفي الصورة الثانية، كان هناك طفلًا أمامه مدفع رشاش، ويحمل على كتفه حزامًا من الذخيرة، حسبما تداول مؤيدو "داعش" وخبراء مكافحة التطرف.
وأوضحت صحيفة "دايلي ميل" البريطانية، إنه كان هناك ابتسامة واسعة على وجه هذا الطفل بالوضوح ذاته لـ "آلة الموت" القابعة عند قدميه. مضيفة أنها المرة الأولى التي تنشر "داعش" صور دعائية تضم أطفالًا صغارًا.
وأظهرت اللقطة، المأخوذة من آب/أغسطس الماضي، وجه طفل صغير، لا يزيد عمره عن ثلاثة أعوام، وهو يقطع رأس دميته، في انعكاس صادم لتأثير أشرطة الفيديو التي يبثها التنظيم لعمليات الإعدام. ويظهر الطفل في أحد الصور وهو يرفع رأس دميته المقطوعة، فيما رفع أيضا سكينته منتصرا في الهواء كرجل وراء الكاميرا ويصيح "تكفير"، (كلمة مهينة تستخدم لوصف غير المؤمنين).
ويشبه قميص الصبي قميص محمد اموازي، الذي كان مسؤولا عن مقتل مالا يقل عن خمسة رهائن غربيين منذ أن قطع رأس الصحافي الاميركي جيمس فولي في آب/أغسطس 2014. ولم يكن الفيديو منتجا بشكل احترافي مثل غيرها من لقطات "داعش" الماضية.
وأثار هذا الفيديو المزعج غضبا واسعا على شبكة الإنترنت، إذ وصف رجل سوري على موقع التواصل الاجتماعي "توتير" بأنه تجسيد رمزي للطفولة المدمرة". ونقلت الصحيفة عن عضو مركز الأمن البشري جولي لينارز، إن ذلك يطلق عليه "الاعتداء على الأطفال من النوع الأكثر شرا"، فيما رأى أخرون أنهم يقومون بـ "غسيل مخ" لهذا الطفل، كي ينفذ عمليات قطع الرؤوس عندما يكبر.
وقال خبراء مكافحة التطرف لصحيفة "ديلي ميل"، أن "داعش" تحول الأطفال الصغار إلى قتلة عن طريق السيطرة على تعليمهم وعقولهم في سن مبكرة جدا. حيث نشرت "داعش" فيديوهات لأطفال صغار أثناء تعليمهم استخدام البنادق الآلية الفاتك، والتي يجري تدريسها كأيديولوجية ملتوية لـ"داعش" في المدارس التي تديرها هذه الجماعة المتطرفة.
ونقلت "ديلي ميل"، عن المدير التنفيذي لمشروع التحقيق في التطرف، قوله إن "داعش تُعيد برمجة هؤلاء الصغار وعقولهم ذات التأثر السريع لتحولهم إلى قتلة". مضيفا أن "تلقين الأطفال تعصب "داعش" لا يعد وسيلة سهلة للقولبة فحسب، وإنما يخلق أيضا أجيال جديدة من المؤمنين بـ "داعش" أو مقاتلين جدد".
وتابع "هدفهم هو إعادة بناء المجتمعات الإسلامية، التي يغزوها إسلامي شامل يتحكم في كل جوانب المجتمع بدءا من جمع القمامة وصولا للتدريس في المدارس الدينية.
وأشارت الصحيفة إلى شريط فيديو بثه التنظيم في تموز/يوليو الماضي، يُصور طفلا وهو يقطع رأس ضحية بشرية، وهو أول فيديو لـ "داعش" من هذا النوع. ويُعتقد أنه قتل جنديًا سوريًا، ولم يكشف عن اسمه، في محافظة حمص السورية، بعدما أسره التنظيم في القرب من نقطة تفتيش. ويُعتقد أن الضحية كان يتمركز في مدينة " تدمر" الأثرية، حيث دمر "داعش" النصب التذكاري، الذي لا يقدر بثمن.
وتم مشاركة هذا الفيديو الأخير من جنود "داعش"، مشيدين بالصبي الصغير، معتقدين أنه يجب ألا يكون أكبر من 10 أعوام، كي يعدم عدوًا مقاتلًا له. وشارك في هذا الفيديو أيضا من قبل جنود ISIS الذي أشاد صبي صغير، ويعتقد أن هناك من كبار السن من 10، لتنفيذ مقاتل عدو. حيث أجبر الجندي السوري المقتول، التابع لقوات الرئيس بشار الأسد، على الانحناء إلى معدته كي يتمكن الصبي من سحب رأسه إلى الخلف واستخدام سكين لقطع رأس له.
أرسل تعليقك