نيويورك ـ رولا عييسى
أعربت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" عن مخاوفها، بعدما أكّد رئيس أركان الجيش في قيادة أفريقيا ديفيد رودريغز أنّ تنظيم "داعش" يُعد عددًا من المعسكرات التدريبية في ليبيا، حيث يتلقى حوالي 200 مقاتل التدريبات والتوجيهات.
جاء ذلك بعد طقوس "البيعة"، التي شهدتها مدينة درنة الليبيّة، حيث امتلاء الميدان الرئيسي فيها بحشد من الشباب، بعد دعوات ممن نصب نفسه "أميرًا"، لإعلان الولاء والطاعة لـ"الخليفة" أبو بكر البغدادي.
وطالب "الأمير" الحشود بالاستجابة لدعواته، والانضمام للخلافة، طاعة واتباعًا لأوامر البغدادي، والاعتراف بوجود تنظيم "داعش" في البلاد، فيما وسيطرت وحدات من التنظيم القتالية على درنة، حيث ظهر حوالي 600 عربة "جيب"، تحمل الأعلام السوداء، لتتجول في دوريات عبر المدينة.
وأكّد رودريغز أنّ "داعش بدأ في بذل المزيد من الجهود في ليبيا، ويعد لمعسكرات تدريبية، للحصول على المزيد من الدعم اللوجستي".
وتولى التنظيم زمام الأمور في المدينة، عقب وصول أميرهم السعودي الجنسية أبو البر الأيزيدي، في نهاية أيلول/سبتمبر الماضي، معتمدًا على دعم ما يقرب من ألفي أو ثلاثة ألاف مقاتل، ممن كانت لديهم خبرات وتجارب قتالية سابقة في سورية.
وتمّ إخلاء درنة من المعارضين، بعد أن تولى التنظيم زمام الأمور فيها، عبر سلسلة من الاغتيالات للقضاة، ومسؤولي الحكومة، والنشطاء السياسيين.
وأصدر التنظيم قرارات عن فصل الإناث عن الذكور في المدارس، كما مُنعت المحال التجارية من عرض الملابس على "العارضات الإناث".
وفي سياق متصل، أكّد أحد الفارين من المدينة أخيرًا أنَّ "الجميع يشعر بالقلق، كانت هناك تظاهرات، لكن أحدًا لا يرغب في التظاهر الآن".
يذكر أنَّ الولايات المتحدة صعدت من مراقبتها للأوضاع في ليبيا، أخيرًا، اعتمادًا على عدد من الطائرات دون طيار، وطائرات المراقبة الإلكترونية، بعد أن عبر المسؤولون عن مخاوفهم من أنّ التنظيم أصبح يتخطى حدود العراق وسورية، متجهًا نحو ليبيا، التي تعد هدفًا مغريًا، نتيجة لإمتلاكها البترول، فضلاً عن موقعها القريب من الشواطئ الأوروبية الجنوبية.
وأوضح أستاذ الدراسات الأمنية في كلية "كينجز" لندن بيتر نيومان أنَّ "في دول مثل اليمن، وليبيا، ينتوي التنظيم تكوين عدد ضخم من الجماعات، لإعلان ولائهم له".
وتابع "سوف يكون تحدّيًا بالنسبة لداعش أن يظهروا إمكاناتهم للحكم، إن ذلك يعد الجانب السلبي من إدارة الدولة، فمع السلطة تأتي المسؤولية".
أرسل تعليقك