القاهرة ـ أكرم علي
عقد وزراء الخارجية العرب، اجتماعًا تشاوريًا، الأحد، اقتصر على رؤساء الوفود، في حضور الأمين العام للجامعة الدكتور نبيل العربي، قبل انطلاق الدورة الـ144 لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري، وعقد الاجتماع؛ للتشاور في شأن عدد من القضايا التي رفعها المندوبون الدائمون التي لم تحسم في الاجتماعات التحضيرية، خصوصًا ما يهم الأوضاع في اليمن وليبيا وسورية، فضلًا عن ملف تطوير الجامعة العربية.
كما ناقش الوزراء خلال الاجتماع، المقترحات التي تخص أوضاع مكاتب وبعثات الجامعة العربية في الخارج، في ضوء التوصيات التي أعدتها اللجنة المعنية، وأوصت بتقليص أعدادها إلى جانب متابعة تنفيذ القرار الخاص بصيانة الأمن القومى العربى، ومكافحة التنظيمات المتطرفة في ضوء الدراسة التي أعدتها الأمانة العامة للجامعة.
وأوضح وزير الخارجية المصري سامح شكري، أنّ "نهر الدماء العربية مازال يتدفق في عدد من أقطارنا على يد جماعات التطرف الأسود الذي بات يُهدد الشعوب العربية، حيث لا توجد دولة بمنأى عن هذا الخطر، وإن قوى الظلام أصبحت تترصد أمننا القومي وأمن شعوبنا العربية بُغية هدم بنيان الدولة الوطنية، وتفكيك مؤسساتها واستنزاف مواردها".
وأضاف شكري، في كلمته، أنّ "التطرف لا يفتقر إلى أطراف تغذية عبر التمويل والسلاح وتقنيات الإعلام الحديثة؛ لبث الفرقة والفتن والترويج للقتل والذبح تحت راية الدين، وإن هذا التحدي الجسيم يفرض علينا مسؤولية كبيرة في صون مقدرات الأمة العربية وحماية حاضرها ومستقبلها".
وتابع: "أطمئنكم أنّ مصر، انطلاقا من واجبها الوطني ومسؤوليتها القومية؛ لن تقف مغلولة الأيدي أمام من يعبث في أمن أمتنا العربية، وبالتالي علينا الاضطلاع بمسئوليتنا في حماية شعوبنا من خلال رؤية مُتكاملة للمواجهة الصارمة لهذا الخطر المُنتشر حولنا".
وزاد: "باتت مواجهة التطرف أولوية قصوى تستلزم إستراتيجية خلاقة لتحصين الأجيال المقبلة، واستئصال هذا المرض الخبيث، بما فى ذلك من خلال إصلاح الخطاب الديني ومواجهة التطرف الفكري، وتجفيف منابعه، والتعامل بحسم مع دُعاة الفتنة والخراب وسفك الدماء، فضلًا عن العمل بكل جدية على إيجاد تسويات سياسية للصراعات الإقليمية التي تعصف بمنطقتنا".
وبدأ وزير الدولة للشؤون الخارجية في دولة الامارات العربية المتحدة الدكتور انور قرقاش، كلمته، في اجتماع وزراء الخارجية العرب، بالترحم على وزير الخارجية السابق الأمير سعود الفيصل، مؤكدًا أنّ الدبلوماسية العربية ستفتقد حكمة الفيصل، ورحب بوزير الخارجية الحالي عادل الجبير الذي يشارك للمرة الاولى، في اجتماع وزراء الخارجية العرب.
وشدد قرقاش على أنّه لا يمكنه وهو في "قاهرة المعز"؛ إلا أنّ يرحب بما حققته مصر من تقدم على المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية، وخطواتها الكبيرة في استعادة الاستقرار والأمن، مجددًا تأكيده على استمرار دعم دولة الامارات لمصر شعبا وحكومة، وأن بلاده ترى أن مصر الآمنة مستقرة قوية من خلال تلاحم شعبها.
أرسل تعليقك