دمشق ـ نور خوّام
تسود حالة من القلق الأوساط الدروزية في كلٍ من سورية ولبنان وفلسطين المحتلة والأردن؛ بسبب الحصار المفروض على محافظة السويداء ذات الأغلبية الدرزية في جبل العرب في سورية، من قِبل التنظيمات المتطرفة ولاسيما "داعش" و"جبهة النصرة".
وتفيد المعلومات أنه بعد سقوط تدمر في يد "النصرة" وسقوط بادية تدمر في يد تنظيم "داعش"، فإن السويداء الدرزية باتت محاصرة من الجهتين لاسيما بعد سيطرة التنظيم المتطرف على بلدة الحقف البعيدة 50 كيلو مترًا عنها، وتوجيهه رسائل إلى شيوخ السويداء وخسائرها بأن الحرب المقبلة ستكون على أرضهم، الأمر الذي بث القلق في نفوس الدروز في سورية وفي عموم منطقة المشرق العربي، وتحديدًا بعدما عززت "داعش" رسائلها وإنذاراتها بحشد 13 دبابة وعشرات الآليات وناقلات الجند في بادية تدمر، وقيام مجموعات من البدو الموالين للتنظيم بدوريات مسلحة على تخوم محافظة السويداء.
وبالرغم من إعلان الحكومة السورية أنها ستدافع عن السويداء وترد عنها خطر المتطرفين، فإن حالة من القلق الشديد انتشرت بسرعة كبيرة بين الدروز؛ ففي سورية تجاوز الدروز خلافاتهم واتحدوا لمواجهة الخطر الذي يهدد مصيرهم لاسيما وأنهم أعلنوا ولاءهم للسلطات السورية برئاسة الرئيس بشار الأسد، في حين يعتبرهم المتطرفون غير مسلمين ويحل لهم قتلهم وسبي نسائهم وبيعهن في مزادات علنية، على غرار ما فعلوه بطائفة الإيزيديين في العراق.
وتؤكد المعلومات أن مشايخ الدروز الثلاثة الحناوي والجربوع والهجري تناسوا خلافاتهم وسارعوا إلى التوحد بشكل كامل، وأصدروا بيانًا جاء فيه أن الدفاع عن الأرض واجب مقدس، وأن كل من يتهاون فيه هو خائن.
وعقد المشايخ الثلاثة اجتماعًا في دار الزمان في السويداء وكلفوا لواءً متقاعدًا في الجيش السوري، يدعى نايف العاقل، بتنظيم الوضع القتالي للدروز الشباب وتشكيل غرفة عمليات مع ضباط يتولون الاتصال بقيادة الجيش السوري والتنسيق معه لاسيما في مجال الإمداد بالسلاح.
وفي لبنان التقى وفدٌ كبيرٌ من مشايخ الطائفة الدرزية بالنائب طلال أرسلان وتباحثوا معه في الأمر واستمعوا إلى معلوماته بأن القيادة السورية لن تسمح بسقوط السويداء في أيدي "داعش" أو سواها من التنظيمات المتطرفة.
في حين أوفد الزعيم الدرزي وليد جنبلاط وزير الصحة وائل أبو فاعور إلى الأردن وتركيا؛ لإثارة هذه القضية وتجنيب محافظة السويداء من خطر المتطرفين.
أما في فلسطين فقد انعقدت لجنة التواصل الدرزية وطالبت شيخ عقل الروز في فلسطين المحتلة موفق ظريف بسرعة التحرك لنجدة دروز السويداء، ووجهت اللجنة نداءً إلى الرئيس الأسد؛ لوضع إمكانيات الجيش السوري في حماية الدروز هناك، وأعلنت أن الشباب الدرزي في فلسطين سينتقلون عبر الأسلاك الشائكة من الجولان إلى السويداء للدفاع عن أهلهم وأبناء طائفتهم.
أرسل تعليقك